بقلم - يوسف أبوالعدل
كان "ديربي" الرجاء والوداد البيضاويين، الوحيد الذي يستنفر رجال الأمن والدرك والمغاربة عامة، خوفا من مباراة ليس ككل المباريات، تستلزم حضورا واستباقا أمنيا مهما لمرور المواجهة بأخف الأضرار، ما جعلنا نعيش لسنوات على إشاعة "الكومبينغ" بكون اللقاء "مخدوم" ومعروف نتيجته بتعادل الفريقين، وما اللاعبون سوى أدوات لمخطط هندس من قبل من طرف أصحاب القرار. مساحة الشغب مؤخرا توسعت في خريطة الكرة المغربية، مع تكاثر "الديربيات" و"الكلاسيكوهات" في السنوات الأخيرة، فلم يعد "ديربي" العاصمة الاقتصادية الوحيد الذي يستنفر الأمن، بل تدبيره بات ميسرا على "كلاسيكو" الشمال بين اتحاد طنجة والمغرب التطواني، أو "الشرق" بين النهضة البركانية والمولودية الوجدية، و"الجنوب" بين أولمبيك أسفي والكوكب المراكشي، دون نسيان مباراتي الجيش الملكي مع قطبي الدار البيضاء، وما الصور والأحداث المؤسفة التي تصلنا قبل وأثناء وبعد هاته المباريات، ينذر بـ"فيروس" كروي خطير ينخر المدرجات المغربية، ومن الضروري التصدي له قبل فوات الآوان، ووقوع كارثة مماثلة لما حصل في العديد من "كلاسيكوهات" و"ديربيات" العالم التي راح ضحيتها العشرات، فقط لجمهور يرغب في ريادته للكرة والمنطقة في البلد الذي ينتمي إليه بأي شكل من الأشكال، وتمرير خطابات بكونهم أفضل "رجالة" في الوطن الذين يعيشون فيه. دور الأمن مهم في قيادة سفينة هاته المباريات وإيصالها لبر الأمان، وذلك بضرورة وضع العدد الكاف من موظفيه لتأمين المواجهات، وصناعة خطط محكمة لوصول ودخول وخروج الأنصار من الملاعب وجعل هذا أولى الضروريات لكسب الرهان، لكن على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أيضا لعب دورها التوعوي في الموضوع وأن لا تظل ذلك القاضي الذي يتابع فقط ويضع عقوبات "الويكلوهات" والغرامات المادية على الأندية، بل مفروض عليها عقد مناظرات تخص الموضوع والمجال، لكون أهمية "الشغب" باتت توازي اللقاءات التي احتضنها قصري المؤتمرات في الصخيرات ومراكش. لها علاقة بما سبق: الصحافة هي الأخرى لها دور كبير في توعية الجمهور، والابتعاد عن مصطلحات تشحن الأنصار، الذي لا يعلم ما خلف السطور، لكنه يقرأ ويسمع ويرى "طبول الحرب تدق قبل الديربي" بمنطق العداوة وليس الروح الرياضية، هاته الأخيرة التي من أجلها اخترعت كرة القدم والرياضة عامة.