مسيرون قتلوا المنتخب

مسيرون قتلوا المنتخب

المغرب اليوم -

مسيرون قتلوا المنتخب

بقلم - محمد فؤاد

سأكون مرة اخرى قاسيا على رؤساء الاندية الوطنية ، لأنهم يشكلون حجر الزاوية لعدم التحكم في المنتخبات الوطنية من أبناء محيطهم الكروي  ومن كل الاعمار ، وقاسيا على الجامعة لأنها تهدر المال  العام في غياب المنتوج  ولا تحاسب الاندية على مفعول الانتاجية ولو بلاعب من العيار الثقيل ، وقاسيا على الاطر الوطنية والاجنبية لأنها تعمل وفق منظور الفريق الاول ولا تعير اهتماما للقاعدة ولا تغامر بالدفع وبجرأة  كبيرة في استثمار القاعدة داخل الفريق الأول . 

قديما ، وفي عز الهواية والملاعب المتربة ومزابل الملاعب المعشوشبة وبالمحدودبات ، كان عمالقة الكرة بجل الاندية وبنجومها المحفوظين بالاسم كل اسبوع وسنة يؤتثون المنتخب الوطني من صناعتهم المهارية والذاتية وبأقل التكاليف والمنح الهزيلة وفي غياب الرواتب الشهرية ، ويموتون من أجل القميص الوطني ، ومع ذلك لم يحتضنوا الكأس القارية إلا مرة واحدة في عز حضور مجموعتين على النقيض من حضور المجموعات بالضعف قبل أن تصعد ل24 منتخبا ، ووصلوا للمربع الذهبي مرتين وللنهائي مرة واحدة لكن بخليط البطولة والمحترفين . إلا أن هذا القديم سرعان ما تبدد في كثير من المحطات التي بدا فيها رجل البطولة يتناقص حضوريا بالاندية غير المنتجة  وتفاعلت معه غصة غياب الجودة العالية إلا في أحايين قليلة أرغمته الصدفة على التوجه إلى أوروبا بحثا عن الاحتكاك والاحترافية . ومع ذلك لم يقدم لنا الفريق الوطني أي استجابة لإحتضان الكأس القارية حتى بمفعول النجوم الكبيرة في عز الصدفة وفي عز قلة الامكانيات المادية . 

وتناسلت السنون ، ولم تستطع البطولة بقوة رجالاتها الرفع من منسوب الجاذبية المهارية للاعبين ومد المنتخبات الصغرى بأجود الصناعات رغم أنه في مرحلة ما عشنا تفاصيل مشروع ألف لاعب مع الاطار الوطني عبد الله مالقا وبتشكيل منتخبات وطنية أريد لها أن لا تكون بنفس التطلعات الحالمة لمقاومة مفعول حيازة اللقب ، ومع ذلك اختير ما اختير ، ولم يحظ المنتخب الوطني بعصير الهدف الاستراتيجي للقب وبقي حال الكرة كما هو عليه حتى في عز النجوم . 

 وتناسلت السنون أيضا ، ولم تقدم البطولة إلا استهلاكا للفوضى بمفهوم العبث ، وتوجه فكر هؤلاء إلى نمط الاستثمار بلغة البيع والشراء للاعبين هنا وهناك وبتوجهات استراتيجية بين الاندية الوطنية وبين الاتجاه إلى السوق الافريقية وبأبخس الاسعار لجلب اللاعبين بهدف الاتجار والربح السريع وبدون فوائد تعود على المنتخب الوطني بالمنفعة العامة ، وانقادت البطولات على هذا االنمط التجاري بين العرض والطلب ، وبين مدربين فشلوا في صناعة المنتوج  غلى اليوم مقابل ربح العقود وبمبالغ خيالية أضحت بين أمس الاجرة والمنحة العادية إلى أجرة ما يفوق ثلاثة إلى خمس وزراء ، ولا زال الامر ساري المفعول وبدون نتائج حتى في عز الاحتراف الذي لم يقدم إلى اليوم مشروع لاعب محترف من المستوى العالي للمنتخب الوطني . 

وبكل صدق ، أقولها بصراحة وحتى في عز سيولة المال والمنح الخيالية وارتفاع الاجور في كل الاندية بمن فيها الصاعدة كل سنة ، لا تمثل الاندية في شكلها المدرسة القائمة بها كعرض ، أو منتج للقاعدة الدائمة ، بل تمثل النادي العريق في جلباب المستهلك للملايير بلا فائدة وبإهدار فضيع للمال ، وهنا يمكن أن نقول جيدا أن اهدار المال بالنادي في مشاريع غير منفعية ، استشرى حتى الجامعة في تزكية المنح لذات الاندية بلا مقابل بشري للمنتخبات . ما يعني أن العنصر البشري بالرجاء والوداد والاندية العريقة منها لا زال قائما ومنها من يحتضر ومنها أفل ، أضحى في خبر كان ولم يعد للرجاء مدرستها ولا للوداد أيضا امتها الكروية من أصل البيضاء ، ولا لفاس وسلا والقنيطرة ومكناس ووجدة ومراكش وسطات وسيدي قاسم ووووووومدارسها وتسمياتها الصلبة في إنتاج الرعيل والمحفوظ ,

إن واقع حال الكرة بالمغرب ، لا يبشر إلا بالمال الذي أزكم الانوف وملأ الجيوب بأجر خيالية غير مؤداة للضرائب وأجر مدربين تفوق الخيال ومن دون نتائج فعلية لصناعة الاجيال بالمنتخبات الوطنية ، وبملاعب سخية ومريحة للعين دون أن تمهد لك بشارة نجم قادم مصنوع بجرة عين كشافة من الطراز الرفيع ، بل تبشرك بعقل مصنوع من المال والربح السريع حتى في أضعف اللاعبين بين الاندية ذاتها ، وهذا هو الواقع حتى لا أكون سوداويا في تحليلي ، والحال أم الجمهور المغربي موجود الان بين نار المشاهدة لكرة أوروبا مقابل مقارنتها بالبطولة الوطنية على مستوى وضع كل طرف في كفات غير منسجمة ، والحال أن ما اجتهد في ترصيع الفريق الوطني من المحترفين ومن المستوى العالي هو من أعظى لمغاربة أوروبا هذا الشأن الكبير والقدر العالي من التكوين لأنه لغاية الاسف لا يوجد أي تكوين بالاندية الوطنية ، ولا يوجد في عقل الرؤساء إلا المال والاتجار في بشر الكرة عشوائيا .

وهذه هي حقيقة ملف سوداوية الكرة التي تراها الجامعة بعيون سفراء الكرة أوروبيا ولا تراها بعين الشراسة على مسيري الاندية الذين باعوا الماتش بهذه العبارة أي باعوا المنتوج بكل الارقام الخيالية ولم يقدموا للمنتخب أي ظاهرة كروية . 

عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيرون قتلوا المنتخب مسيرون قتلوا المنتخب



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك

GMT 05:02 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

شخص يضرم النار داخل مسجد أثناء صلاة العشاءفي شيشاوة

GMT 23:52 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

متصرفو المغرب يعتصمون أمام وزارة المال في الرباط

GMT 14:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل بشعة تهزّ حي التقدم في الرباط

GMT 21:47 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف عداء مغربي لأربعة أعوام بسبب المنشطات

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 20:54 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

إنشاء 3 شواطئ صناعية في كورنيش مدينة الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya