بقلم: محمد الروحلي
كما هو معروف، فقد هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الدول التي قد تعارض ملف الترشيح الأميركي لاستضافة كأس العالم لسنة 2026، أو قد تصوت لصالح الملف المغربي، واصفا موقفها بـ"المخجل"، بل تمادى في تهديده بإمكانية وقف الدعم عن الدول التي قد تتخذ موقفا لا يساند ملف التحالف الثلاثي.
وأمام ما أعقب ذلك من ردود فعل منتقدة من طرف أسرة كرة القدم عبر العالم، باستثناء الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي ظل صامتا، غير قادر على التعبير عن موقف رافض وواضح ينتصر للقيم التي تروجها الرياضة، ويقطع فيه الطريق أمام التدخلات السياسية الطائشة، جاءت رسالة مغربية تخاطب اتحادات كرة القدم عبر العالم.
وفي وقت لا يزال العالم يتابع تبعات هذا الخروج غير المقبول للرئيس الأميركي، بادر المغرب إلى تدشين خطاب واضح ورزين طالب فيه بالإنصاف، ومتوجها لضمير العالم والاحتكام للحكمة وعين العقل.
جاء ذلك من خلال رسالة موجهة للاتحادات الدولية المنوط بها التصويت 13 يونيو المقبل خلال المؤتمر الذي سيعقده الاتحاد الدولي بالعاصمة الروسية موسكو للاختيار بين الملف المغربي وملف الثلاثي الأميركي.
الرسالة التي تحمل توقيع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع تطالب الاتحادات المعنية، بالتفكير مليا لحظة اختيار البلد الذي سيحظى بشرف احتضان المونديال، والمغرب بصفته أرض كرة القدم يسعى لاحتضان المونديال بكل هدوء وروح رياضية، وبملف مسؤول ومربح، يحترم البيئة والإنسان بدرجة أولى، كما يوفر الظروف المثالية للاعبين، وأيضا للجماهير التي ستحج للمدن المستضيفة التي تعد وجها تراثيا وثقافيا للمملكة.
وإذا كان الملف الثلاثي يتفاخر بتوفره على بنيات تحتية من المستوى العالي وجاهزيته لاستضافة الحدث الدولي المهم، فإن رسالة الجامعة المغربية تقول بأن "اختيار البلد المنظم، لا يمكن أن يحدد فقط من خلال قدرة ملاعبه، وكذلك مدى تطور اقتصاده، بل يجب هذا الاختيار أن يأخذ بعين الاعتبار قدرة هذه النسخة من كأس العالم على تحقيق التطور الاجتماعي والاقتصادي لبلد أو قارة ككل، فشرف تنظيم أكبر تظاهرة رياضية عالمية، لن يحظى به سوى عدد محدود من البلدان".
ومن أجل إبراز أحقية المغرب في استضافة أعراس المونديال، فإن الرسالة تبرز جانبا آخر ذا أهمية خاصة، ويتمثل في كون البلد ضاربا في القدم، وصلة وصل بين إفريقيا وأوروبا، بين الشرق والغرب، ينافس على استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم منذ 30 سنة، إنها المرة الخامسة التي يقدم فيها ترشيحا، يحظى بدعم من كل أفراد الأمة، وبإرادة قوية من شباب مغاربة من أجل الاحتفال بالرياضة الأكثر شعبية في العالم، وجعلها وسيلة مِن أجل الارتقاء وخلق الفرص في الكثير من المجالات الحيوية.