الوداد العالم بين يديك

الوداد.. العالم بين يديك

المغرب اليوم -

الوداد العالم بين يديك

بقلم - بدر الدين الإدريسي

لا يجب أن يخامرنا أدنى شك في قدرة الوداد البيضاوي وهو يقبل على المشاركة لأول مرة في كأس العالم للأندية بالإمارات العربية المتحدة، على كتابة صفحة جديدة من التاريخ، تاريخ الفرسان الحمر الذين طالما حلموا بالخطو في دروب العالمية، وتاريخ كرة القدم الوطنية التي كان لها نيزك جميل أرسلته في سماء المونديال بالمشاركة الأنطولوجية للرجاء البيضاوي في نسخة 2013 وتاريخ كرة القدم الإفريقية التي تهفو إلى ما يعزز إنجازاتها الرائعة بالوصول للمرة الثالثة لنهائي المونديال، بعد مازيمبي الكونغولي والرجاء البيضاوي.
يكبر اليقين والثقة في أن الوداد متحفز، طموح بل وشغوف للقبض على اللحظة الجميلة، لأن الوصول لكأس العالم للأندية وحده يغذي الخيال ويشحن البطاريات ويحفز للسفر بعيدا، لذلك فإن المتوقع أن يكون الوداد في مواجهته لنادي باتشوكا المكسيكي يوم السبت القادم برسم الدور ربع النهائي، معبئا معنويا لكي ينجز المهمة الأولى على درب المجد، لطالما أن التعبئة الذهنية هي المقوم الأساس لبناء المنظومة التكتيكية التي يفترض أن يكون الحسين عموتا قد عدلها بحسب ما ترسخ لديه من قناعات بعد معاينة الفريق المكسيكي.
بالطبع فإن باتشوكا المكسيكي القادم للإمارات محملا بمسؤولية تشريف الكرة المكسيكية والكرة الأمريكية الشمالية، سيكون هو الآخر متحفزا لجعل المونديال حدثا يتفاخر به المناصرون، وكما حال الوداد، سيكون بطل "الكونكاكاف" تواقا لكي يحسم الموقعة لصالحه ويضمن له مكانا بين مربع الأقوياء، لذلك فإن المتوقع أن تكون المباراة مسرحا لصراع تكتيكي قوي وضار، ستبرز فيه براعة كل مدرب في توجيه القدرات الفردية والجماعية لفريقه لكسر نظام لعب المنافس، مع ما يوجد من إختلافات في الثقافة التكتيكية بين لاعبي الفريقين، ومع ما يوجد من تباعد في الموروث الكروي الذي يحدد شكل التعاطي مع خصوم من خارج المحيط الكروي القاري.
وبرغم ما يجري الحديث عنه، من أن كرة القدم هي لغة كونية، وأن القواسم المشتركة كثيرة جدا برغم اختلاف الطبائع والعادات وحتى التقاليد الكروية، إلا أنه ستوجد في نزال الوداد وباتشوكا المكسيكي بعض النصوص البيضاء في الكتاب التكتيكي للمباراة، سيكون عموتة مدعوا لأن يسبق منافسه المكسيكي في قراءة تلك البياضات بهدف القبض على مفاتيح المباراة من بدايتها.
ويجدر بنا أن نؤكد على أن الكرة المكسيكية الممثلة في مونديال الأندية، هي الأرقى والأجمل بين كرات القارة الأمريكية الشمالية الوسطى، بل إنها تتفوق على أثرياء الولايات المتحدة الأمريكية بسبب أنها شكلت لنفسها هوية كروية ذات النزعة اللاتينية أضافت لها الكثير من التوابل الساخنة والمتمثلة في سرعة الأداء وفي درجة التركيز العالية، وبمجرد إلقاء نظرة سريعة على سجل أبطال دوري "الكونكاكاف"، سنجد أن هناك هيمنة للأندية المكسيكية، ذلك أن باتشوكا يأتي ثالثا في ترتيب أكثر الأندية نيلا للقب القاري، بحصوله على خمسة ألقاب ويتقدم عليه كلوب أمريكا المكسيكي بسبعة ألقاب وكروز أزول المكسيكي بستة ألقاب، مع فارق بسيط هو أن باتشوكا فرض نفسه سيدا على القارة الأمريكية الشمالية والوسطى بإحزره لقب الأبطال خمس مرات بين 2002 و2017.
ويكفي أن تعود بنا الذاكرة قليلا إلى الوراء، إلى أربع سنوات لنتذكر أن نسور الرجاء ما كتبوا تاريخهم الجميل في مونديال الأندية، بعد أن طارت الدهشة بالفوز على أوكلاند سيتي النيوزيلاندي الثابت في تاريخ المونديال، إلا بعد أن تخلصوا أولا من مونتيري المكسيكي في الدور ربع النهائي وثانيا من أتلتيكو مينيرو البرازيلي في الدور نصف النهائي، ولا يغيب عن الذاكرة أن الرجاء البيضاوي عانى كثيرا من أجل التخلص من مونتيري المكسيكي أكثر بكثير من معاناته من أجل الإجهاز على أتلتيكو مينيرو البرازيلي بنجمه الأسطوري رونالدينيو.
لن نطلب من لاعبي الوداد شيئا آخر، غير استحضار الروح الإنتصارية التي قادتهم للفوز على الأهلي المصري في النهائي التاريخ لعصبة أبطال إفريقيا، فإن حضرت هذه الروح كان ممكنا ترويض باتشوكا العنيد فوق أرضية ملعب الشيخ زايد بمدينة أبوظبي المتبسمة التي تتأهب لكي تشعر الوداد أنه بين أهله وذويه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوداد العالم بين يديك الوداد العالم بين يديك



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك

GMT 05:02 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

شخص يضرم النار داخل مسجد أثناء صلاة العشاءفي شيشاوة

GMT 23:52 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

متصرفو المغرب يعتصمون أمام وزارة المال في الرباط

GMT 14:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل بشعة تهزّ حي التقدم في الرباط

GMT 21:47 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف عداء مغربي لأربعة أعوام بسبب المنشطات

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 20:54 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

إنشاء 3 شواطئ صناعية في كورنيش مدينة الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya