صيف ساخن

صيف ساخن

المغرب اليوم -

صيف ساخن

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

بعد كل السنوات التي قضتها كرة القدم الوطنية متقلبة بين العديد من وصفات التقويم والإصلاح، متأنية في رسم معالم الطريق الجديدة، وغير متسرعة في تنزيل الفكر، قبل النظام الإحترافي.

بعد كل هذا الزمن المنقضي طوعا أو كرها، إختياريا أم هدرا، في رسم الحدود الكروية الجديدة، أصبح لزاما أن تدخل كرة القدم الوطنية مرحلة إرساء دعائم المنظومة البديلة التي هي من لزوميات التطابق مع هيكل كرة القدم الحديثة والتي بات العلم بمختلف أجناسه هو وقودها الأول بل هو موجهها الأساس، والقصد أن تشرع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الحاملة قانونا لصفة الوصاية على كرة القدم، في تحديد قواعد اللعب الجديدة القائمة على الحكامة الجيدة وعلى التدبير الإحترافي وعلى الإلتزام بكل أحكام وقواعد التدبير الحديث لكرة القدم، من دون إبداء أي وجه من أوجه الليونة التي كلفتنا للأمانة سنوات عديدة قضيناها ونحن ندور في حلقة مفرغة.

إستمعت ومعى كل أطياف عائلة كرة القدم الوطنية بإمعان للرسائل التي بعث بها السيد فوزي لقجع لعائلة كرة القدم يوم انعقد الجمع العام الذي أعاد انتخابه قائدا للجامعة للأربع سنوات القادمة، وكانت أم هذه الرسائل أن هناك حاجة ماسة للإذعان لصوت القانون وللإنضباط لكل أحكام النظام الإحترافي بالصفة وبالمضمون الذي إخترناه لهذا الإحتراف ليكون متجاوبا مع حقائقنا الرياضية والإقتصادية، وأنه مع حلول لحظة الشروع الفعلي في تنزيل المنظومة الجديدة، لن يسمح لأي كان بالتلكؤ أو بالترنح أو بإبداء أي نوع من أنواع المقاومة.

لذلك يفترض أن يكون الصيف القادم الذي سيمهد لموسم كروي جديد، صيفا حاسما وتاريخيا، وكيف لا يكون كذلك وأندية الصفوة ستتحول لشركات رياضية ترفع شعار التوازن الإقتصادي وتحدد منظورا جديدا لبناء الشخصية الإقتصادية للأندية، تطبيقا لأحكام قانون التربية البدنية والرياضة 30-09 والذي وضع سقفا، كلما تخطته الأندية الرياضية إلا وأصبحت ملزمة إما بخلق أو بالتعاقد مع شركة رياضية لإدارة فرعها الإحترافي.

وكيف لا يكون الصيف ساخنا وما سيجري الترتيب له سيكفل لأندية الصفوة المتبارية في إطار البطولة الإحترافية الأولى، التوفر على هيكل جديد لا يكفل فقط التوازن الإقتصادي بين العائدات والمصاريف، ولكنه يكفل أيضا مراجعة كاملة لمكونات النادي بحيث تكون هناك استجابة كاملة لدفتر التحملات القائم على مبدإ احترام الإختصاصات وعلى مبدإ الكفاءة في إسناد المهمات.

وكيف لا يكون صيفا ساخنا والأندية ستجد نفسها بشكل تلقائي في منافسة شرسة من أجل تطوير فلسفة التكوين والإستثمار في الكفاءات الذاتية، من أجل أن تتحول الأندية بهذا المعنى إلى مقاولة منتجة، لا تقوم فقط على الإستهلاك المبالغ فيه.

إن القطع مع زمن التحرر من الهواية في وجود ما يلزم بارتداء جلباب الإحتراف، سيكون بلا شك أكبر رهانات الجامعة مع انقضاء الموسم الكروي الجديد، بخاصة وأن ما بشرتنا به لجان الإستكشاف والتقصي والإفتحاص المستعان بها، هو أن مجموع الأندية التي خضعت لهذا الإفتحاص أبدت قدرتها على التحول بلا انتظار لشركات رياضية تعمل بالصيغة التي ارتضيناها والتي لن تكون قاطعة، لطالما أن التمرين الإحترافي يتيح فرصة تنقيح المنظومة من وقت للآخر، بحسب ما سيطفو على السطح من اختلالات.

إنتدابات وازنة وعلى المقاس، وإلتزام كامل بأحكام الشركات الرياضة وإقرار بالتوازنات اللإقتصادية، ثلاثة ضوابط مع الإلتزام الكامل بها، ستدخل كرة القدم الوطنية عهدا جديدا نقيس نجاحاته بقدر إيماننا الجماعي بضرورة التغيير. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صيف ساخن صيف ساخن



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya