بقلم - جمال اسطيفي
في ظرف زمني قصير تحولت الندوة الصحفية التي كان منتظرا أن يعقدها حفيظ العلمي رئيس لجنة ترشح المغرب لمونديال2026، في الساعة العاشرة صباحا، إلى مجرد تصريح صحفي فقط، مع تغيير التوقيت إلى الساعة الثالثة زوالا.
كل هذه التغييرات وقعت في ظرف زمني قصير، علما أن هذا اللقاء الصحفي كان من المقرر أن يتم خلاله تقديم خلاصات زيارة وفد الاتحاد الدولي "فيفا" إلى المغرب.
من الواضح أن حفيظ العلمي رئيس لجنة المونديال، الذي اختار أن يحول الندوة الصحفية من لعبة السين والجيم مع الصحفيين، إلى تصريح صحفي فقط، يعفيه من الدخول في متاهة الأسئلة والإجابة عنها، والاكتفاء بما يشبه تقديم خطاب، مازال لم يضع في اعتباره أن التواصل جزء أساسي من التسويق للملف المغربي، وأن الطريقة التي يتواصل بها مع الإعلام وخصوصا المغربي منه تفتقد إلى الحد الأدنى من المهنية ومن الاحترام للإعلاميين المغاربة، وأيضا من الفهم لمكون التواصل باعتباره حلقة مهمة.
بما أن حفيظ العلمي قرر أن يحول الندوة الصحفية إلى تصريح صحفي، فألم يخبره حكيم غزاوي مدير التواصل بلجنة "موركو 2026" ومعه هشام العمراني مدير حملة ترشح المغرب أن العلمي كان في غنى عن كل هذا الارتباك، وأن التصريح الصحفي يمكن أن يكون مكتوبا أو مسجلا بالفيديو.
وأنه وفق ذلك، كان بمقدور العلمي أن يكتفي ببلاغ صحفي مكتوب بحرفية يتحدث وفق ضوابط "الفيفا" عن خلاصات زيارة لجنة "التاسك فورس"، أو يكتفي بتصريح مصور في موقع لجنة "موروكو 2026"، بدل أن يتم استدعاء عشرات الصحفيين لمتابعة العلمي وهو يقدم تصريحه الصحفي المزعوم.
ألا يعرف مدير حملة التواصل في لجنة العلمي، كل هذه الأمور، أم أن هؤلاء لا دور لهم، وأن العلمي يقرر ثم ينفذ، دون أن يستشير مع ذوي الاختصاص، أو من يقدمون أنفسهم على أنهم ذوو الاختصاص.
إن ترشح المغرب لتنظيم مونديال 2026، طموح مشروع لبلد، يراهن على أن يجعل من المونديال فرصة للتنمية، لكن، يبدو أن هناك وخصوصا في لجنة الترشح للمونديال، من يعتقد أن الملف يخصه لوحده، ولعل هذا ما يفسر حالة الارتباك وغياب التناغم والتجانس بين مكونات اللجنة وجامعة كرة القدم، والوزارة الوصية.
لقد سعت الصحافة المغربية إلى أن تتابع وتواكب كل ما يتعلق بملف ترشح المغرب، لكن يبدو أن هناك من يعتقد أن دور الصحافة أن تطبل وتهلل لعمل هذه اللجنة، بل إن هناك من استطاب الحديث عن أن الترشح للمونديال قضية وطنية، حتى يتجنب المساءلة.
إن الوطنية الحقيقية، هي أن يقوم كل طرف بالدور المطلوب منه، باحترافية ومهنية، بعيدا عن المزايدات التي يريد البعض أن يجعل منها ستارا يحجب الحقيقة.