بقلم - حسن علي
فرح الشارع الرياضي الخليجي بعودة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، والتي ستحتضنها دولة الكويت الشقيقة 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بعد رفع الإيقاف الدولي عن الكويت؛ لما تمثله هذه البطولة من أهمية كبيرة ومكانة لدى جميع أبناء المنطقة منذ انطلاقتها في البحرين لأول مرة عام 1970.
وقرار مشاركة البحرين والإمارات والسعودية يعتبر شجاعًا في ظل الأزمة السياسية الراهنة مع قطر، وإيجابيًّا لأنه يفصل الرياضة عن السياسة وهو ما تنادي به القيم والمواثيق الأولمبية.
ولكنني أخشى بأن تتأثر كأس الخليج بالتصدع الحاصل في البيت الخليجي، وأن تكون ساحة للتجاذبات والتراشقات والتصادمات وتصفية الحسابات عن طريق وسائل الإعلام، فهناك أسئلة كثيرة تدور في مخيلتي، ماذا لو وجّه مايكروفون قناة “بي ان سبورت” أو “الكاس” القطريتين لأحد لاعبينا أو إداريينا في البطولة؟ هل سيسمح لهم بالتصريح أم المقاطعة؟ وهل ستقوم قنوات الطرف الآخر بإجراء لقاءات مع القطريين؟ كيف سيتم توزيع حكام البطولة؟ وهل يمكن تكليف حكم بحريني أو سعودي أو إماراتي لإدارة مباراة فيها المنتخب القطري طرفًا أم سيتم الاستعانة بحكام أجانب؟
لو رفض لاعب بحريني أو قطري أو إماراتي التصريح للقنوات القطرية، والعكس صحيح؛ فإن ذلك سيكون مثار جدل وانتقادات ومشاحنات في وسائل الإعلام وتحديدًا البرامج الحوارية والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي التي دائمًا ما تبحث عن الإثارة بدلاً من التركيز على الجوانب الفنية في بطولات كأس الخليج، وهذا من شأنه أن يزيد من حدة التوتر والاحتقان بين أبناء الخليج الواحد، وهو ما لا نتمناه إطلاقًا لتظل بطولة كأس الخليج ملتقًى أخويًّا يجمعنا ولا يفرقنا.
ولتفادي تلك المواقف يجب أن تكون هناك رؤية وحكمة مع هذه الاحتمالات، وأن نتعامل معها بواقعية، ولا تكون مجرد افتراضات غير واردة الحدوث، وهنا بالطبع يبرز دور الأشقاء الكويتيين في وضع اللوائح والنظم التي تؤدي إلى إخراج البطولة إلى بر الأمان للحفاظ على لحمتنا الخليجية، فمهما بلغت حدة الخلافات فنحن على يقين تام بأن الزمن كفيل بطيِّ هذه الصفحة القاتمة من تاريخ مجلس التعاون الخليجي لنفتح صفحة جديدة مشرقة دون التهاون بأمننا واستقرارنا طبعًا