بقلم - جمال اسطيفي
من المفروض أن يعقد منخرطون في فريق الرجاء جمعا عاما استثنائيا يومه الخميس لانتخاب رئيس جديد خلفا لسعيد حسبان، الذي دعا بدوره لعقد جمع عام انتخابي يوم 8 يناير المقبل.
لقد عشنا في الفترة الأخيرة على إيقاع دعوات ووقفات احتجاجية تطالب برأس حسبان، ثم تغيرت النبرة قليلا بعض الشيء، وأصبح السب والشتم يوجه بشكل متواز لحسبان ، و أيضا للرئيس السابق محمد بودريقة.
ووسط هذه اللجة، لم يبرز أي حل ثالث، يمكن أن يضع الفريق على السكة الصحيحة، و يخلصه من الترسبات و المشاكل القديمة التي تتجدد كل مرة.
المثير للانتباه أكثر في ما يجري هو أن كثيرين ممن شقوا الأسماع بخطبهم، لم يعلنوا عن بديل جاهز، يمكن أن يقدم ترشيحه بكل شجاعة ويتولى المهمة، ويقدم برنامجا عمليا يمكن أن يغير حال الرجاء و يصفي ديونه.
أغلب الذين يتحدثون، يشهرون السيوف، ويطالبون فقط برأس حسبان، و برحيله الفوري، أما عندما تسألهم هل هناك بديل، فإنهم لايترددون في القول: "المهم أن يرحل"، بل إن مطالب الرحيل جمعت ما لا يمكن أن يوضع في سلة واحدة، فهكذا ودون سابق إنذار وضع محمد سيبوب يده في يد رشيد البوصيري، مع أن الأول كان قد وصف الثاني بأنه مجرد "سمسار" يجمع المال على حساب الرجاء من صفقات اللاعبين، بينما وصف البوصيري سيبوب بـ"المحامي الفاشل".
وحتى الترشيحات التي تم الإعلان عنها، فهي في حقيقة الأمر ليست إلا ترشيحات وهمية، المراد منها فقط جس النبض، وتوجيه رسالة مفادها أن هناك بد يل جاهز .
أما الأخطر في كل ما يجري، فهو بت الكراهية و التخوين بين فصائل ومشجعين يوحدهم حب نفس الفريق، وهكذا فكل من يدلي بوجهة نظر أو ينقل رأيا مخالفا لهذا الفصيل أو ذاك، فإنه يمكن أن يسمع ما لايعد ولايحصى من شتائم، أما حطب هذه الحرب فهي مواقع التواصل الاجتماعي والقاصرون الذين يسقطون ضحية الخطاب الشعبوي.
أما الأغرب في ما يجري، فهو أن صوت العقل والحكمة قد غاب، وحل بدلا منه صوت السب و الكلام الساقط، في وقت انزوى فيه من يحركون اللعبة بعيدا، في انتظار أن تضع الحرب أوزارها.
إن ما يحدث في محيط الرجاء مخجل جدا، ووصمة عار على ينسجون فصول مسرحيات محبوكة، بعضها مكتوب بإتقان، والبعض الآخر متروك لما ستكشف عنه الفصول الأولى، قبل أن يدخل المخرج على الخط.
إذا كان لابد من رحيل حسبان، فليرحل، لكن رجاء لا تلعبوا بالنار.