هزمنا الوجع والخوف

هزمنا الوجع والخوف

المغرب اليوم -

هزمنا الوجع والخوف

بقلم: بدر الدين الإدريسي

كنا في طريقنا لننصب حائطا للمبكى، نبكي فيه منتخبنا الذي قاسى وتجرع الأمرين ليعبر الحاجز الناميبي، وكانت الكثير من السكاكين ستخرج من غمدها لتقطع هيرفي رونار واختياراته التي جنت على الفريق الوطني، وتركته بلا ماء في صحراء قاحلة، لولا أن الحظ الذي تجهم في وجوه الأسود لردح من الزمن، ابتسم لهم أخيرا، عندما أنهى المدافع الناميبي مخاضنا العسير واحتراقنا الكبير بأن ناب عن كل مهاجمينا ووضع الكرة في مرمى حارس مرماه ليهدينا الفوز الذي كان شيئا آخر سواه سيكون هو الكارثة بعينها.

بالطبع نفرح للفوز، ليس لقيمة الخصم الذي تحقق أمامه، ولكن من منظور الصراع المرير الذي خاضه أسود الأطلس طوال المباراة ومن المعاناة الكبيرة التي استشعروها، للتحرر من الركاكة في الأداء ولإيقاظ حاسة التخيل والإبداع، والقبض على نقاط ثلاث تصور كثير منا أنها في قبضة اليد.

ما الذي جعل الفريق الوطني يصل لقمة المعاناة والشجن في مواجهته ل"المحاربون الشجعان" لناميبيا؟

أشياء كثيرة، منها أن الفريق الوطني أضاع للأسف الكثير من جاذبية بل وواقعية أدائه الجماعي، ومنها أنه لم يعد يجيد استعمال الأسلحة التكتيكية التي كانت سر صحوته الأخيرة، ومنها أنه عجز عن حل شفرة هذا المنتخب الناميبي في أول ربع ساعة من المباراة، وهو ما كان حاجة ملحة بل واستراتيجية لإخراج هذا الفريق من قوقعاته الدفاعية ولهزم الرطوبة وارتفاع درجة الحراراة التي تنهك الأجساد وتنال من المخزون البدني.

كان من الضروري أن يرفع الفريق الوطني الإيقاع في الثلث الأول من زمن المباراة، باللعب بسلاح الضغط العالي، وأيضا بالبحث عن الإختراقات الجانبية، لأن ما قاله هذا المنتخب الناميبي من البداية أنه لن يواجه الفريق الوطني باللعب المفتوح، وبأنه سيدافع ويدافع ولن يضيع أي بارقة هجوم مرتد.

ولئن كان رونار وهو يقرر اللعب بثالوث وسط ميدان جديد بإدخاله لبوربيعة وأيت بناصر إلى جانب بوصوفة، لغصابة بلهندة ولوضعه الأحمدي احتياطيا، فإنه لعب في ذلك على الطراوة وعنصر السرعة في الإنتقال على الخصوص من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية، إلا أن ذلك للأسف لم يثمر انتشارا جيدا للعناصر الوطنية التي باعدت بين فترات الإغارة على منطقة الخصم، بل إن زياش والنصيري وأمرابط سيجدون صعوبة كبيرة في ضرب العمق الدفاعي الناميبي، ومع تقدم المباراة كنا نشعر أنها تزداد تعقيدا، بخاصة وأن العناصر الوطنية كانت الأكثر تأثرا بالمناخ الحار والجاف الذي ساد المباراة في توقيتها والذي يلقى تشكيا من مدربي المنتخبات المشاركة في "الكان".

صحيح أن الفريق الوطني زاد في سرعاته مع بداية الجولة الثانية، بل إنه سيصبح مهيمنا على مضمون المباراة، بخاصة مع دخول سفيان بوفال بوصفه رجل الحلول، إلا أن العيب التكتيكي الكبير هو أن الفريق الوطني أبقى خطوطه متباعدة نسبيا، حتى أنها وصلت أحيانا إلى 70 مترا، وهذا شيء مرفوض في لغة كرة القدم الحديثة، كما أن اللعب بحكيمي صاحب أفضل مخزون بدني بين الأسود كظهير أيسر، ضدا على طبيعته، أثر بشكل كبير على تهييء الفرص الهجومية، بخاصة عند تنفيذ الرفعات الجانبية.

أخذا بكل الإعتبارات الفنية والتكتيكية والمناخية التي ذكرتها ولا محيد عنها في أي معالجة فنية للمباراة، سنقول أن فريقنا الوطني بفوزه القيصري على ناميبيا يكون قد حقق انتصارا استراتيجيا غطى على إخفاقاته وهزائمه التكتيكية، على أمل أن نرفع درجة الإجادة في مباراة كوت ديفوار، حيث لن يكون مسموحا أن نستشعر نفس الإختناق التكتيكي الذي سيفضي حتما أمام الفيلة إلى الموت الزؤام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هزمنا الوجع والخوف هزمنا الوجع والخوف



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya