أحلام أفريقيا الجديدة

أحلام أفريقيا الجديدة

المغرب اليوم -

أحلام أفريقيا الجديدة

بقلم - بدر الدين الإدريسي

ولا ذرة شك واحدة تراودنا في قدرة المغرب على إخراج النسخة الخامسة لبطولة أفريقيا للاعبين المحليين بأجمل صورة ممكنة، فعلى الرغم من أن هذه البطولة حولت وجهتها صوب المغرب قبل ثلاثة أشهر وكان من المقرر أن تجرى منذ زمن غير قريب بكينيا، فإن مجهودا خرافيا بذل من أجل وضع كل الترتيبات وتأمين كل ظروف النجاح لبطولة يراهن المكتب التنفيذي الجديد للكونفيدرالية الأفريقية على أن تكون عنوانا للمتغيرات الكثيرة والتحولات الكبرى التي يأتي بها الملغاشي أحمد وفريق عمله.
كان بوسع المغرب أن يزهد في تنظيم بطولة قارية من العيار الثاني، وهو يدخل خطا مستقيما في سباق تنظيم كأس العالم 2026، لا يمكن القبول فيه بأي مجازفة من أي نوع، فتنظيم بطولة كروية قارية لم يحضر لها إلا في ثلاثة أشهر أمر فيه نوع من المقامرة، إذ لا يسمح بارتكاب أي خطأ من أي نوع، إلا أن ما تحكم في إقبال المغرب بلا أدنى تردد على تنظيم بطولة «الشان» عوضا عن كينيا، هو التزامه مع قارته الأفريقية بوضع بنياته التحتية الرياضية وخبراته في مجالات التنظيم تحت تصرف الشباب الأفريقي، وأعتقد بأن هذا الوفاء الرائع بالتعهدات والالتزامات لا بد أن يكون موضع تقدير من قبل عائلة كرة القدم الأفريقية، فلا يكثرت أحد بما يروج له البعض من أن المغرب بصدد احتكار البطولات والأحداث الكروية الأفريقية لتلميع الصورة وللاستحواذ على غرف القيادة.
يوضع المغرب إذن في امتحان قوي وهو ينظم النسخة الخامسة لبطولة «الشان» بداية من السبت المقبل، فبرغم ما يوجد من فوارق يصعب معها القياس بين بطولة قارية من العيار الثاني وبين بطولة بمقاسات كونية فإن المغرب سيوضع لا محالة تحت المجهر، فهناك من يأتون لإحصاء الهفوات وتصيد الأخطاء، لذلك وجب التزام أعلى درجات اليقظة في تدبير المرحلة بكل تحدياتها وأعاصيرها.
ولئن كنا نجزم بجاهزية الملاعب الأربعة للدار البيضاء وطنجة ومراكش وأغادير من كل النواحي لاستضافة المباريات وتوفير كل الضمانات لتحقيق نسبة عالية من النجاح الفني، فإن الجماهير المغربية لا بد أن تستشعر وتقدر مدى أهمية أن تتواجد بأعداد كبيرة في الملاعب الأربعة، لتأكيد ما دفع ويدفع المغرب منذ أمد بعيد للمنافسة بأعلى درجات الشفافية والنظافة على تنظيم المونديال، شغف جماهيره بكرة القدم.
ومقابل النجاح الرياضي الذي ينشده المغرب لبطولة «الشان» التي تضاعف حجم متابعتها إعلاميا، بمجرد نقلها من كينيا للمغرب، فإن هناك أملا في أن يرافق النجاح الرياضي نجاح فني، فكرة القدم المغربية التي أقبلت على بطولة المحليين من أول نسخة سنة 2009، للتعبير عن ممكناتها وقد كانت سباقة لاعتناق المذهب الاحترافي بالقارة الإفريقية، لم تعبر عن نفسها بطريقة جيدة في النسخ الأربع الفائتة، إذ تأهلت للنهائيات في مناسبتين، وكان أفضل ما حققه أسود البطولة في المرتين معا، الوصول إلى الدور ربع النهائي، وأظنكم ما زلتم تذكرون المباراة العجائبية أمام منتخب نيجيريا، التي تقدم خلالها أسود البطولة بثلاثة أهداف قبل أن يسقطوا في النهاية برباعية.
ولربما لن يجد أسود البطولة أفضل من هذه الفرصة ليدخلوا المغرب سجل الأبطال، فإلى جانب أنهم سيلعبون على أرضهم وأمام جماهيرهم، هناك أكثر من حافز رياضي ومعنوي يشجعهم على كسب الرهان، كون الأندية المغربية التي هي قاعدة المنتخب، باتت رقما صعبا في معادلة البطولتين القاريتين للنوادي، كيف لا والوداد البيضاوي نجح في كسر عجز دام 17 عاما، عندما تمكن من إحراز لقب عصبة الأبطال.
نؤمن بحظوظ أسودنا في كتابة التاريخ، ونؤمن أيضا بقدرتنا على كسب رهان الاستضافة والتنظيم، عدا ذلك فنحن واثقون أن «الشان» سيكسب الكثير من النقاط في سلم الإشعاع والنسخة الخامسة تقام في المغرب، الأرض التي منها تولد أحلام إفريقيا الجديدة.​

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام أفريقيا الجديدة أحلام أفريقيا الجديدة



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya