أجاكس المدرسة المعطاءة

أجاكس.. المدرسة المعطاءة

المغرب اليوم -

أجاكس المدرسة المعطاءة

بقلم - محمد الروحلي

واصل شبان نادي أجاكس أمستردام الهولندي مفاجآتهم الجميلة والمثيرة هذا الموسم، وأضافوا نادي يوفنتوس الإيطالي ونجمه الأول البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى قائمة ضحاياهم، بعد عرض كروي راق قدموا خلاله درسا رائعا في كرة القدم الجماعية والشاملة التي أخرجت حقيقة كبار أوروبا. بالرغم من نتيجة التعادل خلال الذهاب، وبالرغم من كون الفريق الإيطالي كان السباق للتسجيل، فإن لاعبي أجاكس لم يتأثروا ولم تهتز معنوياتهم، لم يرتبكوا، بل واصلوا حضورهم القوي فوق أرضية ملعب “أليانز ستاديوم” في تورينو، والتي كانت شاهدة على عرض سيبقى عالقا بأذهان محبي الأداء الكروي الجميل عبر العالم.

عندما أقصي نادي ريال مدريد الإسباني البطل في السنوات الثلاثة الأخيرة أمام نفس “الأطفال”، قيل إنها مفاجأة كبرى، لكن التأكيد جاء بسرعة كبيرة، بل بطريقة ممتعة إلى أبعد الحدود. وأمام فريق أعد العدة، للعودة مرة أخرى لمنصة التتويج بعصبة الأبطال التي تغيب عنه خزائنه منذ سنة 1996، ومن أجل ذلك أنفق فريق “السيدة العجوز” ميزانية مهمة، وعقد صفقة مدوية بالتعاقد مع رونالدو، لكن أمل النجم البرتغالي خاب، ولم يتمكن من الظفر باللقب الغالي مع فريق آخر غير ريال مدريد الذي تسيد معه القارة الأوروبية في السنوات الأخيرة، علما أنه فاز أيضا باللقب رفقة نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي سنة 2008.

فالمدرسة التي أنجبت أسطورة هولندا يوهان كرويف، كانت دائما ولازالت وستظل منجما لا ينضب لتفريخ المواهب الصاعدة في أوروبا، تخرج منها لاعبون لعبوا لكبار الأندية بالقارة العجوز، إلى درجة قيل بأن كل ناد كبير في أوروبا يلعب بين صفوفه لاعب ارتدى قميص أجاكس.

وعلى امتداد التاريخ، ظلت هذه المدرسة وفية لسياستها المتمثلة في البحث عن أفضل المواهب الكروية على الصعيد العالمي، فإدارة النادي تخصص كشافين يجولون هولندا بحثا عن المواهب الصغيرة، كما أن هناك تركيزا على الدوريات الأوربية الخاصة بالفئات الصغرى بالدول المجاورة كبلجيكا وفرنسا وصربيا والسويد والبرتغال، وأيضا بلدان أمريكا الجنوبية، وبالأخص من البرازيل والأرجنتين، دون إغفال مواهب القارة الإفريقية، أي أنها منظومة متكاملة تصب في اتجاه مكان واحد، يقع بالتحديد على بعد 60 كلم من أمستردام، حيث مقر أحد أعظم المدارس الكروية في العالم، وتحمل اسم مدرسة “المستقبل”.

ويعود نجاح أكاديمية أجاكس التي تحمل اسم “دي توكومست” باللغة الهولندية، إلى احترام مجموعة من المبادئ الأساسية، والتي تدخل ضمن هوية النادي الأم، فمعظم المدربين هم من النجوم السابقين للمنتخب الهولندي، تخرجوا من نفس الأكاديمية، ينقلون خبرتهم وتجربتهم الكبيرة للأطفال الصغار، وهذه الخاصية تسهل مهمة نقل التجارب، يتبادلون نفس الشعور ونفس الأحاسيس، وما يشعر به هؤلاء الصغار، لكون المدربين أنفسهم مروا بنفس التجربة ونفس المواقف.

وحسب المختصين، فأكاديمية أجاكس ليست مجرد فضاء لتلقين أبجديات لعبة كرة القدم بقدر ما هي مدرسة للحياة، تهتم بكل التفاصيل، فالانتماء ل “دي توكومست” هو نمط حياة، من أكل وشرب ونوم ودراسة، كل تفاصيل الحياة تحت إشراف إدارة الأكاديمية، لأنها ببساطة ليست مجرد تعلم كرة القدم، وبالتالي التأثير بشكل إيجابي في النمو الجسدي والفكري للطفل وبناء شخصيته.

إنها مدرسة أجاكس المعطاءة، وتقدم الدليل على أنها قلعة لتفريخ النجوم وتقديم الفرجة الممتعة، لعشاق الكرة الجميلة…

عن صحيفة بيان اليوم المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجاكس المدرسة المعطاءة أجاكس المدرسة المعطاءة



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya