يوسف أبوالعدل
قبل عشر سنوات من الآن تقريبا، اعتدى حكم من المالاوي اسمه روبيرت نغوسي، على فريق الرجاء الرياضي في إياب مباراته ضد بيترو أتليتيكو الأنغولي في مواجهة عن عصبة الأبطال الأفريقية، ما جعل العديد من لاعبي الفريق الأخضر يخرجون عن النص ويعتدون على الحكم بعد صافرة النهاية أبرزهم محسن متولي، والمرحوم زكرياء الزروالي، الذين رصدتهم كاميرات القنوات الأنغولية يعتدون بالرفس على الحكم المالاوي، الذي "قتل" الرجاء في المباراة وأقصاه من المسابقة عن سبق إصرار وترصد، قبل أن تخرج "الكاف" مباشرة بعقوباتها في حق اللاعبين إذ أوقفت متولي لستة أشهر، فيما تعرض المرحوم الزروالي لتوقيف مدته سنة كاملة أثرت على مساره الكروي.
تذكرت هذه الواقعة هذا الصباح بسبب إصدار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عقوباته في حق لاعبي الصفاقسي التونسي، الذين اعتدوا على طاقم تحكيم سينيغالي بأكمله الذي قاد مباراتهم الأخيرة ضد النهضة البركانية برسم نصف نهائي "الكاف"، إذ رغم أن "الهجوم" كان جماعيا وهمجيا ولم يسلم منه حتى رجال أمن هذا البلد، ورصدته أعين كاميرات المغرب وتونس و"بيين" القطرية إلا أن لجنة التأديب في "الكاف" أصدرت عقوبات نعتبرها مخففه بحجم الاعتداءات التي شهدها الملعب البلدي ببركان، إذ تم توقيف كلا من وسيم هنيد و حسام دقدوق وأيمن الحرزي، لأربع مقابلات من بينها واحدة مؤجلة التنفيذ.
بين عقوبة متولي والزروالي قبل عشر سنوات والثلاثي الصفاقسي تظهر قوة النفوذ التونسي في دهاليز "الكاف" إذ ورغم مرور السنين لازالت الكرة التونسية تحظى بقوة صوتها وأعضائها في أعلى أجهزة الاتحاد الأفريقي وكيف لا وممثلها طارق البوشماوي، رئيس لجنة المسابقات يدافع عن أندية ومنتخب وطنه بكل ما أوتي من قوة وذلك من حقه، بل هدفه بات أكبر من ذلك فالرجل يخطط للهيمنة على الكرة الأفريقية من خلال الإطاحة بالرئيس الملغاشي أحمد أحمد وإزاحة المغربي فوزي لقجع من الطريق، باعتباره أبرز منافسيه على الريادة التسييرية للكرة في القارة السمراء.
لا يهمنا تربصات الآخرين بقدر ما يفرض علينا كمغاربة التركيز على تقوية مناصبنا في "الكاف" وهو ما يشتغل عليه فوزي لقجع منذ مدة، فرئيس الجامعة بات ملزم عليه أكثر من أي وقت مضى أن "يحضي راسو" لكون كل الأعين باتت مرصدة عليه وعلى المغرب، خاصة في ظل التوهج الكروي الأخير للأندية والمنتخب الوطني، فلا يمكن أن يرى "توانسة" والمصريين" وجيران آخرين، ناديين مغربيين في نهائي "شامبينسليغ" و"الكاف" والرجاء حائز أخير على "الكاف" والسوبر" ويهنئ لهم بال، فالكواليس التسييرية لجيراننا انطلقت في الاشتغال، لكن هيهات فالمغرب الكروي تغير منذ زمان، لأن سياستنا تتجه بحكم الكرة في الميدان وخارج الميدان إن تطلب الأمر ذلك.