بقلم: محمد الروحلي
فجأة وبدون سابق إنذار، هدد مكتب فريق يوسفية برشيد، الصاعد الجديد للدوري الاحترافي المغربي، بتقديم استقالة جماعية، والسبب يعود للأزمة المالية الخانقة التي يمر بها الفريق "الحريزي"، أياما قليلة عن موعد انطلاق البطولة الوطنية لكرة القدم. تطرق أعضاء المكتب المسير خلال اجتماعهم هذا، لجملة من المشاكل التي تسببت في الضائقة المالية، ومنها إلغاء معسكر تدريبي كان الفريق ينوي القيام به خارج أرض الوطن، حيث فرض على اللاعبين البقاء بمدينة برشيد وسطات، والتهديد بتقديم اعتذار في أول مباراة للنادي أمام حسنية أكادير.
وفي الوقت الذي كان من المفروض أن يبحث المكتب المسير في أول اجتماع له بعد العطلة الصفية عن حلول، اكتفى بالاعتراف بالفشل في إيجاد موارد مالية، رافعا "الراية البيضاء"، وملوحا بتقديم استقالته الجماعية بسبب ما اعتبر في نظرهم، عدم التزام السلطات بتوفير موارد مالية ومستشهرين للفريق.
ما لا جدال فيه أن كل فريق له الحق في التطلع لمقارعة الكبار، وتحقيق آمال وتطلعات جمهوره ومحبيه ومسيريه، هذه مسألة لا نقاش فيها، إلا أنه مقابل ذلك لابد من ضمان أسبقيات وأسس لا غنى عنها، تمكن من مسيرة متوازنة، للحيلولة دون التأثير سلبا على المنافسة.
والضمانات التي نتحدث عنها، يتضمنها أصلا دفتر التحملات ببنوده وشروطه، إلا أن التطبيق الصارم ل " كناش التحملات" ما يزال النقطة التي يثار حولها الجدل.
من أبرز الشروط التي تمنح على أساسها رخص المشاركة بالبطولة الاحترافية، هناك تقديم جرد مفصل للميزانية السنوية، وتفصيل العقود المبرمة مع اللاعبين والمدرب وكافة العاملين بالنادي، بالإضافة إلى التوفر على قانوني داخلي يستجيب لمتطلبات الاحتراف، ومدرسة للناشئين ومركز تكوين يستجيبان لكافة الشروط الملائمة لتكوين الطاقات الشابة من إقامة وتغذية ومرافق أخرى، كما يتعين على كل ناد عقد جمعه العام بعد نهاية كل موسم في أجواء من الشفافية والوضوح.
كما تفرض رخصة الاحتراف تعيين طاقم طبي وتقني يتوفران على كل المؤهلات اللازمة التي يحددها القانون، وتعيين مدرب بعقد مسجل ويحترم القوانين المنظمة له، ومتطلبات الاحتراف أيضا تلزم على أي فريق التوفر على مهيئ بدني مؤهل وخريج المعهد الملكي لتكوين الأطر أو أستاذ التربية البدنية، ومدرب للحراس يتوفر على كل المؤهلات الضرورية للقيام بعمله في أحسن الظروف وشروط أخرى تتعلق بالهيكل التنظيمي والداخلي للنادي.
هذه هي الشروط التي جاء بها دفتر التحملات، والتي يبدو أن حتى الأندية الكبيرة تجد صعوبة بالغة في تطبيقها، رغم تقديم مسؤوليها في الكثير من الأحيان التزامات واضحة ومحددة، إذ أظهرت مجريات منافسات أربع نسخ احترافية، أن هناك صعوبات كبيرة في ضمان السير العادي للأندية أمام إكراهات الواقع الذي لا يرتفع، خصوصا أمام الخصاص المالي الفظيع الذي تعاني منه كل الأندية وبدون استثناء، وبالرغم من الدعم المالي القار الذي توفره الجامعة عن طريق عائدات النقل التلفزي والإشهار.
وإذا كانت الأندية الكبيرة تجد الطرق والوسائل التي تمكنها من التجاوز المؤقت للخصاص المزمن، في غياب الإمكانيات القارة التي تمكنها من مواجهة كل التحديات والالتزامات التي تنتظرها ولا تتحمل الانتظار أو التأجيل، فإن باقي الفرق تعاني الأمرين، والنتيجة مشاكل وخلافات تطرح ملفاتها بكثرة أمام أنظار الجامعة.
على هذا أساس، يطرح السؤال حول إمكانيات الفرق المتنافسة على الصعود لتلبية بنود وشروط دفتر تحملات البطولة الاحترافية، سؤال نطرحه بعيدا عن أي تحامل أو انحياز لهذا الطرف أو ذاك…