ليلة الرجاء

ليلة الرجاء..

المغرب اليوم -

ليلة الرجاء

بقلم : جمال اسطيفي

كان متوقعا أن يخوض الرجاء مباراة صعبة في ذهاب نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أمام فيتا كلوب الكونغولي، بيد أنه لم يكن متوقعا بالمرة أن يجعل الرجاء المباراة سهلة، وأن يتسيدها من بدايتها إلى نهايتها، وأن ينهيها متفوقا بنتيجة لا تقبل الجدل، ثلاثية دون رد.

لقد فعل الرجاء بفيتا كلوب الكونغولي، ما لم يفعله به أي فريق آخر هذا الموسم، فقد مارس عليه ضغطا عاليا، جعل لاعبي فيتا يشعرون بالاختناق، وعندما كان الرجاء ينتقل إلى الهجوم فإنه كان يفعل ذلك بسرعة دون تسرع، مع تنويع في الأداء والهجمات، وتناقل للكرة جعل كعب الرجاء عاليا في المباراة.

وحتى عندما أضاع لاعبو الرجاء سيلا من الفرص السانحة للتسجيل في الجولة الأولى، فإنهم حافظوا على رباطة جأشهم، وبقي المدرب غاريدو واثقا في مجموعته التي وجدت الطريق سريعا للشباك، إذ في عشرين دقيقة أنهى الرجاء كل شيء، وأحرز ثلاثة أهداف (اثنان بواسطة سفيان رحيمي في الدقيقتين 47 و61) والثالث من ضربة جزاء أحرزها محمود بنحليب.

كان بمقدور الرجاء وقد تبقت 25 دقيقة من الجولة الثانية الزيادة في غلة الأهداف، خصوصا أن المنافس أكمل المواجهة بنقص عددي، لكن لاعبي الرجاء لم يفعلوا ذلك، فقد وجدوا أنفسهم منقادين للحفاظ على النتيجة بدل تعميق الفارق، وحسم كل شيء في الدار البيضاء.

في المحصلة النهائية فاز الرجاء لأن أداءه الجماعي كان في أرقى مستوياته، ولأن بعض اللاعبين تخلوا عن النرجسية، فقد كانوا يعرفون أن الحافز كبير وأن خلفهم جمهور لا يعرف الملل، وأيضا لأن أغلب لاعبي الرجاء يتميزون بالسرعة والمهارة الفردية، لذلك، عندما كانت تمر بالفريق أوقات حرجة، كان الأداء الفردي ينبعث لينعكس على الأداء الجماعي، وقد فعل ذلك حذراف والحافظي وبنحليب والرحيمي وبوطيب ومابيدي..

وقد اتضح والرجاء في هذا المستوى العالي أن حاجة الفريق ملحة للاعب ارتكاز يعوض السنغالي نياسي، الذي برغم اجتهاده الكبير وسعيه لأن يكون في الموعد، إلا أنه ليس في مستوى بقية لاعبي الفريق، وقد كان الرجاء محظوظا لأن مدرب فيتا لم ينتبه إلى الثغرة الكبيرة التي كان يخلفها الأداء الأرعن لنياسي.

لقد استحق الرجاء الفوز، وقد فعل ذلك بجدارة، وبكبرياء الفرق الكبرى.

وللأمانة فالرجاء منذ مشاركته في الموندياليتو ووصوله إلى النهائي أمام بايرن ميونيخ الألماني، لم يظهر بهذا المستوى وهذا الأداء المبهر.

أما الجمهور فقد كان ملهما، وشكل قوة دفع للاعبي الفريق، وضغط بكل السبل على المنافس الذي وقع لاعبوه في فخ الارتباك، وتضييع الكرات.

لقد ملأ مدرجات الملعب ساعتين قبل انطلاقة المباراة، وعندما دقت ساعة الصفر، كان في الموعد الكبير، وساهم في كتابة واحدة من أجمل ليالي كرة القدم المغربية.

 

اليوم وقد قطع الرجاء نصف الطريق، ما هو المطلوب حتى يعود باللقب من كينشاسا؟.

بلاشك لن ينزل الفريق الكونغولي يديه، وسيدافع بشراسة عن حظوظه في التتويج، وقد بدأت فعلا تسخينات مباراة

الإياب في وسائل الإعلام الكونغولية.

في كرة القدم ليس هناك مستحيل، وليس هناك مباريات تحسم قبل إجرائها، ويملك مدرب فيتا كلوب الكثير من الوقائع ليحشد بها همم لاعبيه.

وفي المقابل فإن مدرب الرجاء خوان كارلوس غاريدو، يعرف ما ينتظره بالكونغو، ولهذا السبب فإنه تفاعل مع الفوز بحذر، إذ عبر عن سعادته به، لكنه دعا إلى تأجيل الاحتفال إلى ما بعد إكمال المهمة في مباراة الإياب.

سيكون على لاعبي الرجاء وكل منظومة العمل، أن يضعوا الفوز الكاسح ذهابا خلف ظهورهم، وأن يركزوا على مباراة الإياب، وأن يخوضوها كما لو أنها مباراة من تسعين دقيقة.

ألف مبروك للرجاء فوزه في الذهاب، لكن لابد من التسلح بالحذر دون إفراط أو تفريط، ولابد أن يحافظ الجميع على القوة الذهنية في مباراة الإياب حتى يتوج الفريق باللقب، ويبقي الكرة المغربية في دائرة التتويج القاري للسنة الثانية على التوالي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليلة الرجاء ليلة الرجاء



GMT 13:57 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تهديدات كلوب وقوة الاتحاد الإنجليزي!!

GMT 05:51 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة الرياضة !!

GMT 08:03 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اعتزال بنعطية

GMT 17:28 2019 الجمعة ,27 أيلول / سبتمبر

البيانات ليست كافية لمحاربة الإجرام الرياضي؟

GMT 13:19 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

دفاعا عن الحق !

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya