جمهور الوفاء والوعي

جمهور الوفاء والوعي

المغرب اليوم -

جمهور الوفاء والوعي

كتب -الحسين بوهروال .

يعتبر الجمهور الرياضي من العناصر الأساسية المؤثرة في وضعية كرة القدم إما إيجابا أو سلبا . وتطلق على الجماهير الرياضية مجموعة من التسميات كجمعية الأنصار وهي أول جمعية أسست بالدار البيضاء منذ عقود لدعم الكوكب المراكشي .

ويعد جمهور الكوكب - كما يعلم الجميع - أرقى وأعرق الجماهير الرياضية المغربية عبر التاريخ ، وقد عرف هذا الجمهور مؤخرا تراجعا في الكم والكيف والأداء والأهداف لما يعيشه فريق الكوكب حاليا من وضعية لا تشرف أحدا . توجد اليوم في الساحة الكروية مجموعة من أصناف الجماهير التي لا تثبت على حال لخضوعها لكثير من المغريات والضغوط والتاثيرات الخارجية وعدم وعيها ، لأنها في حاجة ماسة إلى التكوين والتأطير والمواكبة الجادة . وتحضى بعض الأندية حاليا بدعم بعض الجماهير الوفية لها ، غير أنها تبقى عرضة وضحية للإختراق من الداخل والتحكم فيها عن بعد لأغراض في نفوس الشياطين والأبالسة والمارقين المتسلطين على الشأن الرياضي .

فبدل أن تساهم هذه الجماهير في دعم أنديتها والوقوف إلى جانبها بالتشجيع الراقي والإبتعاد عن الخوض في أمور ليست من اختصاصها تقوم بدون مبرر بتدمير المرافق الرياضية والممتلكات العامة والخاصة ، بل تعتدي في كثير من الأحيان على القوات الأمنية التي تسعى جاهدة للحفاظ على النظام وتوفير ألامن والأمان للجميع وتتبع مباريات كرة القدم التي خلقت للإسعاد والمتعة والفرجة قبل العمل من أجل الإنتصار الرياضي والربح المادي والتطور الإجتماعي . ومن جهة أخرى تتسبب تصرفات بعض المحسوبين على الجمهور الرياضي باستمرار في إنزال عقوبات وغرامات مادية على أنديتنا ما أتى الله بها من سلطان ولا قبل للفرق بها في ظل الفقر المدقع للكثير منها وهي في غنى عنها . ومن جهة أخرى تلحق هذه الممارسات المدانة أضرارا بسمعتنا وصورة الوطن لا يمكن إزالتها بسهولتها . وتبقى جماهير سريع واد زم والوداد وأولمبيك آسفي ، الجماهير الملتزمة التي اهتدت إلى أنجع السبل وأسلمها للقيام بدورها على الوجه المطلوب في خدمة الرياضة عبر أنديتها .

لقد تتبعنا كيف دأب جمهور سريع واد زم بانتظام على دعم فريقه بالحضور والمساندة والتشجيع وأداء ثمن تذكرة الدخول الى الملعب في نظام رغم صغر الملعب وحاجة المدينة إلى فضاء أرحب يليق بنضال وحاضر ومستقبل المدينة . لم يتسبب هذا الجمهور المنضبط لفريقه يوما في إنزال الغرامات به أو اللعب بدون جمهور . كذلك الشأن بالنسبة لعشرات ألآلاف من جماهير الوداد الرحل المنضبطين بدورهم مما جعل فريقهم يتربع على هامة البطولة الوطنية التي يبدو أنه مصمم على عدم التخلى عن الظفر بها بسهولة رغم السرعة النهائية لفريق الرجاء بالإضافة إلى تسيد الوداد أندية أفريقيا وإلى جانبه فريق الرجاء المتألق . أما جماهير القرش ، اولمبيك أسفي فقد إقتنعوا أخيرا وبعد لأي بضرورة تشكيل جبهة واحدة موحدة متراصة إلى جانب المكتب المسير والطاقم التقني والطبي والإعلامي لدعم اللاعبين ليكونوا قادرين على الأداء المتميز الذي ينجزونه حاليا . لقد فطن الشارك(SHARK) بسرعة إلى ضرورة تصحيح المسار قبل فوات الأوان والتخلي عن الأفعال التي لا تمث للرياضة وأخلاقها ومصلحة الأولمبيك الجديد بصلة . وهكذا قرر التمرد على فتاوى البعض التي أكدت الأيام ضلالها في مجالات أخرى . مدينة آسفي ، حاضرة المحيط موحدة مجندة وراء ناديها المتجدد الذي بلغ 98 عاما من عمره المديد ، أي على بعد سنتين فقط من بلوغه قرنا من الحياة النشيطة في ظل تألق يزداد يوما بعد آخر ومسيرة ناجحة لا تتوقف . من أجمل الصور الراسخة في أذهان المهتمين الذين تابعوا مباراة اولمبيك آسفي ضد فريق الجيش الملكي ، تلك التي استقبلت بها الجماهير المسفيوية فريقها قبل انطلاق المباراة وأثناءها وبعد نهايتها وما اغدقته على المدرب هشام الدميعي وطاقمه واللاعبين من رسائل الحب والتقدير واحتضان العمل الجاد الذي يقوم به في خضم التشبيب الذي بدأ يعطي نتائجه في صفوف الفريق رغم شكوك بعض الذين تنقصهم المبادرة الشجاعة وبعد النظر التقني . هنيئا لأندية واد زم والوداد وأولمبيك أسفي بجماهيرها الراقية على أمل أن تلحق بها جماهير الأندية الأخرى التي لا تقل عدة وعددا وآفاقا واعدة ويساهم الجميع في تطوير كرة القدم الوطنية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمهور الوفاء والوعي جمهور الوفاء والوعي



GMT 11:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

"بوغبا" الزيات والبنزرتي "الخواف"

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الخيانة الكروية

GMT 10:48 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

برمجة غريبة

GMT 10:26 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هداف منتصف الليل

GMT 10:22 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

"عشرة فيهم البركة"...

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya