الأسطورة يوعري ثـرات رجاوي

الأسطورة يوعري ثـرات رجاوي

المغرب اليوم -

الأسطورة يوعري ثـرات رجاوي

بقلم - منعم بلمقدم

بين كل شعب الرجاء ما كان هناك رجل أسعد من يوعري أو السي محمد رحيمي، حامل أمتعة الفريق وعلبة أسراره على امتداد أكثر من 60 عاما وهو يعاين نجله سفيان يصعد هودة التكريم في ليلة القبض على فيطا التي زفته عريسا، نعم 60 سنة لهذا الرجل بالرداء الأخضر ولا أحد إلتفت إليه ليجري معه حوارا ولو خزانة الكرة المغربية وقنواتها خصته ببرنامج تحفظه أدراجها.

منذ 1962 من القرن الماضي ويوعري لصيق بالرجاء، ليصبح ظاهرة فريدة من نوعها قل نظيرها في العالم. بل صعقت وأنا أتحرى خلف الرجل الذي رافق كل الأجيال والظواهر الكروية التي حملت قميص الرجاء.

جاء رؤساء وغادر آخرون ويوعري قار ثابت في منصبه لم يتزحزح قيد أنملة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أنه رجل معقول فيه كل خصال الوفاء والإخلاص التي حفظت له مكانه.

 عاش الرجاء حروبا ودسائس أطاحت بمدربين وهوت برؤساء وأحالت لاعبين على ترك الكرة، إلا يوعري فقد ظل مثل شجرة السنديان باسقا قارا في مكانه لا تحركه رياح.

لم يسبق لي وأن طالعت حالة مماثلة لشخص رافق فريقا كل هذا السنوات. وتعايش مع كل الأجيال من بتشو غاندي وبتي عمر والأندلسي وفاخر وبكار وحمان وغيرهم لغاية جيل بانون وبوطيب وكوحيل وبنحليب..

 هل يوجد فرد في العالم شهد فوز فريق واحد بكل الألقاب التي تحصل عليها؟ يوعري يمثل هذا الإستثناء فهو شاهد العصر على كل ألقاب الرجاء المحلية والقارية من بطولات وكؤوس للعرش والأبطال والكاف والعرب.

ألا يليق بالرجل وصف الأسطورة والظاهرة إن لم يكن ثراتا جامعا شاملا لذاكرة فريق ليس ككل الفرق والأندية؟

ألا يستحق السي محمد رحيمي تكريما وهو على قيد الحياة شامخا شموخ النسور التي تأبى الإنكسارولا ترضى بالهوان؟

بلغني أن رحيمي الذي دخل الرجاء شابا يافعا طافحا بالقوة، ليغزوه الشيب ويبلغ من العمر اليوم عتيا، ظل مثل الريح الطيبة المرسلة تنشر الخير أينما حلت وارتحلت.

يتحول لحمام سلام داخل الفريق كلما إشتد بداخله هول البراكين والحمم الصاخبة الملتهبة ليخمدها بكلمة تحول الجمر لتمر.

قال لي من جايله أن الجدية التي يبرزها شاربه الكث تخفي خلفها رجل نكتة لا يمل جليسه منه مرافقته. وأنه هو من جلب للرجاء أسطورتها الكروية التي تحاكت بذكرها الركبان عبد المجيد ظلمي وهو يطوف ذات يوم بدرب السلطان ولارميطاج ولا أحد أعترف له بهذا الصنيع.

ولج الرجاويون ذات مرة البلاط الملكي ولا أحد منهم من تذكر يوعري الخدوم والمؤثر على نفسه. حكي لي أحدهم أن عبد العزيز العفورة الذي سيصبح عاملا علي إحدى مدن المملكة في فترة لاحقة، قصد ذات يوم مركب الرجاء لاجراء إختبار تقني ففشل فيه ليغادر باكيا محبطا.

يومها تبعه يوعري بخصال الرجل الشهم الذي يطيب خاطر الغاضب، فقال له «شُوفْ أَولْدِي سِيرْ انت دْيَالْ القْرَايَة أُومَاشِي دْيَالْ الكُرَة ولك مستقبل وشأن كبير فلا تحزن».

مرت السنوات فأصبح العفورة عاملا على منطقة المحمدية، فحدث أن تواجد يوعري هناك رفقة الرجاء فقام باستدعائه لمكتبه فقال له هل تعرفت علي؟

فرد يوعري: لا لم أعرفك، قال له العفورة أنا هو ذاك الفتي الذي غادر ذات يوم مركب الرجاء غاضبا محبطا فقمت بتطييب خاطري ودعوتني للتحصيل والدراسة وعملت بنصيحتك واليوم ها أناذا عامل ..فقام العفورة بمكافأته مكافأة تمثل اليوم مورد رزقه الثاني مع البيت الذي يأوي أسرته والذي خصه به الراحل عبد اللطيف السملالي 

يوعري هو مفرد بصيغة الجمع داخل الرجاء، هو الشخص الذي لا يختلف على حبه اللاعبون السابقون واللاحقون، هو الطبيب الذي ينوب عن المدربين يوم يخسر الفريق فيتحول لمسعف نفسي وكوش مونطال.

يشاء السميع العليم أن يصل يوعري لخريف عمره فيكرمه الرحمان بسفيان الذي سيحمل معه مشعل الخضراء ويحقق له أمنية العمر، بأن تضم أسرته نسرا سيحلق مستقبلا عاليا وسيزنه الرجاويون بالذهب بل وبالألماس.

 

عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسطورة يوعري ثـرات رجاوي الأسطورة يوعري ثـرات رجاوي



GMT 09:20 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ما تحتاجه كرتنا

GMT 08:36 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء..موعد مع التاريخ..

GMT 08:04 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحلة التتويج

GMT 10:09 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد اليوم: تعادل منطقي

GMT 11:09 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

عقاب الكأس

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 16:11 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

المجموعة السابعة : بلجيكا - بنما- تونس - انجلترا

GMT 17:26 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

صوص الشوكولاتة لتزيين الكيك والحلويات

GMT 13:26 2014 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

حنان الإبراهيمي ترزق بطفلة اختارت لها اسم صوفيا

GMT 19:33 2013 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

8 نصائح مفيدة لتصمم غرفة مشتركة عصرية

GMT 16:23 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

شركة "الدانوب" تدشن فرعًا جديدًا في الرياض

GMT 00:59 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

حواجب غريبة لفتاة روسية تثير ضجة كبيرة على الإنترنت

GMT 14:51 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

"داعش" ينسحب من حقل العمر النفطي في دير الزور بعد تلغيمه

GMT 02:21 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

باحثون بريطانيون يبتكرون نموذج ثلاثي الأبعاد للفقرات

GMT 08:28 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

وسائل التواصل الاجتماعي: اجعلها لك لا عليك!

GMT 01:47 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

دوللي عياش تخوض مغامرة جديدة من خلال "وشوشة شات"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya