مورينيو الوداد

مورينيو الوداد

المغرب اليوم -

مورينيو الوداد

بقلم - منعم بلمقدم

سّمته الصحافة الاجنبية بـ"مورينو قرطاج" عندما قرأ الخصم الجنوب أفريقي صنداونز وقلب له كل المعادلات ليعود بتأهل تاريخي مع الوداد ويصل إلى النهائي الحلم، ولكن أصل التسمية هي مورينيو الوداد لأنه يدرب بأرضه الثانية بعد تونس، صحيح أن المعني هو فوزي البنزرتي الذي شكل الاستثناء بقراءاته الفنية والتكتيكية والصارمة لإلغاء ما يسمى بالفوارق النفسية بين كل نتيجة مسجلة، صحيح أن فوز الوداد بالمغرب لم يكن محفوظا بالمعنويات الكبيرة والارتياح الشامل على مستوى القناعة الكاملة للعب بالإطمئنان العالي، ولكنه شكل امتحانا فوق كل العقول التي تخوف منها كثير من المراقبين على أنها نتيجة مفخخة ولا يمكن للوداد أن يصنع المعجزة في ظل الظروف العسيرة التي رحل من أجلها إلى بريطوريا، إلا أن الواقع كان مخالفا تماما لرجل خبير بمحطات العصيان وقراءة المجهول وتحفيز من لا حافز له بالذهنية الاحترافية المفروض أن تكون علامة بارزة وعنوانا في مثل هذه المباريات التي تخلق الرجفة، والبنزرتي قرأ مضامين قوة صنداونز بشكله الهلامي في الثنائيات والجماعية المطلقة والمواقع التي يخلق منها الرهبة على الاطراف وعلى مستوى الوسط الهجومي الصانع الذي يحول الهجمة إلى رعب خطير، وكل هذه القراءات الجلية للخصم وضعها البنزرتي، برغم الإصابات التي عانى منها، صورة مطلقة للطريقة المفترض أن يكون فيها مجال التخطيط حاضرا في الرقعة وتقارب الخطوط ونزول الأطراف المهاجمة لمؤازرة كل من نوصير وعملود من طرف الحداد وبديع أووك كطرف في معادلة المؤازرة الفعلية.

والبنزرتي عندما قرأ الخصم جيدا في موطنه، كان يرى في الوداد بعناصره المتمرسة تلك الشمعة التي ستضيء له الطريق للوصول إلى النهائي في أصعب المواقف الحاسمة والقريبة الخطى نحو نهائي الأحلام، ونجح بالفعل في إيصال المعلومة الخطية في الإختيار الكبير للعناصر المؤهلة للصراع، واختيار الطريقة التي يعبر منها الخصم دفاعيا ومضادا مع أن الوداد كان قريبا من قتل أحلام الخصم في مواقف كنا أحوج إليها لإقتلاع كل المخاوف من طرف بابا توندي خصوصا، وثالثا تلك النبرة النفسية المعتادة التي يتعامل معها أكثر المدربين بتخليق العامل الذهني قبل وأثناء ومشارف نهاية المباراة، وهو العامل الذي نجح فيه البنزرتي في تقويم هذه الأشياء.

واليوم، يكون مورينيو الوداد موضوعا في حلقة أخرى ستكون أمامه إعجازا تاريخيا لمساره التقني عندما ينازل أبناء عشيرته التوانسة في نهائي مرفوض فيه أن يكون الوداد ضحية ثانية أمام ذات الترجي الذي حمل كأس 2011 على حساب الوداد عندما تعادل بالدار البيضاء وفاز بتونس في الاياب، وهذه العلامة هي التي تؤسس للوداد تلك الصيحة الثأرية أولا من تدبير النهائي كمباراة محمولة على الأعصاب بين كرة مغاربية طقوسها معروفة في الندية، وثانيا مع مدرب تونسي سيواجه مرآته الأصلية بمعطف مغربي وهو من ستكون له العصا السحرية لوضع الترجي في معترك الإستسلام ذهابا وإيابا.

ومن غريب الصدف أن الترجي التونسي يوجد اليوم في أقوى حالاته كبطل النسخة السابقة ويعود مجددا للدفاع عن لقبه تحت إمرة مدربه معين الشعباني الذين في موسم 2017 مساعدًا لفوزي البنززتي في تدريب الترجي، وبعد رحيل فوزي تولى معين المهمة مؤقتا قبل أن يصبح اليوم من قادة فريقه وكحامل للقب الماضي، وسيواجه البنزرتي الأستاذ في النهائي تلميذه في مفارقة غريبة ولكنها فريدة من نوعها بحكم أن الترجي انتزع التأهل التاريخي بنفس وصفة البنزرتي من قلب مازيمبي الكونغولي، لذلك نحن أمام وصفتين مغريتين في التعامل مع النهائي على أنه تونسي بتعبئة مضاعفة لمدربين ينازلان بعضهما في نهائي واحد، وبين فريقين مغاربيين يشكلان روح القارة السمراء لكن بموازنة ثأرية للوداد.

وعندما يتحدث عن معين الشعباني الذي شكل الإستثناء كمدرب فاز باللقب الماضي، ويعود لنفس الحلم في نهائي لم يصدقه التونسيون اليوم وهو الذي أزاح الأهلي المصري كقوة ضاربة في المعترك الأفريقي العام الماضي، يتحدث أيضا عن منتقدين للرجل كونه يغرف في اللعب الدفاعي مثلما فعل في مباراة الذهاب امام مازيمبي كما جاء ذلك في سياق مقال صحيفة الشروق التونسية ليوم السبت عندما جا في الكلام " ومِثل هذه الخطّة المُتوازنة تتطلّب أداءً بُطوليا من اللاعبين دفاعا وهُجوما وتحتاج أيضا إلى ذهاء عَال من الإطار الفني بقيادة الشعباني العَارف حتما بأنه أمام حتمية الخروج من "لوبُومباشي" بورقة الترشّح للمُحافظة على منصبه وإسكات المُنتقدين الذين هَاجموه في التلفزات والإذاعات بتُهمة المُبالغة في لعب الدفاع أثناء مباراة الذهاب. وقد كان الإعتماد على الثلاثي كُوليبالي وكوم والشعلالي في خطّ الوسط أبرز النِقاط الخِلافية في التحاليل الفنية التي تلت مُواجهة رادس، وليس مُهمّا أن يتفوّق الشعباني على المُنتقدين والطّامعين في إزاحته عبر "الفَايس بوك" والبرامج "المَشبوهة" والأهمّ أن ينتصر الترجي ويَخرج من "لوبومباشي" برأس مرفوع لا خَائبا أومقهورا كما حصل ذات يوم "أسود" من عام 2010 عندما تلقّت الجمعية هزيمة قَاسية بفعل الخَيارات الخاطئة للبنزرتي والجَريمة التحكيمية لسيء الذّكر كُوكو جَاوبي".

وعلى هذا الأساس ستكون قمة النهائي محكومة بمجموعة من الدلالات الرائعة بين مدربين من نفس البلد، وبمقارنات سنية متطابقة في الألقاب بين الشعباني والبنزرتي، لكن يحكمها بكل تأكيد وداد القوة والأمة بعقل الخبرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مورينيو الوداد مورينيو الوداد



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya