وجع على وجع

وجع على وجع..

المغرب اليوم -

وجع على وجع

بقلم: بدر الدين الإدريسي

نربط المسؤولية بالمحاسبة.. هذا التزام دستوري لا محيد عنه، وليس لنا إلا الإذعان لسلطته، لأن الوطن سئم ومل من الذين يظنون أنهم فوق المساءلة والمحاسبة، وما حدث للفريق الوطني بمصر من إقصاء مر ومن خروج كارثي من الدور ثمن النهائي لكاس إفريقيا للأمم، يستوجب بالفعل المساءلة ويفرض أخلاقيا أن يحاسب كل من تحمل مسؤولية الإخفاق من قريب أو بعيد، وما أظن أن فوزي لقجع ومعه كل أعضاء المكتب المديري للجامعة، سيعجزهم أن يأتوا إلى محكمة الرأي العام الرياضي، ليقدموا كشفا بالحساب، حساب النوايا وحساب الأحلام التي بنيناها على صروح من رمال، ولن يضيرهم في شيء أن يقدموا إستقالتهم إن تبث أنهم قصروا في حق الفريق الوطني.
كثير من الشعبوية وكثير من الإثارة الرخيصة يجري اليوم إسقاطها على معالجة الخروج المهين للأسود أمام سناجب بنين من دور ثمن نهائي كاس إفريقيا للأمم، ولا أظن أن من مصلحة كرة القدم ولا من باب التهوين والترويح على النفس من شدة الحزن المتفجر من الضلوع، أن نختار هذه المقاربة العدمية التي تريد أن ترمي جهد السنين في البحر، وأن تحرق على الملأ عشرات المبادرات التي دعمناها كل من جانبه لتغيير واقعنا الكروي، وللإرتفاع به فوق الرداءات، وأن تنتصر لأولئك الذين يريدون إلهاء وصرف المغاربة عن وجعهم الحقيقي.
بالطبع يصيبنا هذا الذي حدث للفريق الوطني بمصر بالكثير من القروح والجروح كيف لا وهم أسال الكثير من الدموع على الوجنات، وأكثر ما يعظم عندنا المصيبة، هي أن الفريق الوطني كان بالفعل يملك كل المقومات الفنية لكي يمضي بعيدا في المونديال الإفريقي، بل إنه حظي بإمكانيات لوجيستية نوعية لكي يمضي إلى ما كنا نؤمن أكثر مما نحلم به، إلى اللقب القاري، ولكن هل كل مسؤولية الإخفاق تتحملها الجامعة دون سواها؟
لا أنصب نفسي مدافعا عن الجامعة بتشكيلها الحالي، وأنا الذي يصر على أنه تشكيل غير مثالي على كل حال، برغم يقيني الكامل من أنه أفضل ما يوجد في مشهدنا الكروي، الذي نجمع على أنه قاصر كل القصور عن إفراز النخب الجيدة والتي تتحقق معها الحكامة الجيدة، لا أدعي أنني سأتصدى لكل من يغير اليوم على الجامعة ويطالب بحلها وبإقالة كل من يتولى إدارتها، ولكنني لا أريد أن يذهب بنا الألم المتفجر من الشرايين إلى حد تحطيم الصرح الكروي بكامله، فما أكثر ما تسببت لنا نوبات الإقصاء في هدم الصروح، وبعدها قضينا سنوات نمشي في صحراء بلا ماء ولا هواء.
مسؤولية الإقصاء يتحملها المدرب هيرفي رونار، وقد وقع على ذلك اعترافا بخط اليد، ويتحملها اللاعبون، وقد قدموا بشأن ذلك إعتذارا للجماهير، وتتحملها الجامعة، برغم أنها وفرت ما تستطيعه من إمكانيات بعضها يفوق الخيال، وجاءت لهذا الفريق الوطني بمدرب أجمع كثير منا على أنه كان ذات وقت رجل مرحلة، ولا يمكن بالقطع أن ننتظر من رئيس الجامعة ردة فعل تحت تأثير الحزن، فهناك حاجة لمقاربة الفشل من مسافة موضوعية تنتفي معها المعالجة الإنفعالية.
لن أهرول كما الآخرين إلى أوعية اللغة وإلى خطابات الأزمة الجاهزة، لأستعير من العبارات ما يطلق على العواهن بدون فرامل ولا محاسبة، ومن دون استحضار مصلحة الوطن، والتي تقول بضرورة مساءلة النفس عند كل إخفاق ولكنها تحظر أن يتم إعدام كل المبادرات وعدم المراكمة على نجاحات تحققت في مجالات أخرى قد لا يكون لها اتصال وثيق بالفريق الوطني، وأبدا لن أتاجر كما البعض في أحزان الوطن، لذلك أنا ملح في أن ما حدث بمصر يستوجب حضور السؤال النقدي وحضور عنصر المحاسبة إذا ما تبث أي تقصير في تحمل المسؤولية، ولكن ليس بإسم المساءلة والمحاسبة نسقط البيت على الرؤوس ونعدم كل الأشياء الجميلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجع على وجع وجع على وجع



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya