ليس كوكبيا من يقود الكوكب إلى المحاكم

ليس كوكبيا من يقود الكوكب إلى المحاكم !

المغرب اليوم -

ليس كوكبيا من يقود الكوكب إلى المحاكم

بقلم - الحسين بوهروال

لست أدري من اين ابدأ التعبير عن الإمتعاض وألالم الذي أصابني وأنا اسمع ان رئيسا قضى عدة سنوات في دفة تسيير نادي الكوكب طاوعته نفسه ليرفع دون خجل في زمن لم يعد فيه العبث يخجل من نفسه دعوى قضائية ضد الكوكب الذي كان الى وقت قريب يستقبل رجاله من طرف عظام الملوك وفي كبريات صالات القصور العامرة .

إيه كيف كنا وكيف أصبحنا ؟ هكذا يساق الكوكب الشامخ إلى قصور غير القصور آلتي ألفها أهله والى صالات غير صالات الصمت والخوف والجواب بمقدار عند السؤال .

هذه حال الكوكب اليوم وهو كما يعلم الجميع رمز من رموز الرياضة الوطنية باعتباره اول نادي يفوز بكأس العرش الغالية ثلات مرات متوالية بعد انتصاره على أكبر ثلاثة اندية مغربية عريقة في تاريخ الكرة الوطنية هي على التوالي حسنية أكادير من سوس العالمة ووداد الامة والرجاء العالمي ليتم الحجز على حسابه البنكي - الفارغ أصلا - في زمن الأزمة المالية الخانقة . ألم يعي الواهم المسيئ انه رفع دعوى ضد نفسه و ضد تسييره الفردي ونتائجه الكارثية المترددة في سماء الكوكب منذ مواسم كالضباب في سماء لندن ، إن مجرد التفكير في رفع الدعاوى ضد معشوقة الملايين الكوكب يشكل إدانة لمن تجرأ على فعل ذلك السوء قبل ان تستهدف غيره ؟ نتساءل ألم يأتيكم حديث من أطلق الرصاص على قدميه دون وعي أو إدراك ؟ كفى من حرق أعصاب الجماهير الرياضية المتيمة وإضاعة الجهد والمال والوقت في ما لا يجدي نفعا للارض ولا للعباد . عجيب أمر بعض بني البشر الذين ينخرون الجسم الرياضي وهم اول المدمرين للقيم ولا يبقون حتى للرجعة خطا. 

تناوب على تسيير أمور الكوكب بحكمة وحكامة نادرة رجال أسمى من الرجال هم أساتذة كبار في مدرسة الوطنية التي لا تفلس أبدا لكنهم أفلسوا ماديا عن طواعية واختيار ودون ندم ولم يحضوا ولو بكلمة شكر او اعتراف بالجميل المفقود في علاقاتنا ، غير إنهم يتصدرون دون منازع الصفحات المجيدة للتاريخ العادل النزيه الشفاف. هؤلاء الرجال أشرفوا على تكوين وإعداد الإنسان وساعدوا اللاعبين والاطر وحتى بعض الجماهير الرياضية على تأسيس أسر ناجحة وعملوا على تحسين المستوى المعيشي والاجتماعي لكثير من العائلات المغربية التي عرفت معاني الأفراح والأعراس وبنوا المرافق ورفعوا من شأن المراكشي البسيط بدون جشع او طمع او بحث عن مقابل. 

عندما حان موعد الفراق المحتوم الذي لم يكن في وقته المناسب وفطنوا الى أن الساعة لم تعد هي ساعة الفرح والمناخ لم يعد هو المناخ الملائم ولا الإنسان هو الإنسان الطيب غادروا المكان بحسرة على عدم تمكنهم مرغمين من إتمام الرسالة السامية ومضوا إلى عوالم أرحب في صمت تاركين وراءهم المأتم والعويل والحسرة والدموع على صدمة الفراق الذي حل قبل موعده والخوف من طغيان طقوس يوم عبوس ليس كباقي أيام الله ، أيام الزمان الأجمل. رحل الرجال بدون استئذان ولا هالة او ضجيج وتركوا الجمل بما حمل وخلفوا وراءهم الكؤوس والألقاب والإنشاءات والأرقام والملفات النظيفة التي ستظل لسانهم أبد الذهر تتغنى بها القلوب والألسن وتحفظها الأيام على الدوام لكن قلوبهم الطيبة العامرة بالحب العفيف ما فتئت تتفتت حسرة وحزنا والما على ما آلت إليه أوضاع الكوكب التي لم تعد تسر الأعداء فما بالك باأهل الديار .

بالأمس القريب عاش فريق بيضاوي كبير عريق نفس المشاكل التي يتخبط فيها الكوكب حاليا وبلغت ديون مسيري الفريق البيضاوي المليارات ولم يجرؤ واحد منهم على إدخال ورقة واحدة من داخل ملفاته الكثيرة الى ابسط مقاطعة إدارية فما بالك بالمحكمة الإدارية أو التجارية بعيدا عن كل تشهير او تشفي بعدما وصلت بعض امورنا الى المحاكم الدولية الموجودة في زيوريخ و لوزان وربما لاهاي من يدري ؟

ماذا جنيت يا كوكب من دنوب وآثام حتى أصبحت كاليتيم في مأذبة اللئام ؟ هل لأنك كوكب عظيم صار يلهو بك الأطفال المشاغبون ؟ لا عليك يا شامخ ، غدا ستنقشع كل الغيوم وستشرق شمس مراكش الدافئة من جديد وستبيض هامات جبال الأطلس الكبير والمتوسط وحتى الصغير كما عودنا الله الرحمان الرحيم وعود كوكبنا وستزول الغمة سريعا ويتبخر القلق الساكن داخل الصدور حينها يبصق التاريخ والصغار قبل الكبار على وجوه فتاة القرن ، ستنعقد الجموع العامة ، وستتم الملاءمة القانونية بعد الملاءمة الإنسانية وستؤسس الشركة الموعودة وستتحسن الاوضاع المالية وغيرها وستزهر ورود حدائق اكدال 
وماجوريل والمنارة والحارثي وسيثمر شجر النخيل في محيط وحزام مدينتي الحمراء التي ستقيم من جديد الحفلات والأفراح والأعراس الشعبية وسيصبح الملعب الكبير النائي عن البيوت والأحياء أقرب من حبل وريد الجماهير الوفية في انتظار وصول القطار الفائق السرعة TGV الحامل لمزيد من التنمية والرخاء والتطور إلى مدن الداخلة وبوجدور والعيون المغربية عبر مدينة مراكش وبويزكار وكلميم باب الصحراء المطلة على طانطان الحاضرة ، وستتحول اللعبة غير الأخلاقية والإساءة غير المسبوقة المقترفة في حق فريق مراكش الأول إلى لعنة تطارد كل من جر الكوكب رغما عنه إلى حيث لا ينبغي أن يكون او حتى يذكر اسمه هناك وستلاحق تلك اللعنة العادلة هذه المرة وفي هذه الحالة أبناء وأحفاد أحفاد المتسلطين عليك يا كوكب في لحظة اغمض فيها الزمان الجميل جفنه للحظة واسيقظ على انشغال القوم بالسعي لتمرير صفقة القرن من صنف آخر والخاسر أهلها .

اسرعوا الى سحب دعاواكم الصورية ضد الكوكب الضحية والتي لا طائل من ورائها والتي لن تنالوا منها سوى الخزي والعار ، عد إلى رشدك ياهذا - إن كان لك فعلا رشد - قبل فواة الأوان لأن التاريخ كما ينبغي أن تعلم ويعلم غيرك لم يهمل يوما معاقبة مخربي ومدمري الأمجاد وإن امهلهم لبضع الوقت .

الكوكب لمن لا يعلم مر من أزمات واعترضته كمائن وصعوبات وتخطى بنجاح مطبات ومتاريس من كل الاصناف إذ كان يخرج منها دائما كيوم أحدثه ثلة من الرجال وطوره ورعاه وحماه أبناء الرجال . الإساءة المقصودة إلى الكوكب هي إساءة إلى الذات ، والى مراكش وهي على كل حال محاولة مدانة يائسة لتحريف جزء من التاريخ المجيد لفترة من حياة أجيال رائدة عن حقيقته . نحمد الله ان فرع كرة القدم لا يملك سوى حافلة منحتها له الجامعة مشكورة وقد كان باإمكان هواة رفع الدعاوى الحجز على الكرات والشباك والبسة واحدية اللاعبين وحقيبة طبيب الفريق وما بداخلها من بعض ما تيسر من مسكنات الآلام ورخصهم حتى يخسر الفريق جميع مالديه من أبسط الممتلكات اشباعا لحقد غير مبرر وغير مفهوم . نعم من الحب ما قتل ، حب الدرهم والريع والكسب السهل .

في زمن الرداءة لم يعد الكوكبي قادرا على أن يميز بين ما هو مربوح وما هو مخسور وما هو قابل للضياع غير أنه لا يعشق ولن يعشق سوى كوكب كامل الأوصاف فريقا ، ومراكش مدينة جميلة الأركان باسمة المحيا رغم التكالب والتهافت .

حكم الله آت لا ريب فيه بدون مقالات او مذكرات جوابية أو استئناف او مرافعات من هدفها التسويف وإطالة أمد الدعاوى لأن حكم الله مبرم فهو يمهل ولا يهمل ، ولذلك فإن غدا لناظره لقريب . يبقى الكوكب غفورا رحيما فوق الجميع وهو قادر على احتضان كل الرجال والنساء بما فيهم الجاحدين الناكرين لإحسانه كما أن الكوكب كسائر الفرق هو في أمس الحاجة إلى جهود كل العاملين من ذوي النيات الحسنة بدون إقصاء ، أو اصطفاف وراء هذا أو ذاك ، او تموقع مصلحي ظرفي بعيدا عن مقولة العم جورج : ( من ليس معنا فهو ضدنا )

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس كوكبيا من يقود الكوكب إلى المحاكم ليس كوكبيا من يقود الكوكب إلى المحاكم



GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

جيرار على طريقة لويبيتيغي

GMT 09:47 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح بموشحات أندلسية

GMT 12:56 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عبد السلام حناط رجاوي عريق في قلب كوكبي أصيل!

GMT 11:09 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

البنزرتي مرة أخرى

GMT 13:09 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد..أزمة نتائج أم أزمة تسيير ؟

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya