ثورة على الغضب

ثورة على الغضب

المغرب اليوم -

ثورة على الغضب

بقلم: محمد فؤاد

43 عاما من لقب 1976 الى اليوم ، هو عمر من ولد في ذات الابهار الخالد ولم ينل الرجاء نحو اللقب الثاني كل سنتين من هذا التاريخ إلى اليوم، أي ما يناهز 17 نسخة لم يحصل فيها هذا المولود على اللقب الثاني، أما من ولد لسنوات طويلة قبل هذا التاريخ وعاش لما فوق الالفية الثالثة ومات على هذا الوجع المأساوي ومن معه من مواليد كل سنة بعدية، فأكيد أن الحسرة تظل جاثمة وساكنة في دهاليز قلب صبور .

وأتصور أي مسؤول جامعي سابق كان ضمن مآسي الاقصاءات كيف يشعر اليوم مع الشعب بمرارة الانجداب الدائم نحو الإنهزامية، مثلما أتصور السي لقجع ومن معه وفوقه كيف يشعرون أمام هذا الخزي الدائم لدولة كروية تحضر بالفرجة العالمية النسبية وتخذلنا قاريا كما لو أنها لا تنتمي لها مطلقا. 

أتصور جيدا أن الفريق الوطني في كامل العقود لم يقدم على الإطلاق ثورة الغضب على نفسه، أو ثورة الاجيال المتعاقبة بعده لتنتقم من الإفلاس والنكسة وتضعنا جميعا في قمة الإفراح، ولم تقدم الجامعات السابقة أي مفاجأة سارة لإنجاب جيل بدأ من القاعدة الدولية ووصل إلى الكبار بنفس الميزة والإحاطة. 

وأتصور وجها إعلاميا خرج من بعبعه ليكتوي بشعبوية قدمته كمراسل يحارب الاعلام الذي يأكل منه ويتخطى الخطوط الحمراء ويتجاوز أهرام الأقلام التي لها صيت عربي ودولي من مؤدى حقده الدفين لمهنة لم تعطه التزكية ويراهن بكل ما أوتي من لسان خبيث ليقول أن الإعلام يعتبر هو المسؤول عن الفساد الكروي، فأين كان هذا الوجه المشؤوم منذ 43 عاما، وأين كان أصلا في منظومة الإعلام برغم تقدم سنه قبل أن يأتي اليوم ليكرس ظلاميته المنبوذة؟ 

وأتصور جيدا، أن ما أضحى عليه الإعلام الرياضي من وقاحة الإتجار بالرأي والتحليل غير المنطقي لسيرورة الأحداث سواء تعلق الأمر ببعض من أشباه محللين أو بعض من خزعبلات وانتقادات قدماء دوليين لم يتحصلوا مع الفريق الوطني على أي لقب، وأضحوا اليوم ينتقدون كما يحلو لهم مع أنهم مروا بنفس النكسات وأحبطوا الشعب بإقصائهم.. سبحان الله مبدل الأحوال. 

من شاب رأسه من الدوليين وعاش النكسات، أصبح اليوم ينتقد ماضيه لا شعوريا وهو يجثم على الأسود بكل المصطلحات، وأضحت الأبواق الأثيرية والفضائية عرضة للخزي التحليلي لأنهم عاشوا نفس الإفلاس وانتقدوا في المكتوب الإعلامي بشكل غير مستهلك مما هو اليوم من تقدم تكنولوجي يعيث في كرة المغرب والأسود فسادا.. سبحان الله مبدل الأحوال.

إن مشكلة الإحاطة بالنكسات الدائمة لأسود الاطلس هي مشكلة فكر وابتكار لمنظومة حاضرة بالموهبة ولكنها غير مؤطرة علميا واستراتيجيا، هي مشكلة تدبير واقعي لأناس لا يصنعون التاريخ لنجاح الكرة، هي مشكلة موضوعة في مشروع فاسد من دون أن يكون له أثر إيجابي على منظومة الكرة والجمهور المغربي، وقلتها ألف مرة أن المشروع الموضوع في ورقة تقنية سهلة الوضع أي بإسم المشروع وحامل المشروع وموقع المشروع وتكلفة المشروع وتتبع ومواكبة المشروع ومدة انجاز المشروع وأثر المشروع، هو المفترض أن يكون في واقع الأحداث وبلجنة خاصة لتقييم المشروع بكل قفزاته، سيضعنا جميعا أمام مسؤولية القرار المفترض أن يضعنا على الأقل في منحنى الألقاب. 

ولا يعقل أن ينجح المغرب مثلا في جعل مدينة طنجة مدينة الاصالة والحداثة في إطار مشروع ناجح وكبير على المستوى العالمي دون أن ينجح المغرب أساسا في منظومته الرياضية والكروية في رسم أشكال النجاح والوصول إلى الألقاب بالتدرج وليس بالصدفة.

إن مشكلة كرة المغرب التي يبتعد الكثير من الإعلاميين والمحللين وقدماء اللاعبين والدوليين عن تفتيث ملامحها، ليست مشكلة عنصر بشري، بل تدبير هذا العنصر البشري الذي يسير المنظومة بأشكال مقلوبة، فلا أدارة تقنية موجودة وناجحة، ولا عقول فكرية من أجود الاطر المفترض أن تشكل خريطة كروية من معمور المغرب، ولا مسيرين من المقام العالي والفكري لجعل النادي أسطورة النجوم، ولا مدربين يشتغلون بمقاس الأطر السامية بتكريس دور قيادة النادي من أسفل القاعدة إلى القمة، فكيف لرئيس الجامعة أن ينجح في تدبير المشروع أمام هذه العوائق؟

إن ما حدث للأسود بمصر وما تعرضوا له من إساءات وتظلمات وانتقادات لاذعة رغم خروجهم بسوء الحظ، هو تحصيل حاصل لنكسة أريد وقدر لها أن تحصل، ولكن الحقيقة أن هذا الفريق الوطني حتى ولو وصل إلى النهائي ولو فاز باللقب، سيظل السؤال كبيرا حول إشكالية الفوز والإنجاز المصنوع من رجال وسفراء المغرب، وستكون ردود الشعب منطوية حول سيرورة استجلاب نجوم المغرب بأروبا، وهذا هو حالنا نحن المغاربة، لا نرسو على العقل ولكن نؤمن بالنتائج ونريدها سريعة من أي شيء إلا الإنكسار، مع أن العقل يقول أن البحث عن اللقب كيف يكون؟ وهل نحن مؤهلون له؟ وهل نملك الأدوات للوصول إليه؟

وسأنتهي من حيث بدأت، علينا أن نثور على الغضب بكل الطرق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة على الغضب ثورة على الغضب



GMT 10:34 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخيرا أصبحنا نستوعب الدروس

GMT 08:58 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"واشْ عرفْـتوني"

GMT 03:39 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

عناد فوزي لقجع

GMT 16:50 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شكرا

GMT 14:58 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجربة غاموندي

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك

GMT 05:02 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

شخص يضرم النار داخل مسجد أثناء صلاة العشاءفي شيشاوة

GMT 23:52 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

متصرفو المغرب يعتصمون أمام وزارة المال في الرباط

GMT 14:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل بشعة تهزّ حي التقدم في الرباط

GMT 21:47 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف عداء مغربي لأربعة أعوام بسبب المنشطات

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 20:54 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

إنشاء 3 شواطئ صناعية في كورنيش مدينة الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya