بقلم : توفيق الصنهاجي
تنفس الوداديون الصعداء، بفوز فريقهم الغالي، على الكوكب المراكشي، بثلاثة اهداف لواحد، وبالتالي التتويج بلقب بطولة الخريف الفخرية، غير أن هذا معناه بالنسبة إلي شيء واحد، هو أن المقبل أصعب وأقوى، لذلك وجب تضافر جهود كل مكونات الفريق من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، ألا وهو النجمة الثانية. التاريخ يشهد انه عندما يكون الوداد الرياضي خصوصا في السنوات الأخيرة، متصدرا للترتيب عند نهاية مسار الذهاب، يصعب على الأندية الأخرى، مجاراة إيقاعه وسلبه من المرتبة الأولى في ما تبقى من البطولة، لذلك وجب استثمار هذا المعطى جيدا من الناحية المعنوية هذا الموسم كذلك. أما بالنسبة لمباراة الجديدة، أمام الكوكب المراكشي، والتي استقبل فيها وداد الأمة، مرة أخرى خارج القواعد، فقد شهدت وجهين مغايرين للأخير، حيث كان الأداء هزيلا من جل اللاعبين الوداديين ومن دون استثناء خلال الشوط الأول. هذا الشوط، لم نتابع فيه أي فرصة سانحة للتسجيل لفائدة الوداد الرياضي، في وقت كان فيها المراكشيون، الأخطر عن طريق المرتدات، إذ وقعوا الهدف الأول، وكانوا على مقربة من إضافة الثاني. الشوط الثاني، شهد تغييرا بدخول أيمن الحسوني، المعروف بنزعته الهجومية على مستوى وسط الميدان، مكان صلاح الدين السعيدي، لاعب الارتكاز، الذي قل عطاؤه في الآونة الأخيرة، بسبب الإصابة التي كان يعاني منها، وهنا أشير إلى أنه كان يخوض المباريات بإصابته لذلك، لا ترفعوا ضغطه من فضلكم. دخول الحسوني، زاد من الضغط الهجومي لوداد الأمة على مرمى محمد باعيو، ليتحصل الوداد الرياضي، على ضربة جزاء، أقر مجموعة من خبراء التحكيم بمشروعيتها، على عكس عزيز العامري، الذي قال العكس بالنسبة للضربتين معا. وإذا كنا قد انتقدنا التحكيم في مباريات الوداد الأخيرة، التي حرم فيها الفريق الأحمر من أهداف مشروعة وليس فقط ضربات جزاء، فإنه على العكس من ذلك خلال مباراة الكوكب المراكشي، فإن اليعقوبي، على الأقل أنصف وداد الأمة، بمنحه ما يستحقه من ضربات جزاء مشروعة، غير أنه تغاضى على اثنتين واضحتين وضوح الشمس، الأولى عندما لمست الكرة يد مدافع الكوكب المراكشي، والثانية، عندما عرقل وليد الكرتي، في المربع الصغير للحارس باعيو. ولذلك أقول، لا بأس، مادام منح 4 ضربات جزاء في مباراة واحدة، يبدو من سابع المستحيلات، ول يسبق لي أن شاهدت على مدار عمري الذي يناهز الأربعين الآن، مباراة منح فيها الحكم 4 ضربات جزاء لفريق واحد دفعة واحدة وفي شوط واحد. انتظر الجميع الدقيقة 83، ليكفر أشرف داري، المدافع الواعد، عن أخطاء المباريات السابقة، بمنحه هدف التقدم للوداد الرياضي، وكان هدفا حاسما تماما كما كان حين عدل الكفة لفريقه أمام المغرب الرياضي التطواني في اللحظات الأخيرة من مباراة عن دورة سابقة. ويبقى أوناجم، بالنسبة إلي سيد المباراة، بتحصله على ضربتي جزاء، كلف بتنفيذ الأولى، وترك الثانية للوافد الجديد على القلعة الحمراء، يحيى جبران، الذي وللآمانة، أقنع خلال المباراتين الأوليين له، على الرغم من لعبه في مركز لم يعتد عليه كثيرا خلال مساره الكروي. أوناجم أنهى فترة الذهاب، متصدرا لترتيب هدافي الوداد الرياضي بأربعة أهداف، في حين وباحتساب كل المباريات الرسمية التي خاضها الفريق الأحمر، على صعيد كل الواجهات التي يخوضها هذا الموسم، فإن المهاجم يملك في رصيد تسعة أهداف وهو رقم جيد. لن أهنئ الوداديين على لقب الخريف، لأن الأهم هو التهنئة النهائية في نهاية الموسم بلقبي العصبة والبطولة العشرين