لماذا خوفونا من جمع الرجاء

لماذا خوفونا من جمع الرجاء؟

المغرب اليوم -

لماذا خوفونا من جمع الرجاء

بقلم: بدر الدين الإدريسي

حملتني قلقا ومتوجسا، إلى الجمع العام للرجاء البيضاوي، ما أطلعت عليه مكتوبا هنا وهناك ومتلفظا به في بعض المحطات الإذاعية، من أن الجمع العام يهيئ لجواد الزيات محكمة يرتفع فيها صوت الإدعاء، ليواجه القائد الشاب لسفينة الخضر بالعديد من التهم التي لها علاقة بمالية الرجاء وبالسيناريو المقترح لإطلاق الشركة الرياضية وما إلى ذلك من النعرات التي يحركها من وراء الستار من هم معروفون بالإسم لدى عائلة النسور الخضر.

وحتى أخفف عني وطأة التوجس وحدة القلق، واجهت نفسي مجردا من كل تعصب للأخضر، بالعديد من الحقائق التي تبطل مفعول هذه الطلقات الطائشة، ولعل أقواها أن جواد الزيات ما زال حديث العهد بقيادة الرجاء، ما زال عوده طريا وما زال في لحظة اكتشاف لما تعنيه رئاسة فريق بحجم الرجاء، وإن كان قد تملك الشجاعة لكي يأتي شابا وطموحا وطافحا بالأمل إلى عش الرجاء، فإنه متسلح ببراغماتيته وبرحابة فكره وعلى الخصوص بعلمية التمحيص والتحليل، وبالحذاقة التي لا تخطئ.
وهل ننسى في حمأة كل هذا أن جواد الزيات جاء إلى الرجاء في ظل ظروف مالية خانقة، حيث ارتفع مؤشر المديونية لمستويات قياسية، أجزم بأنه لو كان هناك فريق آخر غير الرجاء أصيب بعدوى تلك الأزمة المالية، لكان أشهر إفلاسه ولكان اليوم في عداد المقبورين..
هل ننسى أن جواد الزيات بمعية فريق عمله، وبمعاونة غير مسبوقة من فوزي لقجع رئيس الجامعة، قاوم كالجبال إعصار الديون، فتمكن في زمن قياسي من خفض مؤشر المديونية ومن تجفيف منابع الإستنزاف المالي، من دون أن يخلف وعد الرجاء وجماهيره مع الألقاب، فتوج في موسمه الأول بكأس «الكاف» وبكأس السوبر الإفريقي، لقبان استعادا للرجاء ذاكرته الإفريقية المفقودة منذ 15 سنة، وإن كان لزاما أن يبتكر جواد ومن معه للرجاء، ما يستثمر في عالميتها لرفع صبيب الموارد المالية، فإنه بالتأكيد يجب أن يأخذ نفسه، بعد عام كامل من مطاردة شبح الأزمة المالية.
غير كل هذا، وباستثناء الفترة الثانية من ولاية بودريقة وفترة رئاسة حسبان، اللتين كانتا وقتا مستقطعا من زمن الحكمة الذي ساد العقدين الأخيرين للرجاء، بحكم ما ساد الفترتين معا من تنطعات، ومن حروب خفية، ومن كسر للعظام، ومن تراشق للتهم، هاجت معهما الأزمة واشتدت من دون أن تنفرج، فإن مشهد الرجاء البيضاوي شهد بوجود فكر كيميائي يحول الجمرة إلى تمرة، لطالما أن من ينتصر في النهاية على كل التنطعات والتجاذبات هو الإنتماء قلبا وروحا للرجاء.
وجاء الجمع العام للرجاء صورة طبق الأصل مما انتظرت وتوقعت، ومما بات عرفا في تقاليد هذا الفريق، دل التقرير المالي الموزع بوقت كاف على المنخرطين وعموم الرجاويين، على العمل الجبار الذي أنجزه جواد الزيات ومن معه لوقف النزيف وإخراج الفريق من حالة الصدمة بفعل قوة الأزمة، بل ومن أجل معافاة الميزانية في ظرف زمني قياسي، صحيح أن بودريقة ومن هم في فلكه، طلبوا قصاصا من الجمع بخصوص التوهيم الذي ما زال يحيط بمالية الفريق في فترة سعيد حسبان، طلبا للبراءة مما ألصقه به حسبان من تهم، إلا أن الجمع، وهو يجمع على منطقية ونظافة التقرير المالي، يكون قد سل الكثير من الخيوط التي رمى بها البعض في العجين الأخضر، ويكون قد اعترف للزيات ببراعته في تدبير واحدة من أصعب الفترات التي مرت على الرجاء.
ولأن تدبير فريق بعالمية الرجاء، فريق يجر من خلفه ملايين المناصرين والعاشقين ليس في المغرب بل حول العالم، يحتاج لقدر عال من الشفافية لإبراز مستويات الحكامة التي وصلها، فقد كانت لجواد الزيات الشجاعة لكي يأمر بالنقل المباشر لوقائع الجمع العام عبر العالم الأزرق، ليصل رقم من تابعوه على المباشر إلى 750.000 شخص، ولو كان الزيات قد ارتكب نصف حماقة بشكل إرادي، لما سمح بهذا الإنفتاح على عائلة الرجاء ليكون عرضة للسلخ.
وقد كان من الطبيعي جدا أن يحتدم النقاش ويسخن، بل وأن يأخذ ساعات من زمن الجمع العام عندما حان موعد مناقشة إحداث الفريق للشركة الرياضية، خضوعا لأحكام قانون التربية البدنية والرياضة وتنفيذا لمقررات عائلة كرة القدم الوطنية في جمعها العام الأخير، فالرجاء ليس أي فريق حتى يأخذ منه موضوع مصيري حفنة من الدقائق، لطالما أن إحداث الشركة الرياضية يمثل انعطافة قوية في تاريخ أي فريق، فالأمر لا يجب أن يحدث أي تعارض بين المرور إلى نمط تدبيري جديد يحقق قدرا عاليا من الإحترافية والحكامة وبين مرجعية وهوية الرجاء التي تعلو على ما عداها، ولو أن برلمان الرجاء مر على هذه النقطة مرور الكرام من دون أن يقتلها بحثا ويقدم بشأنها ملاحظات، قبل أن يفوض لجواد الزيات أمر الصياغة النهائية، لكنا قد استغربنا أن يدبر مستقبل الرجاء القريب بهذه الضحالة وهذا الإستخفاف.
عندما تتقوى سلطة الرقابة، الرقابة الذاتية ورقابة الجماهير، يمكن أن نقول بأن الرجاء فتح بابا جديدا للأمل وللرجاء.. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا خوفونا من جمع الرجاء لماذا خوفونا من جمع الرجاء



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya