السيتكومات والبطولة الإحترافية

"السيتكومات" والبطولة الإحترافية

المغرب اليوم -

السيتكومات والبطولة الإحترافية

بقلم - بدر الدين الإدريسي

هي حجرة رمى بها جواد الزيات لتحريك المياه الراكدة، بالجرأة التي يجب أن يتمتع بها كل من يأتي إلى رئاسة فريق بقيمة وجماهيرية الرجاء البيضاوي، عندما تساءل خلال الندوة التي قدم خلالها القميص الجديد للرجاء سوبر أفريقيا، أولا على المرجعية القانونية التي تأسس عليها توزيع عائدات النقل التلفزي بالتساوي بين الأندية الوطنية، وعندما خاطب ثانيا، الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المستفيدة بشكل حصري من حقوق البث لمباريات البطولة الإحترافية، عن القيمة المالية الإجمالية التي تفوت بها للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، حقوق البث والتي لا تتجاوز حسب علمي، ومنذ زمن بعيد العشرة مليارات من السنتيمات.
وبالطبع عندما يعمد الزيات بالبراغماتية التي تطبع تفكيره، وأيضا بالقراءات المعمقة التي قام بها، والتي دلته على ما يوجد من فوارق في قيمة العائدات بيننا وبين بطولات الجوار والتي توجد على نفس خطنا الإقتصادي، فإنه لم يفعل ذلك لتبخيس العمل الذي تقوم به الجامعة من أجل دعم الأندية الوطنية، سواء تلك التي تمر بضائقات مالية كبيرة تخنق الشريان وتهدد بالموت السريري، وكان الرجاء في مقدمتها، أو تلك التي تسافر للأدغال الإفريقية، في مشاركات خارجية وتحتاج بالفعل إلى ما يساعدها على سداد الفاتورة الباهظة لكل تلك التنقلات، ولكنه قصد تحريك النقاش، حتى لو بدا البعض مختلفا على توقيته أو حتى مضمونه، لطالما أن الإختلاف في مثل هذه الأشياء التي تضبط المسار الإحترافي، لا تفسد للود ولا حتى لكرة القدم الوطنية مصلحة وودا.
لا شك أن جواد الزيات، الذي أمسك بمقود ملتهب وصعد إلى غرفة قيادة فريق يقاتل من أجل فك طوق المديونية الثقيل الذي يطبق على عنقه فلا يتركه يتنفس بشكل طبيعي، يعرف جيدا أن عمله يجب أن يرتكز بمعية فريق العمل الذي انتقاه لهذه المهمة الصعبة، على تجفيف منابع الأزمة، لابد وأن يتحرك في كل الإتجاهات، وبالطبع عندما يسائل عائلة كرة القدم بخصوص المعايير التي استوجبت هذا البعد «الإشتراكي» في تقسيم عائدات النقل التلفزي، وعندما يعقد مقارنات مشروعة بين ما تنفقه التلفزة المغربية كل شهر رمضان على «سيتكومات» يجمع المغاربة بمختلف أشكال الرصد و«السونداج» على قيمتها الفنية الهابطة، وما ينفق على بطولة احترافية تمنح التلفزة المغربية بقنواتها الثلاث 240 مباراة كل موسم، وما يزيد على 360 ساعة من البث المباشر، فإنه بالتأكيد يريد أن يصل إلى أن هناك حاجة أولا لإعادة صياغة المعايير المعمول بها لتوزيع العائدات، كما أن هناك حاجة للجلوس مع الشركة الوطنية للتلفزة لمناقشة القيمة المالية المعروضة للحصول على حقوق البث الحصرية للبطولة الإحترافية، فليس هناك على الإطلاق ما يسمح بمزيد من التضحيات التي تقدمها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهي تقتطع من المنح المالية الممنوحة لها من خلال شراكات موقعة مع مؤسسات اقتصادية كبرى، لصرفها على المنتخبات الوطنية، لمكافأة الأندية الوطنية، وأيضا لدعمها ماليا كلما توجهت إلى إفريقيا ممثلة لكرة القدم الوطنية في منافسات عصبة الأبطال وكأس الكونفدرالية، ولا يمكن لجواد الزيات ولا لأي من رؤساء الأندية التي تسافر إفريقيا، أن ينكروا الدعم المالي الكبير الذي تمنحه الجامعة للأندية، أولا بتأمين رحلات مريحة عندما يتعلق الأمر برحلات شاقة، من خلال المساعدة على توفير رحلات خاصة ومباشرة، وثانيا بتخصيص حوافز مالية لكل فريق تجاوز دورا من الأدوار. 
على الأقل جواد الزيات تجرأ وخرج من الجحر، ليطرح جهرا أسئلة مشروعة، وله أجر الإجتهاد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيتكومات والبطولة الإحترافية السيتكومات والبطولة الإحترافية



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya