مالونغو فتنة أخرى

مالونغو فتنة أخرى !

المغرب اليوم -

مالونغو فتنة أخرى

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

كالقذائف تنزل علينا، ما يقال أنها وثائق رسمية مرسلة من الجامعة الكونغولية لكرة القدم في موضوع اللاعب بين مالونغو، محور الجدل والإعتراضات والتعرضات والحرب المستترة بين الغريمين الرجاء والوداد، لا ندري أي منها نصدق، ولا ندري ما مصدرها الحقيقي، برغم أن أكثرها يأتي مذيلا بتوقيع الرئيس الحالي للجامعة الكونغولية لكرة القدم، كونستان أوماري سيليماني، الذي هو بالمناسبة النائب الأول لرئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
تذكرون جيدا أن هذا اللاعب المنتمي لنادي تي بي مازيمبي الكونغولي، كان مرغوبا فيه من النهضة البركانية، وقد قدم بشأنه عرضا ماليا، على أمل أن يخلف في جبهة الهجوم طيب الذكر لابا كودجو الذي انتقل حرا طليقا إلى نادي العين الإماراتي وهو اليوم يصنع الربيع بالفريق البنفسجي، إلا أن رياح الوسطاء جاءت به إلى الرجاء الذي كان يبحث بدوره عمن يسد فراغ الغوليادور ياجور.
هذا اللاعب الذي تعارضت رغبته في الرحيل عن مازيمبي العنيد الذي لا يكون سهلا على أي من نجومه مبارحة أحراشه، مع رغبة المسؤولين عن النادي الأكثر ثراء بجمهورية الكونغو الديموقراطية، استنجد بـ «الفيفا» ليحصل على بطاقة الخروج المؤقتة، وقد حصل عليها وفي ذلك يكون قد دفن أنف مازيمبي في التراب.
كان الأمر عاديا، فقد سلك الرجاء البيضاوي كعادته المسالك القانونية لتأهيل لاعبيه الأجانب، قبل أن نسمع بأن الوداد البيضاوي قدم اعتراضا للإتحاد العربي لكرة القدم، بشأن إشراك الرجاء البيضاوي لبين مالونغو في ذهاب ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال، اعتراض علله الوداد بأن اللاعب جرى تقييده في الآجال القانونية لوضع اللوائح لدى الإتحاد العربي لكرة القدم، قبل أن يحصل على وثيقة تأهيله من «الفيفا»، وقد بدا أن الإعتراض المقبول شكلا، ليس مسنودا بالقوة القانونية التي تجعله مقبولا من حيث العمق، لطالما أن هناك فارقا بين تسجيل اللاعبين وبين تأهيلهم، ولا يجوز تأهيل أي لاعب إلا إذا استوفى الشروط المنصوص عليه قانونا.
الإتحاد العربي لكرة القدم أصدر الذي اجتمعت لجنته الإنضباطية يوم الجمعة الأخير لبحث اعتراض الوداد البيضاوي، واستمعت لممثلي الفريقين، قرارا يقضي بقانونية إشراك الرجاء لمهاجمها الكونغولي بين مالونغو في ديربي العرب، إلا أن ما حدث في الأيام الثلاثة الأخيرة جعل القضية تأخذ أبعادا جديدة وخطيرة، قد تكون نقطة تحول في مسار الحكامة أولا وفي نجاعة وجدوى قرارات جرى اتخاذها من قبل الجامعة لتقنين التعاقد مع اللاعبين الأجانب ثانيا.
ما حدث، أن قضية مالونغو لم تعد مرتبطة بقانونية التأهيل، ولكن تعدتها إلى عدم احترام بند كبير في قانون التعاقد مع اللاعبين الأجانب، فإذا كانت الجامعة تفرض فرض عين عند تأهيل أي لاعب إفريقي للإنضمام للبطولة الإحترافية، أن يتوفر على الأقل على 10 مباريات مع منتخباته الوطنية، فإن ما يروج اليوم في مواقع التواصل الإجتماعي من وثائق تحمل توقيعات لرئيس الجامعة الكونغولية لكرة القدم، يؤكد أن بين مالونغو لا يتوفر سوى على 5 مباريات دولية، واحدة منها مع المنتخب الأول و4 منها مع المنتخب المحلي، ما يعني أن الأساس القانوني الأكبر الذي يقوم عليه التعاقد قد سقط، ومعه يسقط التأهيل لنصبح لغاية الأسف أمام فعل التزوير، ولتتساقط على رؤوسنا كسفا، أسئلة بخصوص قانونية كل هؤلاء اللاعبين الأفارقة الذين يؤثثون مشهد البطولة الإحترافية بقسميها، ومدى نجاعة آلية كشف الكذب والغش والتدليس في كل الوثائق التي يؤتى بها من أجل إثبات عدد المباريات الدولية الملعوبة.
وقبل إعمال آلية التحقق أو حتى سماع رأي رسمي من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حيال هذا الذي يتم نشره، سأسأل عن الجهات التي سربت كل هذه الوثائق التي لا نعرف مدى صدقيتها، وإن عرفت، وجب التصدي لها قانونا، لأنه لا يجوز إطلاقا وضع وثائق رسمية على مرأى من الجميع، ما دام أن هناك تشريعات رياضية في دول غيرنا، تجرم هذا الفعل.
وإن رفعت الجامعة كل هذه الغمامات التي تضبب اليوم سماء كرة القدم الوطنية، فإنها ستكون مدعوة من خلال لجانها المختصة إلى إعادة تقييم هذه الآلية المتبعة في تأهيل اللاعبين الأفارقة للعب بالبطولة الإحترافية، ماذا أعطت؟ ماذا جنينا منها؟ وهل سلمنا من كل الشرور التي تنطوي عليها؟
لا أريد أن أستبق، ولكنني وهذا رأي شخصي، لا أجد فيما أقدمنا عليه من إجراءات احترازية ووقائية لتجويد عملية إستقطاب اللاعبين الأفارقة، ما يحقق الغايات، على العكس من ذلك فقد ضاق هامش الإختيارات بدليل أن أكثر هؤلاء اللاعبين الأفارقة المستقطبين لا يقدمون إضافات تقنية تذكر للنوادي المغربية.
قوموا بجرد سريع للاعبين الأفارقة المتواجدين بالأندية، وبتقييم أسرع منه لمردودهم الفني، لتتأكدوا من صحة ما أقول. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مالونغو فتنة أخرى مالونغو فتنة أخرى



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya