رتبة لا تبعث على الارتياح

رتبة لا تبعث على الارتياح

المغرب اليوم -

رتبة لا تبعث على الارتياح

محمد الروحلي

انتهت، مؤخرًا، بالجزائر الألعاب الأفريقية الثالثة للشباب، والتي تدخل في إطار التصفيات المؤدية للألعاب الأولمبية الخاصة بنفس الفئة، والتي ستحتضنها الأرجنتين خلال شهر شتنبر القادم. احتل المغرب خلال هذه الألعاب المرتبة الرابعة، بحصده، 106 ميدالية، بينما عادت المرتبة الأولى لمصر ب 204 ميدالية، منها 135 ذهبية، تليها الجزائر ب 225 ميدالية، منها 71 ذهبية، ثم تونس ب 135 ميدالية، منها 35 ذهبية.

فاز الرياضيون المغاربة ب 29 ذهبية، و37 ميدالية فضية و40 نحاسية، والفارق في الميداليات بين المغرب ومصر يصل إلى 99 ميدالية.

أما الميداليات الذهبية التي فازت بها البعثة المغربية، جاءت في رياضات السباحة (5)، والكاراتيه (5)، والتايكواندو (3)، ورياضات الكرات (3)، والجودو (2)، والكونغ فو ووشو (2)، والمصارعة (1)، والملاكمة (1)، وألعاب القوى (1)، والدراجات (1)، والتنس (1)، والرماية (1)، والرماية الرياضية (1)، والفروسية (1) وكرة القدم (1).

أول الملاحظة هي سيطرة دول شمال إفريقيا على المراتب الأولى، وهذا مؤشر واضح يؤكد درجة الاهتمام بقطاع الرياضة وضعف البنية التحتية في العديد من الدول جنوب الصحراء التي تعاني من ضعف على مستوى التجهيزات الأساسية.

أما الملاحظة الثانية والتي تهمنا أساسا هو الفارق الكبير في حصيلة الميداليات بين صاحبة المرتبة الأولى مصر والمغرب، إذ يبلغ الفارق 99 ميدالية، وهو فارق كبير يؤكد حقيقة القطاع الرياضي بالبلدين.

ففي مصر وتونس، كبلدين عانيا معا من ظروف جد صعبة خلال السنوات الأخيرة، جراء ما سمى بانتفاضة الربيع العربي، وما ترتب عن ذلك من صعوبات أمنية وخسائر اقتصادية، ومشاكل كبيرة داخل دواليب الدولة ككل، حافظ القطاع الرياضي على قوته وصلابته، كما حافظ على دوره في جعل رياضيي الدولتين دائما في المقدمة في جل الرياضات، بما في ذلك كرة القدم حيث تمكنا معا من التأهل لمونديال روسيا.

أما الرياضة المغربية المحتلة للمرتبة الرابعة، والتي استطاعت هي الأخرى ضمان حضور لمونديال روسيا، لكن بفضل تألق جيل من اللاعبين تكون بالخارج ولا يعكس نهائيا أي طفرة أو تفوق داخلي، وبالتالي فإن تألق كرة القدم لا علاقة له نهائيا بواقع الرياضة الوطنية، وبالتالي فلا يعتبر مقياسا للمستوى العام للقطاع ككل، مع العلم أن كرة القدم هي الرياضة الوحيدة على مستوى الألعاب الجماعية التي استطاعت الفوز بميدالية، وكانت ذهبية بفضل جيل من المدربين تكون مجموعة منهم بالخارج، وتحت قيادة مدرب أجنبي، ألا وهو الهولندي مارك ووت.

فالرتبة الرابعة بدورة قارية خاصة بالشباب وراء ثلاث دول من منطقة شمال إفريقيا، كلها بلدان عربية، يؤكد حقيقة مرة ألا وهى أن الرياضة المغربية لن تستطع مستقبلا المنافسة على الرتبة الأولى وحتى لو عربيا، مادام شباب الرياضة الوطنية عجز عن التفوق على نظيره على المستوى الجهوي.

حقيقة مرة صراحة تعكس درجة الاختلالات العميقة التي تعاني منها الرياضة الوطنية. اختلالات بنيوية عميقة، وضعف صارخ على مستوى البنية التحتية والهياكل الأساسية، وهزالة القاعدة، وغياب التمويل الكافي، دون أن ننسى محدودية قاعدة الممارسة بجل الفئات إناثا وذكورا…

فهل نستوعب الدرس؟ …

 

عن جريدة "بيان اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رتبة لا تبعث على الارتياح رتبة لا تبعث على الارتياح



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 16:11 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

المجموعة السابعة : بلجيكا - بنما- تونس - انجلترا

GMT 17:26 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

صوص الشوكولاتة لتزيين الكيك والحلويات

GMT 13:26 2014 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

حنان الإبراهيمي ترزق بطفلة اختارت لها اسم صوفيا

GMT 19:33 2013 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

8 نصائح مفيدة لتصمم غرفة مشتركة عصرية

GMT 16:23 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

شركة "الدانوب" تدشن فرعًا جديدًا في الرياض

GMT 00:59 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

حواجب غريبة لفتاة روسية تثير ضجة كبيرة على الإنترنت

GMT 14:51 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

"داعش" ينسحب من حقل العمر النفطي في دير الزور بعد تلغيمه

GMT 02:21 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

باحثون بريطانيون يبتكرون نموذج ثلاثي الأبعاد للفقرات

GMT 08:28 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

وسائل التواصل الاجتماعي: اجعلها لك لا عليك!

GMT 01:47 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

دوللي عياش تخوض مغامرة جديدة من خلال "وشوشة شات"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya