إدارة البؤس والإقصاء

إدارة البؤس والإقصاء

المغرب اليوم -

إدارة البؤس والإقصاء

بقلم - بدر الدين الإدريسي

إلى متى سنظل واقفين على قارعة الإقصاءات نتفرج بحسرة على منتخباتنا السنية وهي تفرم من أول الأدوار؟ إلى متى ونحن نقيم حائطا للمبكي ونصرف جداول من التشكي ولا نحمد الله إلا لأنه أعطانا نعمة النسيان؟

أما فاض الكأس؟ أما بلغ السيل الزبى؟ أما آن الاوان لكي نخرج من صمت القبور ونكشف عن الحقائق الموجعة والمحشوة في لفيف من التحججات والأعذار؟

رصدت مثلكم الإقصاء المحزن للمنتخب الوطني لأقل من 17 سنة من دور المجموعات لكأس إفريقيا للأمم بطانزانيا، وقد تذيل مجموعته بنقطة وحيدة حصدها من تعادل أمام السنغال، أعقبته هزيمتان أمام المنتخبين الكامروني والغيني، وأجد أن حصر الإقصاء وحده في التشكك من أعمار لاعبي المنتخبات الواقعة جنوب الصحراء، برغم ما أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، تطور بتحريض من الفيفا آليات لضبط التجاوزات باستعمال الكشف بالرنين المغناطيسي، أجد تعليق الإقصاء المر لمنتخب ظنناه سيحجز له مكانا في المونديال بعد عبوره المتألق لحاجز التصفيات على مستوى شمال إفريقيا، على شماعة التحايل على أعمار اللاعبين إن وجد فعلا، هو نوع من تسويق الوهم لأنفسنا ونوع من الهروب للأمام، لأن ما دلتنا عليه المباريات الثلاث التي شاهدناها لهذا المنتخب في كأسه الإفريقية بطانزانيا، هو أن هناك خللا كبيرا في منظومة التكوين بمختلف أبعادها الرياضية والبدنية والذهنية، خلل يترجم بكون لاعبينا تحت أي ظرف، لا يستطيعون ربح النزالات الثنائية بمختلف أجناسها، ومن لا يقدر بمنطق كرة القدم على ربح النزالات فلا خير يرجى منه.

وعندما يكون هذا الإقصاء الملعون هو لازمة المنتخبات الوطنية السنية ذكورا وإناثا وهو مشتركها القبيح، برغم ما هو مرصود لها من إمكانات مالية ولوجيستية تفوق بكثير ما هو مرصود لغيرها من المنتخبات جنوب الصحراء، فإننا نقف بالفعل على إفلاس منظومة الإشتغال، وأكثر من ذلك نقف على أن هناك ضرورة لكي نفرغ الإدارة التقنية الوطنية من كل الذين عمروها لخمس سنوات، ونبحث عن أطر أخرى تتطابق بالكامل مع ما هو منتظر من الإدارة التقنية الوطنية التي كنت شخصيا من الذين نادوا بمأسستها، لكي تضطلع بالأدوار الموكولة إليها في بناء كرة قدم الغد التي يستطيع بها المغرب التفوق قاريا ليضمن الحضور على المسرح العالمي.

وإذا كانت الأمانة العلمية تقتضي، أن نعترف للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبخاصة لرئيسها السيد فوزي لقجع أنه فعل بالكامل ما جاء به برنامجه الإنتخابي، بأن مأسس الإدارة التقنية الوطنية، وبأن رصد لها ما لم يرصد لها في أي من الأزمنة الماضية من إمكانات مالية، إلى الحد الذي أصبحت معه تضاهي في موازنة التسيير وفي حجم المشتغلين من أطر، إدارات تقنية لدول متقدمة كرويا، فإن ذات الأمانة تقضي بالإعتراف أن رئيس الجامعة وقد انقضت السنوات الأربع للإدارة التقنية الوطنية، ومخافة أن يقيم حكم قيمة بعيدا عن أساليب الإفتحاص العلمية، نصب مكتبا للدراسات قلب دفاتر ال «دي تي إين» ودقق في مخطط العمل تم قيم الكل من منظور النتائج، ليتوصل إلى أن الإدارة التقنية لم تنجح في تنزيل الإستراتيجية ولم تتوفق في بلوغ الأهداف، بل إن المنتخبات الوطنية السنية كاملة لم تحقق أي شيء يذكر قاريا أو عالميا وهذا هو أم الإخفاقات.

ورغم ما كان لي من مؤاخذات على منظومة الإشتغال بخاصة في مجال تكوين الأطر التقنية، وعلى آليات الإنتقاء والإختيار، وقد أحدثت على الهامش جدلا حادا، إلا أن ما تجنيه منتخباتنا السنية من خيبات ومن إقصاءات مرده أولا، إلى أن الإدارة التقنية الوطنية، تشتغل في طرق تشكيل المنتخبات السنية وفي تأطيرها على أسلوب تكويني بمقاسات أوروبية ليس لها أي علاقة بالجوانب المورفولوجية والتقنية والرياضية للاعبين الأفارقة، ومرده ثانيا إلى أن كل منتخباتنا السنية أصبحت تتشكل في غالبيتها من لاعبين مغاربة يجري تكوينهم بأندية أوروبية في طقوس مختلفة كليا عن تلك التي تتميز بها إفريقيا، بل إن الإدارة التقنية الوطنية بدل أن تكتف وجودها بمختلف جهات المملكة، من خلال مدراء جهويين من ذوي القدرة على الإستكشاف، لانتقاء لاعبين بمقاسات إفريقية، ذهبت إلى استئجار مجموعة من المناديب بأوروبا ليأتوننا بلاعبين غير مؤهلين ذهنيا وبدنيا للعب بأدغال إفريقيا.

لا تستطيع الجامعة أن تستهلك وقتا أكثر من الذي استهلكته، لتكشف عما يمكن وصفه بالقرار الحاسم والإستراتيجي بشأن الإدارة التقنية الوطنية، وقد حصل الإقتناع الكامل لدى رئيس الجامعة أنه لابد من إعادة توزيع الأوراق على الطاولة والبحث لهذه الإدارة عن ربان وملاحين جدد.

عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة البؤس والإقصاء إدارة البؤس والإقصاء



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya