الوداد نسخة من ريال مدريد

الوداد نسخة من ريال مدريد

المغرب اليوم -

الوداد نسخة من ريال مدريد

بقلم: منعم بلمقدم

صعب أن تكون في القمة ويطلبون منك أن تنزل لمن هم دونك تحت، أن تكون سابحا في الخيال العلمي ليخبروك أنك وصلت لمحطة الواقع بكل ألوان الظلمة المسيطرة عليه، بل أن تكون نجما متابعا فيخبرونك أن دورتك انتهت وستعود لتلعب دورك كأي كومبارس عادي، هذا هو واقع الوداد اليوم مع البطولة، واقع فريق تعايش لأشهر مع مسابقة الأبطال الإفريقية بكل الصخب المرافق لها، بكل الضجيج الذي تثيره وبكل المتابعة التي تحظى بها إعلاميا وجماهيريا.
لاعبو الوداد تحولوا لسوبرمانات ولنجوم فوق العادة باحتلال صدارة الصحف وعناوينها العريضة واحتلال المواقع الإلكترونية، وكيف لا يكونون كذلك وقد تسيدوا القارة وقد قطعوا رأس صنداونز وكفنوا زعيم الكرة الجزائرية واقتلعوا قرن فريق القرن بمصر وفجأة وجدوا أنفسهم يواجهون وادي زم والراسينغ، وفي ملاعب خالية على عروشها بعشب اصطناعي رديء.
ما حدث للاعبي الوداد كمن كان يحلم حلما ورديا جميلا واستفاق على كوشمار مرعب، لذلك نلمس انفصام الشخصية الذي وقع لهم وكيف استحال عليهم مطابقة هويتهم الإفريقية الفريدة من نوعها في مباريات البطولة التي خاضوها لغاية الآن وهم في حالة احتباس حتى لا أقول إشباع يحتاج صاحبه لعلاج قوي بالصدمة كي يستفيق ويعود لنفس إيقاعه السابق بنفس الريتم.
وما حدث مع الوداد حتى لا نتهم اللاعبين بالعقلية الهاوية التي تفشل في البقاء لفترة في القمة، حدث مع أكبر الأندية العالمية ولعل ريال مدريد ولو أن المقارنة قد لا تروق البعض هو الدليل الشافي لغليل كل من استعصى عليه فهم ما يجري بالقلعة الحمراء.
ريال مدريد وهو يتسيد أوروبا بالعصبة رقم 12 وللسنة الثانية تواليا وبسطوته على الجميع وتكريسه لمنطق التفوق في مباراة السوبر الأوروبي أمام مانشستر يونايتد وعودته 4 أيام بعد ذلك ليدهس برشلونة بـ 5 أهداف وبفريق من الإحتياطيين في سوبر إسبانيا، قال عنه البعض أنه الفريق الذي لن يقهر والفريق الذي سيصطاد الجميع و سيدهسهم بلا رحمة.
ما حدث بعد هذه الهلامية التي طبعت أداء الريال كان صعبا على البعض تصوره، بأن فشل الفريق بفيلق نجومه و أرمادة نفس اللاعبين الذين بلغوا كل هذا المجد في الفوز على فرق من طينة ليفانطي و بيتيس وسقط أمام خيرونا و تعادل من فالنسيا بملعبه.
إنه التجسيد الأقرب للمقارنة لفهم ما يجري مع الوداد ولاعبيه من أنه حين تقع حالة الإشباع وبلوغ القمة ونصف الكمال حتى لا أقول الكمال لأن الكمال لله وحده، لا بد وأن تعقبها دورة فراغ واحتباس يصعب على أي مدرب تفريغه وإيجاد السبل الكفيلة بتليينه لأن الحافز يتغير والشعور يتغير والسياق يتبدل، ويشعر لاعب أنك نزلت به من السدرة العالية لتهوى به في جب سحيق مظلم.
المسألة إذن ليست مرتبطة لا بلاعبين ولا بعموتا لأنهم نفس اللاعبين ونفس عموتا الذين وقعوا على مباريات خرافية وبروح انتصارية عالية قبل فترة قليلة من الآن في عصبة الأبطال.
غير مقبول أن يرمى بنشرقي بسهام النقد أسبوعا على رميه بالورد، وغير مقبول تبخيس قيمة الحداد ووصفه بالمحدود وهو الذي لعب بالقلب والروح وبسخاء كبير في عمق الأدغال، ومستحيل وصف عموتا بالخواف والمدرب الطالياني لأنها هي نفس الوصفة التي استعملها بالأمس بالعصبة وقادته لتلجيم البدري وتحنيط بول بوت وغيرهم وفرضت على منافسيه رفع قبعة الإحترام والتقدير له.
البعد السيكولوجي والحاجة لدماء جديدة تتدفق في شريان الوداد ولترويض ذهني للاعبين، هي الحلول الكفيل بعودة الحمراء لعنفوانها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوداد نسخة من ريال مدريد الوداد نسخة من ريال مدريد



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya