بقلم: محمد الروحلي
أنهت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ترتيبات العقد الذي كان يربطها بالمدرب الفرنسي هيرفي رونار، بعد ثلاث سنوات ونصف من تحمله لهذه المسؤولية خلفا لبادو الزاكي. قبل المغادرة بصفة رسمية، أصرت الجامعة على توديعه بطريقة لائقة لا علاقة لها بالأسلوب الذي تعامل به هو مع الجهاز الجامعي، كانت طقوس الوداع عادية، بحضور أعضاء المكتب الذين لم تكن تربطهم به أي صلة من قريب أو بعيد.
تم تبادل كلمات مجاملة بالمناسبة، وقدمت للمدرب المدلل هدايا تذكارية، وغادر المقر الرئيسي للجامعة بالرباط الذي لم يزره إلا نادرا، غادر بعد تجربة خرج منها بمكاسب مالية مهمة، أما على المستوى الرياضي، فبدون شك فالخروج المبكر من كأس إفريقيا للأمم 2019 بمصر، وقبله الأخطاء التقنية التي ارتكبت خلال نهائيات كأس العالم 2015 روسيا، أثر على قيمته في سوق المدربين.
خلال حفل وداعه أشاد رونار، بما أسماه الجو الاحترافي الذي عمل به منذ أن تعاقد مع الجامعة، وهذا يتناقض جملة وتفصيلا مع سلوكه كمدرب يقال إنه محترف، وذلك بعدم احترامه لبنود العقد وواجباته، أما حقوقه فقد حسنها إلى أقصى درجة ممكنة.
وتبين من خلال المعطيات التي ظهرت مؤخرا أن رونار رتب أموره بالطريقة التي تخدم مصالحه، تخلص من الشرط الجزائي، قضى موسما بكامله بالسنغال حيث كان يشرف على مشاريعه التجارية، وحصر أوقات اشتغاله مع المنتخب المغربي بتواريخ الأجندة الدولية للمباريات، كما تمكن من الرفع راتبه الشهري ليصل إلى 100 مليون سنتيم شهريا، بعدما قيل في البداية إنه لا يتجاوز 60 مليون سنتيم.
هكذا تبين أن قرار المغادرة اتخذ مباشرة بعد مونديال روسياحيث أخبر رئيس الجامعة فوزي لقجع برغبته في الانفصال بعد كأس أمم إفريقيا بمصر، بعدما ضمن شرطا أساسيا بالنسبة له، ألا وهو امتلاك مصيره بين يديه، دون قيد أو شرط وتفعيل قرار الرحيل في أي وقت يريد، دون الرجوع للقجع أو حتى التشاور معه.
والسؤال المطروح في حالة أطول “إخبار مسبق” حسب المعمول به في قانون الشغل، وهي الطريقة التي تعامل بها رونار مع لقجع، لماذا تعاملت الجامعة بكثير من حسن النية، ومجاراة رغبته في الإبقاء على هذا الشرط سريا. وعدم اتخاذ أي إجراءات تقنية وإدارية تحفظ للمنتخب توازنه وفعاليته؟
فتفادي “زعل الثعلب” أدخل الجامعة في دوامة من الانتظار السلبي، بينما تنصل هو من كل التزاماته، وقضى موسما أبيض، اكتفى بفترات متقطعة، والأكثر من ذلك أخبر اللاعبين قبل الذهاب إلى مصر، بأن مقابلة زامبيا الإعدادية بمراكش هي الأخيرة له كمدرب للمنتخب المغربي، وهو خطأ مهني غير مقبول، كان له تأثير سيء على اللاعبين من الناحية الذهنية والنفسية، ولم يساعدهم على بلوغ قمة التركيز المطلوب في مثل هذه التظاهرات المهمة.
هكذا إذن انتهت حكاية مدرب فرنسي، ستذكر الأجيال أنه “تعنتر” بشكل غير مسبوق على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم …
عن صحيفة بيان اليوم المغربية