إلى السيِّد عزيز العامري

إلى السيِّد عزيز العامري ..

المغرب اليوم -

إلى السيِّد عزيز العامري

بقلم - أيوب رفيق

لم أُقرِّر مراسلتك إلاَّ والصَّبر قد نفَذَ، وشُحُنات السُّخط والامتعاض قد بلغت مَدَاها، ليْس من زاويتي فقط، كإعلامي يسيئه أن يُعاني ويئِنَّ فريقٌ من قيمة ووزن الجيش الملكي، وإنَّما كذلك من مُنطلق استِنْفاذ الجماهير العسكرية لكافة وسائل التّعبير، وهي التّي أدْمَنت حناجِرُها أن تصدح مُندِّدةً، وشاجبةً، ومُستنكرة ما يقع داخل بيت "الزعيم".

أدْري أنك لست المسؤول الوحيد عما يشوب النادي من ضيْقٍ للأُفق، وغيابٍ للرؤية، وما إلى ذلك من مظاهر وتجلّيات لا تُنذِرُ بمستقبلٍ مُشرق، لكنّك في جميع الأحوال في دفَّة القيادة، وتملك المفاتيح التّقنية والبشرية والتكتيكية لقيادة الكتيبة العسكرية، دون أنْ يثْبتَ تعرُّضك لأية إملاءات أو ضغوطات.

لم تكُنْ لتوجد في فوهة البركان، ومرمى الانتقادات، لو لم تبنيَ أوهاماً أمام الأنصار والمسيرين، وترفع سقف الطُّموحات، وتُشدِّدَ على أن الألقاب ستكون حليفةً للفريق، في الموسم المنصرم، عِندما تُتاح لك جميع الصلاحيات المرتبطة بالجانب البشري في الميركاتو الصيفي.

وذلك ما كان، فقد بتَرْتَ التركيبة البشرية، وجرَّدتها، من أسلحتها ومخالبها، وعوّضْتها بانتدابات تُبرهن يوماً بعد يوم على فشلها، لتأتي في الندوة الصحفية التي تلت مباراة ذهاب نصف نهائي كأش العرش أمام الرجاء الرياضي، دون أن يرِفَّ لك جفنٌ، وتلوم إدارة الفريق لعدم ضم لاعبين مثل لامين دياكيتي وكريم البركاوي، رغم أنك هَنْدَستً الصفقات من ألفها إلى يائها.

وأنْتَ منُتشٍ بلقبك مع المغرب التطواني، رُحتَ تستهزئ بالنمط التكتيكي لجوزيه مورينهو، وصنَّفْتهٌ في عِداد "الجاهلين" وغير الملمين بالمستديرة، بل أمْعنت في إبداء اشمئزازك من الأسلوب القائم على الركون للخلف واعتماد الكرات الطويلة، قبل أن تتخلَّى عن مبادئك، وتستقر في المقابلة الأخيرة أمام الرجاء على نهجٍ قِوامه التّحفظ والخجل الهجومييْن.

هالَني وأنا أشاهد لقاء يوم أمس، كيف ناقشت مجريات المباراة بنزعة دفاعية قاتلة، كأن التعادل يعْبُر بك إلى المقابلة النهائية، رغم أنك طالبت الأنصار بالتحلي بالصّبر، وأكدت لي شخصياً في حوارٍ أن تشرُّب اللاعبين لأسلوب التمريرات القصيرة يتطلّب في المتوسط 70 حصة تدريبية، وها أنت تُراكم عشرات الحصص التدريبية، لكن بنتائج سلبية وأداء بشِعٍ للغاية في آخر المطاف.

لا مناصَ من القول بأنك اقترَفْت أخطاء فنّية وحتى بشرية في جملة من المباريات، وبشهادة الخبراء والتّقنيين، لكنكَ لم تكتفِ بذلك، بل لم تجد ما تُعلِّق عليه شمّاعة فشلك وعجزك في مقابلة الرجاء ذهاباً، إلا لاعبٌ شابٌ لا زال يؤسِّس للنضج، وتُحمِّله مسؤولية الهدف الذي تلّقته شباك الفريق.

يغيب عن عِلمْكَ رُّبما أن اللاعبين الشباب يحتاجون إلى "بيداغوجية" وتعامل من نوع خاص؛ وهم الذين لم يُتمموا بعد لبِنات الثِّقة، لكنك ذهبت على نقيض ذلك لتُجْهِزُ على المناعة الدِّهنية لأيوب العملود، وتُسرِّب الشكَّ والارتياب في نفسه، قبل أن يضطلع الخصوم والمنافسين بهذه المُهمة.

في قاموس جوزيه مورينهو، الذي تمْقُتُه بشِدّة، وغيره من المدربين العمالقة، لا تتواجد سوى كلمات الشحَّن والتعبئة والتحفيز في خطابهم الموجه إلى لاعبيهم، وكم من مُناسبة نقرأ فيها تصريحا لهم يقولون فيه إن أحدًا من لاعبيهم الأفضل في العالم، رغم هذا الجانب محسوم فيه بالإجماع.

لا أدري إنْ كانت هذه العبارات ستَبْلُغك، وستتناهى إليك، فهي في آخر المطاف ليست سوى تجسيد لما يعتمل وتجيش به مشاعر الجماهير العسكرية، وعُصارةٌ لما يملؤ به أنصار "الزعيم" جدرانهم الفايسبوكية، وينثرونه على باقي المواقع الاجتماعية، في محاولةٍ منهم لتفريغ جرعات الاستياء التي تستحوذ عليهم.

هي كلمات وآراء قد يحتمل جزءٌ منها الصّواب والخطأ، غير أنها تنطوي على ما يمكن به أن تُرمِّم منهجيتك، وتُقوِّمَ نمط اشتغالك، قبل فوات الآوان، وقبل انتهاء موسم الجيش الملكي مبكراً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى السيِّد عزيز العامري إلى السيِّد عزيز العامري



GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

جيرار على طريقة لويبيتيغي

GMT 09:47 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح بموشحات أندلسية

GMT 12:56 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عبد السلام حناط رجاوي عريق في قلب كوكبي أصيل!

GMT 11:09 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

البنزرتي مرة أخرى

GMT 13:09 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد..أزمة نتائج أم أزمة تسيير ؟

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya