بقلم: يونس الخراشي
لا يمكن لمن يشتغلون بالصحافة الرياضية أن يقفزوا على تلك الأغنية التي شدا بها جمهور اتحاد طنجة في ملعب الفتح، ويتساءلوا عن مغزاها.
فالكلمات دالة جدا على وضع مأزوم، يؤكد بالفعل أن النموذج التنموي المعتمد بلغ الحائط، ويتعين تغييره بآخر يعتمد الرأس المال البشري أساسا له دون غيره، وإلا فسيفشل مجددا، وستكون الطامة.
الأغنية إياها أثبتت شيئا مهما جدا بالنسبة إلي، وهي أن الجماهير لم تعد تثق في الإعلام، المنشغل بالأكشونة، والتشهير، والتضليل، والكذب، والافتراء، والرشاوي، وإلا لكانت تركت له مهمة فضح الفساد، وإلقاء الضوء على مكامن الخلل والزلل، ووضع الأصبع على الداء.
ها هي الجماهير إذن، وفي أول يوم من أيام البطولة الوطنية لكرة القدم، تواصل حلقاتها النقدية، التي كانت بدأتها في الموسم الماضي، والذي قبله، وبلغت القمة بأغنية "فبلادي ظلموني"، وأغنية "قلب حزين"، لتوصل رسائلها مباشرة، بعد أن خذلها الوسيط الذي هو الإعلام.
هل يعي الإعلاميون، ومن وكل إليهم دور الوساطة، من مجلس الصحافة، ونقابته، وهيآته، فضلا عن مسؤولي الجرائد والمواقع وغيرها، أي خطأ فادح سقطوا فيه، أو أسقطوا فيه، حين تخلوا عن أدوارهم؟
النتيجة، في نهاية المطاف، هي أنك مهما تخليت عن دورك، فسيأتي من يؤديه؛ وحينها ستكون مجرد تافه، وستشعر، إن كان لك قلب، بالقرف من نفسك، أما إن لم يكن لك قلب، فلن تشعر بأي شيء، بل ستواصل تفاهتك، إلى أن يأتي يوم، فإما أن تستفيق، وتغسل صدرك بماء الندم، أو تنام، فتهرب المخدة خوفا على نفسها منك ومن أحلامك.