رسائل لقجع للإدراة التقنية

" رسائل لقجع للإدراة التقنية"

المغرب اليوم -

 رسائل لقجع للإدراة التقنية

بدر الدين الإدريسي
بقلم - بدر الدين الإدريسي

كيف لا يكون فوزي لقجع رجلا «مبروكا»، وقد قدر له أن يكون واحدا من صناع إنجاز بلوغ الفريق الوطني لنهائيات كأس العالم بروسيا وهو من تخلف عنها لعشرين سنة كاملة، كيف لا يكون فوزي لقجع أسعد رئيس لجامعة رياضية، وقد تزامنت عودة أسود الأطلس للمونديال، مع فتحه عنوة وبمقاربة ديبلوماسية ورياضية فيها الكثير من الحرفية والدهاء للأبواب الموصدة داخل محمية الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم والتي خلا مكتبها التنفيذي وغرف القرار فيها أمدا طويلا من المغرب، مع ما للمملكة من أفضال على الكرة الإفريقية وما لها من وزن وإشعاع في المشهد الكروي العالمي.

وكيف لا يكون لقجع مبتهجا بسنة الخير الذي عم الكرة الوطنية، والوداد البيضاوي يضيف لملحمة تأهل الأسود للمونديال، الفوز بعصبة الأبطال الإفريقية بعد 17 سنة كاملة لم تكحل خلالها أندية المغرب العيون بالتاج القاري.
أبدا لم تكن هذه الومضات الجميلة التي بددت ظلمة المشهد الكروي المغربي، ضربا من الصدفة ولا هي ولدت من عدم، بل كانت نتاج رؤية متكاملة جرى تصميمها بشكل علمي، وجرى تنزيلها بعد ذلك باحترام كامل لكل شروط العمل البراغماتي الذي يدقق في العمق وفي الجزئيات الصغيرة.
وفي هذا كله نشهد بأن فوزي لقجع نجح لأبعد حد في الجمع بين الشغف الذي يغذي فيه على الدوام ذاك الإرتباط الصوفي بكرة القدم، وبين الصرامة العلمية في رسم الطريق نحو الأهداف الموضوعة بكل عقلانية، وبين السخاء الكامل في توفير الظروف لإنجاز عمل يخضع أصحابه للإفتحاص والمساءلة.
ومن موقع الأمين على فكر كروي يتسم بالتواضع وأيضا بالجزم على أن النجاحات الحالية تمهد في واقع الأمر لمسؤوليات صعبة ومعقدة، فإن فوزي لقجع رئيس الجامعة يصر على أن ينظر للمنجز على أنه بداية لزمن جديد تختلف فيه أدوات التشريح والمراكمة، وهذا بالضبط ما نقله بحماس شديد لكل فعاليات الإدارة التقنية الوطنية وقد دعته يوم الخميس الماضي لترأس اجتماع تقييمي للسنة المنتهية.
رسائل كثيرة وجهها فوزي لقجع بالمباشر لكل مكونات الإدارة التقنية الوطنية بمنظروها الجديد الذي هو من صنيع رئيس الجامعة الذي يؤمن أن المحددات الكبرى لسياسة الجامعة هي من اختصاص الـ «دي تي إين»، وأول تلك الرسائل أن كرة القدم الوطنية التي تحتفي اليوم بوصول فريقها الوطني للمونديال، لا بد وأن تقطع العهد مع زمن الصدفة، الذي يجعل من تواجد الكرة الوطنية في المحافل العالمية والقارية نتاجا لجيل ذهبي يولد من رحم الصدفة وليس من رحم عمل علمي في العمق، لذلك فإن الإدارة التقنية الوطنية المرصود لها كل الإمكانيات المادية واللوجيستية، ملزمة بأن تؤسس لهذا الزمن الجديد الذي يضمن استمرارية الحضور المغربي في كؤوس العالم والبطولات القارية والألعاب الأولمبية، وليعري فوزي لقجع عن الغابات الموحشة والمخيفة التي تخفيها شجرة الوصول للمونديال، فقد قدم لكل التقنيين المؤتمنين من الإدارة التقنية الوطنية على راهن ومستقبل الكرة الوطنية، أرقاما تقنية مخيفة تظهر التخلف الذي توجد عليه البطولة الإحترافية الوطنية المدعوة لمنافسة الليغا الإسبانية والبطولة البرتغالية، بالنظر إلى أنهما معا مرتع للمنتخبين الإسباني والبرتغالي اللذين سينافسهما المغرب موندياليا بروسيا.
أرقام كارثية هي بالأساس نتاج لهشاشة السياسات الرياضية والتقنية للأندية وللعصب الجهوية على حد سواء، وهي ما يتوجب على الإدارة التقنية الوطنية الإشتغال عليه بعمق وبصرامة، باعتماد مقاربات جديدة تتسم بالبساطة وبالنجاعة، فلا يعقل أن تتقدم علينا دول إفريقية كثيرة في كل البطولات السنية برغم أننا نفوقها على مستوى الإمكانات اللوجيستية والمادية.
وكانت الرسالة الثانية الأقوى لرئيس الجامعة، هي لما قال أن الإدارة التقنية الوطنية ليست «وكالة للتشغيل» ولا يمكن أن تكون قشة يحتمي بها كل من لفظته البطولة الوطنية، ولا أتصور أن لقجع صاغ هذه الرسالة من فراغ، بل إنه ما لجأ لذاك التوصيف إلا لعلمه العلم اليقين التهافت الحاصل على الإدارة التقنية الوطنية ممن يريدون دخول هذه المؤسسة، للإشتغال في محيط يقل فيه الضغط وتضعف فيه نسب المجازفة والتعرض للعطالة.
إن ما هو مرصود للإدارة التقنية الوطنية من غلاف مالي غير مسبوق ومن ظروف عمل لم يتوفر عشرها في عهود خلت، يلزم هذه المؤسسة بأن تكون منتجة، بإبداع المبادرات وبإنتاج السياسات وبإعادة كرة القدم الوطنية لأهلها بعد سنوات من الإختطاف، وعلى الخصوص أن تكون على استعداد بنهاية الموسم الكروي الحالي للمساءلة من قبل المكتب المديري للجامعة، تنزيلا لما قاله السيد فوزي لقجع عندما تجدد انتخابه رئيسا للجامعة شهر يوليوز الماضي، من أن الإدارة التقنية الوطنية أعطيت الوقت والإمكانيات لتضع أساساتها، وستكون مع نهاية هذا الموسم مطالبة بتقديم الغلة التي تتطابق مع المجهود الخرافي الذي بذلته الجامعة لتترك لهذه المؤسسة اليد مطلوقة لتنال كل حاجياتها من المال ومن الأطر. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 رسائل لقجع للإدراة التقنية  رسائل لقجع للإدراة التقنية



GMT 10:49 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسجيل" سرب الرعب

GMT 13:51 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المظلوم سفيان هاريس

GMT 10:36 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الواف لا يخاف

GMT 11:07 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تشويش البنزرتي

GMT 19:42 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

مجرد وجهة نظر متواضعة

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya