بقلم: الحسين بوهروال
كان المنتخب الوطني لكرة اليد يستعد لإحدى المشاركات الدولية بالمعهد الملكي للرياضة مولاي رشيد بالمعمورة وكان المولودي السيد احمد شوقي بن زكري يشغل آنذاك مهام مدرب مساعد بالمنتخب وفي الليلة ما قبل السفر إلى الخارج وهو عائد على متن القطار من وجدة بعد توديع أسرته إلى الرباط لينام نوما عميقا لطول المسافة وتعب الرحلة لم يستيقظ منه إلا عندما أزعجه ضجيج وصخب المسافرين وحركتهم بمحطة القطار بالدار البيضاء.خرج بن زكري من المحطة المكتظة مدعورًا في غياب الإنتشار الواسع للهاتف النقال كما اليوم.لم يكن أمامه وهو صاحب مسؤولية يقدرها حق قدرها إلا مهاتفة السيد عبد اللطيف طاطبي حوالي الساعة الواحدة صباحًا الذي التحق به كعادته في لمح البصر بالمحطة البيضاوية بعدما أخبرني وأنا بالرباط بالواقعة بواسطة الهاتف ،كنا لا نغلق الهاتف تقديرا منا للمسؤولية الملقاة على عاتقنا رغم الخصاص الذي كانت تشكو منه كرة اليد في جميع المجالات ماديا ومعنويا ولوجيستيا وغير ذلك إلا من الروح الوطنية التي تسكننا على الدوام ونحمد الله الذي هدانا لذلك ونحن له شاكرون.
اركب عبد اللطيف طاطبي الجندي المستعد دائما المعروف وليس المجهول كما يقال اللاعب الدولي السابق للمولوية الوجدية المتألقة احمد شوقي بن زكري في سيارته البسيطة الموضوعة رهن إشارة كرة اليد وباقي أعمال الخير في ربوع المغرب الفسيح ،
وتوجه المتيمان بكرة اليد الساحرة إلى المعهد الملكي لتكوين الأطر مولاي رشيد بغابة المعمورة الهادئة حامية البيئة من أخطار ثقب الاوزون في وقت يخلد فيه الأخرون للنوم العميق والأحلام اللذيذة.
تسلل بن زكري في جنح الليل إلى غرفته في سكون حتى لا يزعج أفراد المنتخب الذين عملت الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد التي كان يرأسها الفقيد الكبير المرحوم الأستاذ عبد الله بن احسان تغمذه الله بواسع رحمته على توفير كل الوسائل الممكنة لهم مما جعلهم اسودا بمعنى الكلمة.
التحق بي عبد اللطيف طاطبي بالبيت بعد قيامه بهذه المهمة المفاجئة- وإن كانت دائما في الحسبان- ليقضي ما تبقى من الليل قبل العودة إلى درب غلف مهد المقاومة لتفقد أحوال وتوفير الحاجيات لحبيبته ومعشوقته على الدوام الرابطة الرياضية الببضاوية لكرة اليد حاصدة الثنائيات من البطولات والكؤوس.
ذاك الزمن الذي ولى لم تكن فيه المسؤولية في النادي أو بالجامعية أو اللعب في النادي او المنتخب الوطني لكرة اليد من الأمور السهلة لما يتطلبه ذلك من تضحيات ومروءة ونزاهة وحكمة وصبر وقيم لا تتوفر إلا: (في من رحم ربي )
أحيي بهذه المناسبة الرمضانية الروحية المتاحة جميع الفعاليات الرياضية الوجدية التي بنت وتواصل بناء الصرح الرياضي المشرف للمنطقة الشرقية وخاصة كرة اليد والعاب القوى والريكبي وعودة المولودية لكرة القدم إلى حيث يجب أن تظل على الدوام ورحم الله الرئيس التاريخي مصطفى بلهاشمي والمدرب المقتدر محمد بن ابراهيم مدرب الكوكب في فترة من فترات المجد والسؤدد.
رحمة الله الواسعة على رجال كرة اليد الوطنية عبد المؤمن الجوهري،عبد الله بن احساين،عمر الزواق،عبد الله بليندة، محمد نصيري،محمد المازني ،العربي امحمدي (باعروب)، احمد بوعسربة،عبد الرحمان كعواشي، بابارامي بن خرفة،القباج ، وغيرهم .