بقلم :جمال اسطيفي
عملية اختيار مدرب جديد، عملية دقيقة جدا، بما أن الأمر ستكون له انعكاسات سواء سلبية أو إيجابية، لكن في المغرب يغلب على العديد من الاختيارات طابع التسرع، وليس العقلانية في الاختيار، وهكذا قد تجد فريقا يفاوض في الوقت نفسه مدربين ببروفايلين مختلفين..
في هذا الصدد انفصل فريقا الرجاء وأولمبيك خريبكة عن المدربين خوان كارلوس غاريدو ومحمد أمين بنهاشم، حيث خلف الأول الفرنسي باتريك كارتيرون، والثاني المغربي رشيد الطوسي.
في هذا الصدد هل طرح أي كان السؤال بخصوص المعايير التقنية للاختيار..
في حالة أولمبيك خريبكة الفريق في حاجة إلى مدرب بمقدوره إحداث رجة نفسية، وبمقدوره ان يعطي دفعة تقنية وتكتيكية، خصوصا أن الهدف الحالي هو ضمان البقاء لا اقل ولا اكثر..
في حالة الرجاء الأمر مختلف تماما، فالتغيير ليس هدفا في حد ذاته، بل إن الهدف هو إعادة الثقة للفريق، والقدرة على عبور مطبات المرحلة المقبلة المزدحمة بالمواعيد، بما اصبح يشكله ذلك من ضغط نفسي على اللاعبين تسبب في انفلات للأعصاب، وفي حالة من التسيب والعصيان في مستودع الملابس، وهي حالة لها أسبابها الداخلية وأخرى خارجية..
هل كارتيرون هو الرجل المناسب؟
على مستوى طريقة اللعب قد يكون الاختيار مقبولا إلى حد كبير، لكن بالنسبة لشخصية المدرب ثمة الكثير من علامات الاستفهام، خصوصا أن شخصية هذا المدرب ليست قوية بما يكفي، وهنا هل سيكون بمقدور مسؤولي الرجاء ومعهم الإدارة التقنية ملأ بياضات ضعف الشخصية..
هنا لابد ان نتساءل هل لدى الإدارة التقنية للرجاء كل المعطيات عن هذا المدرب سواء التقنية أو الشخصية؟
لقد عانى كارتيرون في الأهلي، رغم ان الأخير يتوفر على هيكل تنظيمي قوي، يقوي شوكة المدرب ضد اللاعب وليس العكس..
السجل التدريبي لكارتيرون معقول، إذ سبق له أن قاد ديجون الفرنسي حيث حقق معه الصعود إلى الدوري الممتاز الفرنسي، كما درب منتخب مالي وحقق معه مركزا ثالثا في كأس إفريقيا للأمم 2013، قبل أن يحقق مع مازيمبي الكونغولي لقب دوري ابطال إفريقيا وكأس السوبر عام 2015.
درب أيضا وادي دجلة المصري، ثم درب النصر السعودي وفريق فونيكس رايزينج الأمريكي، قبل أن يخوض تجربة ثانية في مصر مع الأهلي توجت ببلوغ نهائي دوري ابطال إفريقيا الذي خسره أمام الترجي التونسي، حيث كان الأهلي فاز ذهابا بثلاثة أهداف لواحد، ثم خسر إيابا بثلاثة أهداف لصفر..
بالتوفيق لفريقي الرجاء واولمبيك خريبكة مع مدربيهما الجديدين..