السوبر الإسباني وسيلة لا غاية

السوبر الإسباني وسيلة لا غاية

المغرب اليوم -

السوبر الإسباني وسيلة لا غاية

بقلم: بدر الدين الإدريسي

ليس ترفًا رياضيًا، ولا تلميعًا للصورة، رغبة في الإستئثار بأضواء الإعلام، أن تطلب الجامعة الملكية المغربية القدم من نظيرتها الإسبانية نقل السوبر الإسباني لأول مرة في تاريخه خارج إسبانيا، لإقامته بمدينة طنجة التي يشهد تاريخها، على أنها كانت مهدا لكثير من التحالفات السياسية والثقافية وحتى الإقتصادية بين المغرب والجارة إسبانيا.

وليس تحت وطأة الإغراءات المالية ستقبل الجامعة الإسبانية لكرة القدم وعصبتها الإحترافية وكل مكونات عائلة كرة القدم الإيبيرية، بأن يرحل السوبر الإسباني بين الكبير والعملاق برشلونة وبين فارس الكرة الأندلسية اشبيلية، صوب المغرب. هي صفقة مبرمة باحترام كامل لخصوصيات كرة القدم الحديثة، يحضر فيها الجانب التجاري بالطبع، ولكن هذا الجانب التجاري القائم على سياسة رابح رابح، لا يمكن أن يلغي جوانب أخرى ذات الأهمية الإستراتيجية، منها ما هو قائم على المنفعة الرياضية ومنها ما هو محرك للمياه الراكدة ومنها ما هو بناء لمنظومة علاقات جديدة ومحينة بين الكرتين المغربية والإسبانية، فكما قال السيد لويس روبياليس رئيس الجامعة الإسبانية لكرة القدم في كلمة رد بها على زميله فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من غير المعقول أن تظل كرة القدم والرياضة على الوجه القبلي بمنأى عن التربيطات والتحالفات التاريخية بين المغرب وإسبانيا في المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية.

لذلك فإن موافقة الجامعة الإسبانية لكرة القدم على ترحيل السوبر الإسباني لأول مرة خارج إسبانيا، هو تجاوب فعلي مع عولمة كرة القدم ومع كسر الحدود الجغرافية، كلما تعلق الأمر بالمتعة التي تصدرها المباريات وأيضا بقدرة كرة القدم على توحيد الشعوب وفتح الأسواق، وهو نسج على منوال فرنسا وإيطاليا اللتين كانتا سباقتين لنقل مباراة السوبر خارج حدودهما، ولكن الرمزية في أن يكون المغرب هو أول بلد يستضيف السوبر الإسباني، تكمن في أن رئيسي الجامعتين المغربية والإسبانية لكرة القدم أدركا فعلا أن ما يفصل المغرب وإسبانيا رياضيا وكرويا على وجه التحديد، أكبر عشرات المرات من المسافة العينية والكيلوميترية التي تفصل البلدين، لذلك هناك حاجة لاختصار المسافات ولعقد أول ميثاق من نوعه، لربط كرة القدم المغربية ونظيرتها الإسبانية بشراكة تلامس كل الجوانب المتصلة بالتدبير الإداري والتقني والتسويقي.

وقد كانت مباراة المغرب وإسبانيا يوم 25 يونيو الأخير بمدينة كالينينغراد الروسية، في إطار ثالث جولات الدور الأول لكأس العالم 2018، مناسبة لنقف مغاربة وإسبانا، على ضحالة التعاون المغربي والإسباني في كرة القدم تحديدا، والذي تفضحه عدد المباريات التي إلتقى من خلالها أسود الأطلس بلاروخا الإسبانية، والتي لا تزيد عن ثلاثة. لقد كان ضروريا أن ننتظر مرور 57 سنة كاملة لنشهد مواجهة بين المنتخبين المغربي والإسباني، فبعد أن حكمت لوائح الفيفا بأن يواجه الفريق الوطني نظيره الإسباني سنة 1961 في لقاء سد عن تصفيات كاس العالم (شيلي 1962)، ستمضي قرابة ستة عقود ليعاود الفريق الوطني مواجهة نظيره الإسباني، والمحير في الأمر أن هذه المباريات الثلاث لها طابع رسمي، بمعنى أن ما أملاها قرعة جرت من قبل الفيفا، أي لا يوجد في تاريخ المنتخبين أي مباريات ودية خضعت لفعل إرادي أو حتى لتخطيط مسبق.

لا نريد أن نخوض في مسببات هذه القطيعة الكروية التي ليس لها ما يبررها على الإطلاق، إلا أننا في المقابل نتشبث باستضافة بلادنا للسوبر الإسباني، لنؤسس لصرح تعاون كروي جديد بيننا وبين دولة تقف على خط حدودنا الشمالية، بيننا وبين دولة يتنفس كل المغاربة أوكسجينها الكروي، بيننا وبين دولة ينشطر المغاربة شطرين في حب نادييها الأسطوريين ريال مدريد وبرشلونة.

إن إسبانيا التي تعتبر اليوم من المدارس الرائدة في مجال كرة القدم، تستطيع بما تملك من خبرات في مجالات شتى وبخاصة في مجالات التكوين والتأطير، أن تقدم لنا الخصوبة التي نحتاجها في طريق بناء هوية مغربية في مجالات التأهيل لتكون منهلا للقارة الإفريقية ولكل الأشقاء العرب.

ولعلمي المسبق ببراغماتية السيد فوزي لقجع، فإنني أعي جيدا البعد الإستراتيجي لإقامة مباراة السوبر الإسباني بمدينة طنجة، فهناك بلا أدنى شك خطوات ستأتي في ما بعد، غايتها إدخال كرة القدم المغربية في البيئة الإحترافية العالية للكرة الإسبانية لتحقيق أكبر قدر من الإستفادة ومن المنفعة أيضا. 

نقلا عن جريدة المنتخب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السوبر الإسباني وسيلة لا غاية السوبر الإسباني وسيلة لا غاية



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya