بقلم - جمال اسطيفي
الصحافة مهنة المتاعب بامتياز..لذلك يجد الصحفي نفسه دائما في خانة المواجهة مع صناع القرار، فالمسؤول يحب أن يظهر في صورة جيدة، كصانع للنجاح، يتخذ أفضل القرارات..
الصحفي الذي يمارس مهنته بموضوعية ومهنية وضمير، لن يرضى أن يتحول إلى رجع صدى، أو يتحول إلى شاهد زور..
في المشهد الرياضي وكرة القدم على وجه الخصوص قد تكون الأمور متشابكة، لأن الأمر يتعلق بلعبة فيها عواطف وانفعالات وانتماءات، فقد تفتح ملفات فساد رئيس ناد، فتتحول إلى عدو لجزء من جمهور ذلك الفريق، لأن المعني بالأمر صنع ذات زمن نتائج طيبة، وقد تدق ناقوس الخطر فتصبح مشوشا بدرجة امتياز..
المسؤول قد يسعى إلى تحويلك إلى بوق أو تابع له..
أما الرياضي فقد لا ينظر لك بعين الرضا لأنك وجهت له سؤالا أو التقطت له صورة أو فيديو لم يرقه..
في الطرف الآخر، لا يوجد في مهنة الصحافة الكمال، فكم من مسؤول يعاني لأن هناك من تسلط على مهنة الصحافة ويشتغل بدون ضمير ويبحث عن الانتفاع الذي قد يكون ماديا وقد يكون معنويا من خلال السعي لتغليب كفة طرف على حساب الآخر..
في كرة القدم وعندما يتعلق الأمر بفرق جماهيرية لابد من الانتباه جيدا، فالأمر أشبه بالسير فوق حقل ألغام، ولابد من الحرص على الابتعاد عن المتاهات والمزايدات الرخيصة، والإسفاف..
مناسبة هذا القول ما يعتمل في المشهد الكروي اليوم..وتحديدا واقعة بانون..
اللاعب لابد أن يفهم أنه مسؤول ولديه عقود والتزامات، وأنه يجب أن يتعلم كيف يقفز على الأسئلة المستفزة، ويحافظ على هدوئه في لعبة الأعصاب، فالنطح ليس حلا ولا يمكن تبريره أو التسامح معه..
أما الصحفي فعليه أن يسعى ليكون موضوعيا ومهنيا ويحتفظ بنفس المسافة بين الجميع، وحتى لو كان لديه انتماء فإنه لايجب أن يؤثر عليه في عمله.
لمصور الصحفي مهمته أن يصوب عدسته وأن يلتقط ما لا يمكن ان يشاهده الناس، وأن يفعل ذلك بكل حرفية..
القلم والميكروفون والكاميرا وسائل للعمل المهني والموضوعي..
والعلاقة بين اللاعب والصحفي لابد أن تكون متوازنة ومعقولة ومتكاملة في إطار الاحترام، علما أن الإنجاز الرياضي أيا كان صاحبه وبعيدا عن الانتماء فإنه يساهم أيضا في إضافة لبنة للعمل الصحفي ويفتح نوافذ كبيرة للإعلام