شاهد ما شافش حاجة يلعب بالنار

"شاهد" ما شافش حاجة يلعب بالنار !!

المغرب اليوم -

شاهد ما شافش حاجة يلعب بالنار

بقلم: جمال اسطيفي

عمت حالة من الغضب العارم في الإعلام التونسي ولدى السلطة الحكومية في البلد بعد أن قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" إعادة مباراة إياب نهائي أبطال إفريقيا بين الترجي والوداد بملعب محايد، خصوصا بعد إشارة "الكاف" في بلاغه إلى أن الأمور التنظيمية والأمنية لم تكن في المستوى.

لقد خرج يوسف الشاهد رئيس الحكومة التونسية ليوجه تحية للقوات الأمنية التونسية معتبرا إياها مثالا يحتدى به في العالم، وأن على من يشكك في أمن تونس أن يتحمل مسؤوليته، قبل أن يوجه تحية لجمهور الترجي على "انضباطه في المباراة الأخيرة"، ثم يشدد على أنه لن يسلم في حق الترجي وفي حق أي جمعية تونسية!!

هل سبق لكم أن رأيتم رئيس حكومة في أي بلد في العالم يشيد بجمهور بعض من فئاته رمت لاعبي فريق منافس بالقنينات وبكل ما توفر بين أيديهم، واعتدوا على لاعبين، بينما غادر الفريق نحو مستودع الملابس  القنينات تتهاطل كالمطر على اللاعبين، مما اضطر قوات التدخل السريع لتوفير حماية للاعبين ليدخلوا النفق المؤدي الى غرف اللاعبين!!

بعد خرجة الشاهد الانفعالية والشعبوية، خرجت جوقة من الإعلام التونسي غير المهني لتعتبر قرار "الكاف" إهانة لتونس ولأمنها،وشرع البعض دون استحياء وفي وسائل الإعلام العمومية في الهجوم  دون مبرر على المغرب وقيادته وشعبه، ولتتحول قرارات رياضية إلى أزمة سياسية أو هكذا أريد لها أن تكون !!

ردود الفعل المتشنجة هاته، غريبة، وليست مشرفة وتمثل إهانة لتونس الثورة التي قدمت دروسا حضارية وألهمت الكثيرين في العالم، فالتأويلات التي اعتبرت في القرار مسا بسمعة وأمن تونس مضحكة جدا، لأن لا أحد في حقيقة الأمر شكك في أمن تونس، كما أن الانفلاتات التنظيمية والأمنية المتعلقة بمباريات كرة القدم تحدث في الكثير من بلدان العالم، ومن بينها المغرب، فهل الانفلاتات التي حدثت بعد مباراة أولمبيك آسفي والكوكب المراكشي في الدوري المغربي، وخصوصا ما جرى بعد المباراة، يعني أن الوضع الأمني في المغرب غير مستقر !؟

إنها وقائع تحدث هنا وهناك، وهي من المخاطر التي تحدق بمباريات الكرة، لكن المشكل هو إذا تحولت إلى قاعدة ولم تعد استثناء.

لقد تابع العالم كيف تم نقل إياب نهائي الليبيرتادوريس بين الريفر بلايت والبوكا جونيورز إلى مدريد بعد أن رافق المباراة الكثير من الجدل، و تقاطع الشغف مع الشغب والتعصب الكروي، بل  ووصل الأمر بالرئيس الأرجنتيني اوريسيو ماكري، ليصرح قبل المباراة بأنه كان يتمنى لو أقصي أحد الفريقين حتى لا يلتقيا في النهائي.

ولقد سبق لمباريات في فرنسا وإسبانيا أن تم إيقافها بسبب الظروف الأمنية، وقد حدث ذلك في مباراة بين ليون ومارسيليا وبين ريال مدريد وسوسيداد، فهل خرج رؤساء حكومات هذه البلدان ليشجبوا ويستنكروا، وهل دخلت  صحافة هذه الدول في حملة تجييش وشحن وهل تم استغلال ذلك في حملات انتخابية سابقة لآوانها و هل اعتبروا ان قرار التوقيف يعد إهانة لسمعة فرنسا وإسبانيا وتركيا وتشكيكا في أمنها، وأن تأجيل المباريات خط أحمر !؟

إننا أمام ملف رياضي ومن حق كل طرف أن يدافع عن موقفه، وأن يعرض حججه وأدلته ويتسلح بالقانون، لا أن يتسلح بالفوضى  والانفعال والحملات الإعلامية المغرضة، التي تدار برداءة من اشباه الإعلاميين..

هناك قواعد وقوانين وحسابات لابد أن تدار في ملعب الرياضة لا خارجه، وعندما تتفرغ حكومة لمباراة في كرة القدم، ويعقد رئيس الحكومة لقاء مع مسؤولي الفريق قبل المباراة ثم يكلف وزيرة الشباب والرياضة بزيارتهم ورفع معنوياتهم، فإن ذلك في واقع الأمر يعكس فراغا قاتلا للمسؤول الحكومي، وقد يتحول إلى "شاهد ما شافش حاجة".!!

التاريخ يسجل ولا يرحم، وعندما يصبح اللا معنى هو سيد القرار وهو الذي يملأ المشهد، فإن الأمر يتعلق بمنحدر سحيق جدا، تكلفة الخروج منه ستكون صعبة..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاهد ما شافش حاجة يلعب بالنار شاهد ما شافش حاجة يلعب بالنار



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya