بقلم : سعيد بلفقير
لن أكتب اليوم عن هذا الرجل لأن منتخب بلاده فاز على الأرجنتين لكنني أكتب عنه اليوم بالذات لأنه استفزني أكثر.
لاعب اجتمعت فيه كل متناقضات الحرب فهو بملامحه الطفولية يبدو كأحد من ضحايا حرب شرسة عصفت بالأهل ولم تخلف بعدها إلا فاكهة الكرز هاته .
وهو في الآن ذاته يبدو كقاتل متسلسل يجهز على ضحاياه الذين تجمع بينهم صفة واحدة أنهم وقفوا على الجانب الآخر.
وهو أيضا يبدو كجنرال لا يحب أن يخوض المعارك من على مكتبه بل يقود جنوده في الميدان فينزف عرقا غزيرا وبعض الأحيان دما أرجوانيا بلون الأغاني.
ويبدو أيضا بصغر حجمه كرصاصة فاتنة تحيي أكثر مما تميت لا تعرف كيف أو متى انطلقت لتعلن ولادة البهاء.
مودريتش يبدو كجندي تاه عن الكتيبة وجد نفسه في جزيرة تسكنها الوحوش ولا سلاح لديه غير خصلات تعيق النظر وقدمين ترسمان خريطة هجوم جميل تنفجر فيه أعراس الكرة.
مودريتش هو القاتل الوديع الذي لا يمكن لضحاياه إلا أن يسامحوه ليس لأنه لم يقترف كل ذلك الإبداع ولكن لأنه مودريتش ببساطة الكلمة وتعقيدات المعنى .