هل هو رجل المرحلة

هل هو رجل المرحلة؟

المغرب اليوم -

هل هو رجل المرحلة

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

لا يجب أن يسرح الخيال بنا بعيدا، لكي نحدد المعايير الرياضية والفكرية وحتى الذهنية التي يتأسس عليها أي إختيار موفق للربان الجديد للفريق الوطني، في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة والتي من ميزاتها حتى لا أقول من إكراهاتها الكبرى، أن الفريق الوطني يستشرف مرحلة صعبة ودقيقة، فيها ما هو متصل بالبنية البشرية للفريق الوطني، التي ستخضع للكثير من المتغيرات بفعل إقتراب عدد من الأعمدة من سن الإعتزال الدولي، وفيها ما هو مرتبط بالإرث الذي خلفه من ورائه الفرنسي هيرفي رونار بعد 40 شهرا قضاها مشرفا على العارضة التقنية للأسود.

 الأمر لا يحتاج إلى كثير إجتهاد، فالفريق الوطني بحاجة إلى مدرب يستطيع أن يمنحه القدرة على مزيد من الصعود في سلم العالمية، وعلى مزيد من التميز في محيطه القاري، فيكسبه الشخصية التي لا تنهار أمام أبسط عواصف وعوارض كرة القدم، ويمنحه هوية اللعب التي تطابقه مع المستويات العالية، وفي هذا كله، يبدو لنا من باب القطع أن رجل المرحلة، لابد وأن يكون أولا على معرفة دقيقة بكرة القدم الإفريقية، ولا بد أن يكون ثانيا على إطلاع بخصوصيات كرة القدم المغربية لمساعدتها على تبني نموذج كروي متقدم وقابل للتطور، ولا بد أن يكون ثالثا مستوعبا للتغيرات الكبرى التي تطرأ على تضاريس كرة القدم في شقها التكتيكي على وجه الخصوص، بمعنى أن يكون مدربا خلاقا ومبتكرا.

 لو نحن اعتبرنا هذه المعايير مجتمعة هي المقاسات الحديثة لأي جلباب فني متطابق مع روح العصر، فإن هذا الجلباب سيأتي لا محالة على مقاس وحيد خاليلودزيتش، وبالتالي يكون من الموضوعي جدا أن نقول عنه، بأنه فعلا رجل مستجيب لمتطلبات المرحلة، وبأنه أهل لأن يحمل على كتفيه أعباء الفريق الوطني وانتظارات الملايين من جماهيره، ومن تم نقول أن الجامعة انتهت بعد شهر من الفرز والإفتحاص لعشرات السير الذاتية، إلى اختيار المدرب المتطابق تطابقا كاملا مع راهن أسود الأطلس، ومع التحديات الرياضية التي تنتظرهم حيث سيكون سقف الطموح عاليا.

 ولأن كرة القدم ليست من العلوم الحقة ولا تقبل بالمنطق الوضعي المتعارف عليه، فإننا إن تكهنا بنجاح لخاليلودزيتش، فإننا من منطلق معرفتنا بغرائبية كرة القدم، سنتحدث عن ذلك بكثير من النسبية وبقليل من المطلق، لأن وحيد سيأتي للمغرب محملا بمشروع وبأدوات عمل وبما شئنا من صرامة ونهم كبير للإشتغال بلا هوادة، ولكن هذا وحده لا يضمن له فقط النجاح، ستكون حاجة وحيد ماسة لأن نتركه يعمل في سلام، بعيدا عن كل المنغصات التي نعرف لها الطبيعة والمنشأ، بخاصة لما يدخل المدرب والناخب الوطني في شبكة من العلاقات المعقدة مع أشخاص، بينهم من يريده لذاته ولنرجسيته ولمصالحه، وبينهم من يريده لخدمة شأن الفريق الوطني.

 بهذا المعنى، لا يمكن أن نضع كل مسؤولية الفريق الوطني، نتائج مبارياته ومعيشه اليوم ومحيطه القريب، على أكتاف وحيد خاليلودزيتش لوحده، صحيح أن وحيد هو من سيختار، وهو من سيحدد نمط اللعب، وهو من سيتدبر الحلقات والمباريات باختلاف طبيعتها، ولكن نجاح الفريق الوطني في الوصول لسقف الطموح الذي حدده رئيس الجامعة فوزي لقجع، لن يكون مقتصرا فقط على وحيد، إنها مسؤوليتنا جميعا، أو بالأحرى مسؤولية من تسعدهم إنتصارات الفريق الوطني فيحصنونها، ومن لا تحولهم الهزائم إلى متاجرين في أحزان المغاربة.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

خاليلوزيتش يؤكد أن هدفه مع المنتخب المغربي التأهل إلى مونديال 2022

الاتحاد المغربي لكرة القدم يقدّم المدرب الجديد للمنتخب مساء الخميس

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هو رجل المرحلة هل هو رجل المرحلة



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya