بقلم -عمر الشرايبي
ولأن الوطن فوق الجميع ومصلحة المنتخب الوطني فوق كل اعتبار، وجب أن تكون ليلة اليوم، ليلة ترتيب الأوراق داخل محيط "الأسود"؛ أخص بالذكر الطاقم التقني بقيادة رونار، حجي وبوميل، فضلا عن الجامعة في شخص فوزي لقجع ثم العميد المهدي بنعطية و"حكماء" المنتخب من الأسماء التي لها أزيد من 15
سنة في مسيرتها الدولية..
أعرف فيصل فجر وهو لاعب ديبورتيفو لاكورونيا، قبل ثلاث سنوات، وهو الذي أخبرني حينها بأنه يحلم بأن يصنع له اسما ضمن منظومة المنتخب الوطني..صحيح أنه كان محظوظا بتزامن "حلمه" مع دعوة الزاكي الأولى ثم مشروع جديد مع "الثعلب" رونار، كان أحد دعاماته، منذ المشاركة القارية الأولى في الغابون2017
تواضع البدايات، عفوية و"شعبية" فيصل، جعلتني معحبا بشخصيته، خاصة أنه أظهر تعلقا كبيرا بالوطن وهو يروي لي ذكرياته صغيرا يتابع نهائيات كأس العالم 1998..
بالرغم من أن "كرته" لم تكن في مستوى جد مميز، إلا أنه كان يثابر في إسبانيا ثم بعدها في فرنسا..لكن؟!
للأسف، سلوك فيصل فجر سرعان ما تغير مع تألق هذا الجيل الذي ينتمي له من اللاعبين، والمقربون من اللاعب يعرفون أن طبعه "صعب"، كما أن الانزلاقات تكررت للاعب الذي يبقى "بديلا" في تشكيلة هيرفي رونار لا أقل ولا أكثر ..لكنه "مهم" في المجموعة للروح التي يبعثها ..أينما كان "النشاط" وجد فيصل فجر..ممكن أن نشبهه بحالة عادل الرامي مع مجموعة المنتخب الفرنسي..صديق غريزمان، المهرج، الذي جعل من شنبه فأل خير للتتويج بكأس العالم..
لن أغوص في الأمور الشخصية، لكن أتساءل إن كان فيصل فجر يكثم في قلبه "عقدا" نفسية وراء الصورة التي يرسمها عنه؟!..فاللاعب مازال "يعادي" الصحافة والرأي العام منذ واقعة "شيشا" الملهى الليلي في مراكش، كما في موضوع حادثة أمين حاريث المأساوية في مراكش، التي قيل أنه كان برفقته..أمور بين أخرى استقيتها مؤخرا من مقربين من اللاعب..
لا يختلف اثنان عن حجم التقدير الذي حظي به فجر لفترة، إلى درجة حب الجماهير المغربية..لكن هذه الجماهير المغربية نفسها من تنفرك اليوم وتوجه اك اللوم والعتاب، لإنك أخطأت ويجب أن تعترف بخطأك..ولا تتمادى
هناك من سيختلف معي وهناك من سيقول "تملق للاعب"..سأشاطركم سرا، أنني كنت على تواصل وصداقة مع فيصل فجر إلى غاية أن أخدت مسافة "الصحفي مع النجم"..حيث تأكدت من ذلك عندما قابلته قبل أيام من المعسكر الإعدادي..ما قلته في نفسي بعد تجادب الحديث لدقيقتين..تأكد لي اليوم للأسف!..ليس هو هذا الفجر الذي أشرق في سماء المنتخب الوطني...
لن أطيل أكثر، حيث أعلم جيدا أن الفترة ليست مواتية و"لي فينا يكفينا" ..لكن، عندي دعوة للجماهير المغربية التي أحترم ذكاءها..فهذا منتخبنا جميعا وعلينا حمايته في هذه الفترة بالذات
ما وردني من معسكر المعمورة غير ما تم تسويقه لنا...ممكن فجر أخطأ ، لكن هل حمد الله هو "الضحية" والبقية هم "الشياطين"؟!...تساؤلات بعيدة من العاطفة وأقرب من "البراجماتية