صدق الحضري

صدق الحضري

المغرب اليوم -

صدق الحضري

بقلم - المهدي الحداد

مهما طال النفق لا بد من مخرج، ومهما إستعصت العقد عن الحل لا بد من تلاشيها، والخاسر المغلوب هو من ينهار ويستسلم عن الصمود، ويضجر من تكرار المحاولة ويعلن في النهاية الإنسحاب والإستسلام.

 في الحياة عامة والرياضة خاصة لا يوجد شيء إسمه المستحيل والمعجزات، ولا مكان للعقد الأبدية في ميدان متقلب وغير منطقي ككرة القدم، قد يبكيك لشهور بل لسنوات وعقود، وحينما يقرر الإبتسامة لك، يفتح لك أبواب السعادة والمجد من كل طرف، ويجعلك تنسى كل الماضي الحزين والتعيس بمرارته وإنكساراته وكثرة سقطاته.

 فوز الفريق الوطني الأول في تاريخه على الكاميرون بعد 37 سنة من الفشل والعجز، قادني لإستحضار ما قاله لي الحارس المصري الشهير عصام الحضري حينما سألته بمدينة بورجونتي الغابونية قبل إصطدام الفراعنة والأسود في ربع نهائي كأس إفريقيا 2017 عن العقدة الأبدية المغربية وعدم قدرة المصريين على فكها لمدة طويلة فاقت 31 سنة، فأجابني واثقا ومتحررا بالقول: «يا صديقي، لا يوجد شيء في الكرة إسمه العقد وكل ما في الأمر أن الصحافة تركز على مثل هذه الأشياء وتضخمها، نحن كلاعبين حينما نتأهب للمباريات والخصوم لا نكثرت قط بالماضي ولا يهمنا غير الحاضر، صحيح أن الأرقام والإحصائيات قد تساعد البعض في الإعداد الذهني وترفع المعنويات القبلية، لكن في الميدان وحينما يواجه فريقا تتلاشى هذه العقد والأفكار السلبية والمؤثرات النفسية التي تتحدث عنها، ولا تبقى غير الروح الوطنية والقتالية لتحقيق الفوز، نحن أبناء اليوم وغدا سترى كيف سنسقط المغرب.»

 صدق تصريح الحضري وفاز فعلا المنتخب المصري على الفريق الوطني لأول مرة منذ أكثر من 3 عقود، وأقصاه من ربع نهائي كأس إفريقيا بعد سيناريو مجنون وصاعقة تاريخية من كهربا في اللحظات الأخيرة، وحاصرني بعدها بعض الإعلاميين المصريين في الندوة الصحفية بعد اللقاء وهم يطيرون فرحا ويرقصون، محاولين إستفزازي بعبارات «ما فيش عقد»، «التاريخ مجرد أرقام وبس»، «إوعى تبقى عايش على الماضي»..

 صدق أكثر الشعوب إستهلاكا للكلام وأقنعوني بأن العقد هي مجرد أفكار مبنية على أفعال أو خدع الأرقام والأوهام، وأننا نحن من ننفخ فيها ونجعلها عقدا معقدة بتصديقها والإيمان بها نفسيا، وتداولها على نطاق واسع لتصبح مستعصية على الحل، بحيث نواجهها في كل مرة ونحن منهزمين مسبقا ونقول بأنها لن تُحل.

 لكن بالإرادة ووضع التاريخ جانبا والتحلي بالعزيمة والروح القتالية تتلاشى العقد وتصبح في خبر كان، خصوصا إذا جاء الخلاص والحل على يد جيل لا يعرف أي شيء أو غير القليل عن الماضي، ولا يحمل أي ضغط أو ثقل نفسي يُدخِله المعارك بخلفيات تاريخية ومؤثرات نفسية، تكون العامل الأول والأخير في الخسارة وإستمرار الإستعصاء الذي يتآمر مع النفس ويهزمها.

 جيل زياش وأمرابط وحكيمي أعطونا درسا يعزز الدرس السابق لمحمد صلاح والنني وبقية الفراعنة، والذين صنعوا العجب وفكوا قيود التاريخ وبارحوا سجن العقد والأرقام، ليحققوا سلسلة من الإنتصارات التي غابت لسنوات وعقود، ويعودوا إلى واجهة كأس العالم بعد إزالة كابوس أرعب وهزم عدة أجيال.

الأسود الجائعة بالأسماء الحالية والمروض الفرنسي العاشق للتحديات، شرعوا منذ سنتين في فك شفرات إستعصت على الفريق الوطني على مر التاريخ أو لأعوام كثيرة متتالية، والحديث عن إنهاء الحكاية الإيفوارية والكاميرونية والإسبانية والمصالحة مع العالمية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدق الحضري صدق الحضري



GMT 09:20 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ما تحتاجه كرتنا

GMT 08:50 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأسطورة يوعري ثـرات رجاوي

GMT 08:36 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء..موعد مع التاريخ..

GMT 08:04 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحلة التتويج

GMT 10:09 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد اليوم: تعادل منطقي

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya