قس على ذلك

"قس على ذلك"

المغرب اليوم -

قس على ذلك

يونس الخراشي

في الثاني عشر من يناير 2003 أبهر يونس العيناوي العالم بأداء غير مسبوق، وهو يقابل الأميركي أندي روديك، في ربع نهائي الدوري الأسترالي المفتوح. وسجلت الصحف الأميركية، على الخصوص، المباراة ضمن "الكلاسيكيات" التاريخية.
هل تعرفون ما قاله روديك بعد المباراة؟ 
قال التالي:"مستوى احترامي له "يونس العيناوي" لم يفعل إلا أن زاد، وبخاصة أثناء المباراة. يمكننا أن نلتقي بعد عشر سنوات من الآن، وسنعرف بأننا اشتركنا شيئًا رائعًا".
لكن ما الذي تراه حدث لاحقًا؟
الذي حدث بعد ذلك أن أندي روديك رجع إلى بلده، حيث التنس لعبة تتمتع بكل البنيات التحتية والفوقية اللازمة لتكوين أجيال متجددة من اللاعبين العالميين المهرة، في حين تاهت الطريق بالبطل الكبير يونس العيناوي، إلى أن ذاب وسط الحياة، فلم يعرف أحد، إلى اليوم، مصيره، مع أن هناك جامعة للتنس، ودوريات، وبعض الملاعب حيث ترتطم الكرات الصفراء بالتراب الأحمر.
ثم ماذا بعد؟
لا شيء. صار يونس العيناوي جزءً من الماضي. تمامًا مثل المباراة التي لعبها ضد الأميركي أندي روديك. وصارت واحدة من "الكلاسيكيات الكبيرة" في تاريخ التنس العالمي. مع أن كثيرين، على الأرجح، قالوا حينها إن هذا الولد، الآتي ولا شك من بلاد ينشط فيها التنس، ويوجد فيها خلف عظيم، سيعطي المزيد، وسيكون في يوم من الأيام هو رئيس الجامعة المغربية، وأيقونة كل لاعب تنس مغربي شاب.
لماذا هذه القصة في هذا اليوم؟
لكي نذكر الذين ينسوا بأن الإنجازات الفجائية، أو التي يصنعها البعض ممن يحبون الرياضة لذاتها، وبمجهودات خرافية، يدفعون ثمنها غاليًا من حياتهم الخاصة، لا يمكنها أن تنتج سيرورة رياضية تاريخية فاعلة "نتائج متواترة، ونجوم، وإنجازات". بل وحدها إستراتيجية رياضية، نابعة من سياسة عمومية، هي التي يمكنها أن تفعل ذلك.
فما وصل إليه يونس العيناوي أكبر من أن يتخيله المرء في ظل الوضع الرياضي المغربي العام. وما وصله عويطة، وبعده الكروج، وآخرون في ألعاب القوى، ثم ما وصل إليه المنتخب الوطني لكرة القدم في سنة 1976، وفي 1986 و1994 و1998، وفي 2004، ثم في 2018، وما وصل إليه الرجاء في الموندياليتو، وما وصل إليه المنتخب الوطني لكرة السلة، وبعده فريق جمعية سلا، وقبله المغرب الفاسي، وبينهما ما وصل إليه دراجون مغاربة، ورياضيون متخصصون في الفنون الحربية، كله رائع، ولكنه يشبه لقاءات تحدث بالصدفة في رحلات القطار، بحيث يصعب تكرارها، مع أنها تكون جميلة، وممتعة، ومفيدة أيضًا، وتبقى عالقة في الذاكرة.
لا يسعنا إلا أن نهئ فريق جمعية سلا على إنجازه الإفريقي الكبير. ولكن نقول للمسؤولين في الحكومة، إن الرياضة المغربية يلزمها مؤسسة لإنتاج السياسات العمومية في الشأن الرياضة. فلم يعد الأمر يتعلق بـ"تريني وسير تدوش"، بل بمنظومة فاعلة في التنمية المستدامة، وأي خلل في هذا الجانب، من شأنه أن يؤثر في مصير الشباب، وبالتالي في مصير البلد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قس على ذلك قس على ذلك



GMT 09:20 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ما تحتاجه كرتنا

GMT 08:50 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأسطورة يوعري ثـرات رجاوي

GMT 08:36 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء..موعد مع التاريخ..

GMT 08:04 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحلة التتويج

GMT 10:09 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد اليوم: تعادل منطقي

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya