بقلم - عبد الصمد الصالح
لن اخوض في الحديث عن نتيجة المباراة لانها واضحة، رغم انها لا تعكس مسار المباراة، وهذا يحدث في كرة القدم، لكن ما يضحكني هو تفاعل الكوليز الانبهاري والفلكلوري مع امور تافهة وفي افضل الاحوال عادية، وطبعا هذا جزء من طقوس "عبادة" الفريق و"الإله" ميسي التي لا مبرر لها.
اولا عندما نشاهد، كمدريديستا، مباراة للريال فنحن نشاهد كرة القدم ولا نتوقع من ورائها فتح الاندلس او دخول الجنة، وعندما تنتهي نعود لامورنا مهما كانت النتائج، وعندما حصد الفريق ال13 لم نحتفل حتى 13 دقيقة، بل انني شخصيا لم انتظر حتى لاشاهد حمل الكاس، ببساطة لان الامر عادي من فريق اسمه ريال مدريد.
ثانيا موجة التدوينات المنسوخة والمجترة حول اختفاء المدريديين وخفة الانترنت التي اغرقت الفيسبوك امس شيء يبعث على الضحك والغثيان في الان ذاته، وهو شبيه تماما بموجات التهافت وراء الهراء الفيسبوكي المغربي مما يجعلني اجزم ان جمهور اكشوان اكنوان هو نفسه جمهور البارصا.
ثالثا حجم التهليل والتغني بضربة جزاء سواريز يصيب المرء بالحيرة، فهذا الفتح المبين في نظر الكوليز قام بمثله وبافضل منه راموس ست مرات هذا الموسم، على طريقة بانينكا.
رابعا وفي ما يتعلق بالصورة ادناه، وبما ان ميسي تغيب عن المباراة رغم حضوره فان الكوليز لم يجد سوى صورة مودريتش يحاول ايقاف "إلههم" بشد قميصه، في لقطة عكسية لما في الصورة ادناه، ليثبت ان ميسي خارق وفضائي وانه الافضل في التاريخ.
خامسا، لو كان ميسي من قام بمراوغة فينيسيوس لبيكي او بمراوغة فاسكيز للانغليت لأقيمت من اجلها الصلاة جامعة او حشد اليها في مصليات الكوليز، وطبعا بالنسبة لجمهور الريال الامر ليس اكثر من لقطات بديعة قام بها اللاعبان واستحقا عليها التصفيق والتقدير وانتهى الكلام.
سادسا اذا اردت عزيزي الكوليزي ان تعلق على منشوري فعلق بنفس المستوى الذي اكتب به تو احتفظ بتعليقك لصفحتك، ان كان من قبيل الخمج المعتاد، او التعليقات المنسوخة المكرورة (ميسي حارقكم، نعستو بكري، برد هلى قلبك، ...) لانها اساليب اكل عليها الدهر وشرب وتغوط ايضا.
سابعا هالا مدريد، عشق لكرة القدم الراقية لا يفتر بفتور النتائج او بهزيمة في الكلاسيكو، فتاريخ الكلاسيكو والكرة عموما لم يبدأ بالتأكيد في 2009 ولن ينتهي قطعا في 2019.
شكرا
الصالح