بقلم - محمد فؤاد
أسعدني جدا اختيار الدولي المغربي أسامة الإدريسي 22 عاما الجناح المرعب لنادي ازيد الكمار الهولندي لحمل القميص الوطني المغربي بالشكل الذي رأى فيه الكثير من العلائق الروحية والأصولية والأخلاقية لعائلته المشفوع لها هذا الاتزان العاقل لعائلة الادارسة التي ترسخت جذوزها التاريخية لقرون بالمغرب.
وأسعدني هذا القبول التاريخي لولد أصيل حتى وإن كان مترددا في مستقبله الدولي هل يكون ناجحا إما بالمغرب أو هولندا ؟ وهل يسلم من اللذغات الهولندية التي وقف عادة في وجه المغاربة الذين شكلوا قفزة نوعية في ترسيم طابعها الدولي والوطني لسنوات إلى اليوم وفي عزها مع حكيم زياش ومزراوي ولبيض وياسين ايوب والشقيقين أمرابط ومن سبقهما من اجيال الخطابي ومنير الحمداوي واسامة السعيدي ويونس مختار ووو .؟ صحيح أن أسامة الذي وجهت له الدعوة في المبارتين الأخيرتين لمعاينة بكل تلقائية تلك الروح الوطنية التي اشتعلت فيه من وزن حضور زياش ومزراوي والأحمدي وأمرابط في مباراة الكامرون، تلقى الرسائل الواضحة من ألمع نجوم المغرب بهولندا وعلى رأسهم حكيم زياش، واستلهم كل الأجوبة التي تقوده نحو القبول العلني وإن كان الرجل سيعيش بالفعل ذروة الضغوطات الهولندية وعاشها بالفعل خلال الفترة السابقة قبل الإعلان الرسمي عن حمل القميص الوطني.
وبالفعل كانت لهيرفي رونار صور نموذجية من الاتزان والتعقل حول مستقبل اللاعب وترك الكرة في ملعه من دون أن يضغط عليه لأن الواقع حضر بحضوره بالمغرب ليعاين صورة الفريق الوطني في محيطه واندماجه وتشاركه العام بوجوهه الألمعية في مختلف البطولات الأوروبية ، وما فعله رونار أن ترك الرجل ليأخذ وقته بالكامل لحسم قراره حتى وإن كان الواقع يقول أن الجامعة بدورها لعبت نفس الدور العلائقي كالعادة التي بني عليها الكثير من توافد الوجوه المترددة، ولذلك يسعدنا أن يكون أسامة الإدريسي ذاك الوجه الحسن الذي تغدى بأصوله العرقية والأسرية حاملا لمشروعه الدولي مع أسود الأطلس في الإستحقاقات المقبلة وأبرزها طبعا كأس إفريقيا بمصر.
وفي اعتقادي الشخصي ومع الرهانات العامة التي تؤسسها جريدة المنتخب في متابعة الأسماء الواعدة منها في أي وقت وحين، مع أنها كانت وما زالت الجريدة الأولى في المغرب من حيث الوصول إلى المعلومة والحوار مع العناقيد والسفراء الذين يظهرون فجأة على الساحة الأوروبية، أن أسامة الإدريسي الذي تنتشر كل صوره وفيديوهاته لأدائه الخرافي وأهدافه الحاسمة وتمريراته النموذجية يعتبر في نظري ذاك المحترف الناضج في سياق المنظومة التكتيكية التي يؤسسها كجناح أيسر متكامل الهوية في اللياقة البدنية العالية والمهارة الخارقة والإبداع في المراوغة والذكاء الثاقب في معالجة كل الحلول الهجومية التي تجعل منه جناحا من الطراز الرفيع وسيكون له شأن عالمي لو اختار أفضل من أزيد ألكمار، وسيكون ذلك بإذن الله دون أن يخطئ المسار كما فعل أسامة السعيدي الجناح الذي حمل القميص الوطني لكن بدون طموح كبير مع أن الأمر يختلف اليوم كثيرا بين الرجلين ويبدو الإدريسي أكثر توهجا ومقبلا على الكثير من المحطات التي تجعل منه واحدا من نجوم البطولة الهولندية أولا كهداف للفريق بسبعة أهداف وبصانع لثمان تمريرات حاسمة وثالثا كمؤهل لأن يواصل تحطيم رقم أهدافه السبعة ولو كجناح أيسر يعتبر صانعا للعمليات لكن في عرف الكرة اليوم أصبح الجناح بمثابة الصانع والهداف معا.
ومن جهة أخرى أرى أن الجهة اليسرى ستكون مستقبلا العلامة البارزة في صناعة التوهج الهجومي المغربي مناصفة مع اليمين، وسنرى كيف سيكون على أشده بين بوفال والإدريسي لو لعبا معا كجناحين مزورين ولو أن بوفال له مهارات خارقة ولكنه يلعب بشكل انفرادي عكس أسامة الواقعي في بناء العمليات والتهديف معا بالشكل الذي نرى فيه الأرقام والإحصائيات بين النجمين هي في صالح الإدرسي بسبعة أهداف وثمان تمريرات مقارنة مع بوفال الذي سجل فقط هدفين ومرر ثلاث تمريرات لا غير، ولو أن البطولتين مختلفتان في عيارات الأندية، إلا أن أسامة له مهارات عالية مفروض أن يكون مع البارصا أو الريال أو غيرهما من الأندية العملاقة . وأقولها صراحة أن أسامة لو استمر على نفس النهج سيكون له شأن كبير وقد يطرح في اجندة البارصا التي كانت ولا زالت تعتمد على النجوم الهولندية، أما والحال تغير لديه من خلال تراجع أدائه وطموحه وقتها سيكون الأمر مختلفا لأننا نتوسم خيرا في سفرائنا بالبطولات الأوروبية، كما يحضر اليوم أشرف حكيمي كعيار ثقيل في بورصة أقوى المغاربة على مستوى الدفاع كوجه صاعد.
وفي النهاية نتمنى لأسامة مستقبلا رائعا مع الاسود ومحطة ضوء سيقيس عليها وزنه الكروي بكأس إفريقيا للأمم من مخلفات موسم كروي هولندي سيضعه حتما من بين أفضل نجوم السنة.