بقلم - جمال اسطيفي
أثار التعليق التلفزيوني الذي رافق مباراة فريقي الرجاء وحسنية أكادير على قناة "البي إن سبور" جدلا كبيرا، وخصوصا لدى أنصار الرجاء الذين لم يرقهم مجرى التعليق، ولا الطريقة التي تم بها، ولا المفردات المستعملة.
بداية، لابد من الإشارة إلى أن ميكروفون التعليق، مسؤولية كبيرة جدا، خصوصا أنه يصل لملايين المشاهدين، وضمن هذه الملايين عشاق للفرق، بقدر ما ينتظرون تعليقا ممتعا ومتفاعلا مع أطوار المباراة، فإنهم ينتظرون أيضا جرأة في التحليل وفي الرصد، دون أن يصل الامر إلى حد الوقاحة والتهجم المجاني، وترديد عبارات تنهل من الشارع، قد تكون مقبولة ومستساغة إذا تراشق بها مثلا انصار الرجاء والوداد، خصوصا ان الامر يتعلق بغريمين تقليديين، لكنها قطعا ليست مقبولة من معلق تلفزيوني، وجد نفسه بوعي او بدون وعي وقد دخل في مواجهة مع أنصار الرجاء.
ليس من مهام المعلق القفز على الوقائع او على معطيات تاريخية، لكن سياق إدراج هذه المعطيات وطريقتها، والتضليل الإعلامي الذي رافقها والذي يصب في خانة الاصطياد في الماء العكر هو الذي أدى الى هذا الكم الهائل من الغضب والاستياء، وهنا فإن حالة الغضب الجماعي لأنصار الرجاء مبررة ومقبولة ومعقولة.
إن دور المعلق ليس فقط متابعة مجريات المباراة، أو التبراح، بل إنه يتخطى ذلك ليأخد مناحي ثقافية واجتماعية وسياسية، وهو ما على المعلق ان يفهمه، وإلا فإنه كمن يلعب بالنار.
ان التعليق على مباريات كرة القدم يوفر فضاءات رحبة للإبداع والابتعاد عن الضحالة في الفكر، وفي القاموس المستعمل، لكن ذلك لن ينجح فيه اي كان، لأن فاقد الشيء لا يعطيه..
لا تنسوا أن كرة القدم والتعلق بالفرق يلهب القلوب والمشاعر، ولذلك، فالميكروفون قد يتحول الى مسدس قاتل، إذا لم يستخدم على نحو جيد..