بقلم: منعم بلمقدم
الصافرة التي أصبحت اليوم في الشارع المغربي رمزا ضد التحرش الجنسي، هي اليوم في الملاعب الوطنية على عهد يحيى حدقة صورة لتحرش من نوع آخر.. ووسيلة من وسائل تغيير مجرى نهر البطولة والتحكم في ترتيبها، وإثارة فتنة لا طاقة لبطولة تنشد الإحتراف بها.
أن يتحدث رئيس العصبة الإحترافية سعيد الناصيري جهارا عن كوارث حدقة التي تكررت طيلة 5 سنوات من التنظير والشفوي، ويطالب بإخراج الورقة الحمراء في وجه الرجل الذي تعود أن يخرجها في وجه اللاعبين وحكامه، فهذا دليل على أن السيل بلغ الزبا وماعاد الوضع يحتمل وقريبا جدا سينفجر برميل البارود الذي يدبره صديقنا يحيى.
كثيرون كانوا يعتقدون أن الناصيري يحمي حدقة، طالما أن العصبة هي تسير البطولة والتحكيم جزء منها، لكن هؤلاء أخطأوا لأن ورقتين من الأوراق المهمة بقيتا تحت حضانة الجامعة وفوزي لقجع شخصيا، وهما مسابقة كأس العرش التي توج نهضة بركان بلقبها والتحكيم الذي قال لقجع بفمه «أنا المسؤول الأول و الأخير عنه».
وحين إختار لقجع هذه المسؤولية، فقد كان الأمر من باب قطع الطريق أمام الشبهات كي يرعى بنفسه قطاعا حساسا إسمه التحكيم.
قبل الناصيري كان نور الدين البيضي أكثر جرأة وهو واحد من أفراد طاقم لقجع، واتهم حدقة علانية بترجيح كفة على حساب أخرى وأنه يسير يقتل مبدأ تكافؤ الفرص بتعييناته الغريبة التي لا يقبل بها لا عقل ولا منطق.
تم إستدعاء البيضي وطالبوه بدليل وبينة على ما إدعاه، ولأن الدليل يغيب في هذه الحالات وتقييم الأخطاء يظل نسبيا. خاصة بعدما إجتهد حدقة وخرج من حيث دأب على الخروج كل مرة، ليدافع عن أخطاء حكامه ويوجد لكل خطأ تخريجة لم تقنع حتى المبتدئين الذين لا يفهمون في الكرة كثيرا، وكيف له أن يقنعنا أن هدف جيبور في مرمي بركان ليس هدفا وضربة جزاء الرجاء التي ألغاها العالم العلام لزكرياء حدراف ليس بضربة جزاء، وبعدها بيومين جزاء رحيمي أمام وجدة ليس جزاء وعلى بعد مترين من حكم المباراة.
عوقب البيضي وتلقي توبيخا لكنه ظل مؤمنا بقناعة راسخة وهو أن حدقة والكعواشي يسيران بالصافرة المغربية نحو منحدر خطير للغاية، لينضم لسرب المنددين أولمبيك آسفي وخريبگة والجيش وأكثرهم وضوحا في الصورة جواد الزيات الذي عقد ندوة صحفية شرح فيها الواضحات وحول اللقطات لمفضحات، لضربات جزاء يراها «جوق العميين» ولا يراها حكام حدقة أمام برشيد ووجدة وبركان والقائمة تطول وإن ذكرتها سأوقظ الفتن النائمة..ولعل ماقاله مضران للحكم العلام يختصر كل كلام: أنت فاشل من أرسلك لهنا..
صديقننا حدقة عبث بالتعيينات عبثا غيرمسبوق، ولأول في تاريخ البطولة يقود حكم من حكامه 4 مباريات متتالية للرجاء والوداد في ظرف أقل من شهر وهو توفيق كورار. الذي تحمل أضرارا نفسية جسيمة بسبب هذا الإختراع المنسوب لحدقة ومن يدور في فلكه، وخاصة حكم سابق يدعي ليدر كان مجرد حكم متواضع في السابق فوجد له مكانا نافذا اليوم يوجه بوصلة الحكام مع حدقة والكعواشي.
مع حدقة تقلصت الأطقم الثلاثية التي ورثها عن العهد السابق، وتحول رضوان جيد لإطفائي يخمذ الحرائق ويلمع الصورة فيتم تعيينه للمواعيد الحارقة من الديربي بمراكش لخميس الزمامرة بالقسم الثاني.
في عهد حدقة يحرم الكزاز الوداد من هدف مشروع أمام إتحاد طنجة وقبله هدف جبور أمام نهضة بركان والتيازي يحرم الجيش من ضربتي جزاء في الكلاسيكو، فيعاقب الكزاز بعد يوم واحد على خطئه ويستثنى التيازي لأن الجيش «ماعندوش مُّو فالكوزينة» على رأي الجنرال..
قد ينتهي الموسم ويحتاج الوداد أو الرجاء لنقطة ليتحدد الدرع واللقب، ومعهاسنعود لقراءة شريط كوارث صافرة حكام الكزاز فنقف على حجم مأساة ما حدث وهو أن الوداد ضاعت عليه 5 نقاط كاملة والرجاء 6، وقد يعلن بطل آخر غيرهما ويكون هذا البطل قد تحدد ليس بواقع المباريات والمجهود المبذول والخطط والتكتيك، وإنما بسبب التحرش السافر لصافرة حكام يحيى الشفوي..
كنت قد أعلنت التحدي في وقت سابق في وجه حدقة ودعوته للتناظر والدفاع عن نفسه، لكنه إختار مسالك أخرى حيث يتلقى كرات سهلة كي يظهر في صورة» السماطشور» القوي ..
حدقة أخرج بطائق كثيرة في وجه لاعبين ومسيرين يوم كان في الملاعب قاضيا وأخرجها في وجه حكامه يوم تقمص دوره الحالي، واليوم الناصيري والبيضي والزيات يطالبون بأن يخرج أحدهم ورقته في وجه حدقة كي يكف عن عبثه وكي يطبق مبدأ «ربط المسؤولية بالمحاسبة بحذافيره» ولا يبقى مجرد استهلاك..