التكوين بالأكاديمية

التكوين بالأكاديمية..

المغرب اليوم -

التكوين بالأكاديمية

بقلم - محمد الروحلي

في أول مباراة له ضمن نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم لأقل من 17 سنة المقامة حاليا بتنزانيا، أهدر المنتخب المغربي فوزا كان في المتناول، بعدما اكتفى أول أمس الاثنين بالتعادل بهدف لمثله أمام نظيره السنغالي. وخلفت هذه النتيجة حسرة كبيرة على ضياع نتيجة الفوز نظرا للعرض القوي الذي قدمه ناشئو المغرب طيلة أطوار المباراة، إذ تسيدوا جل أطوارها وأبهروا بأدائهم وأمتعوا بتقنياتهم حتى وهم يواجهون واحدة من أقوى المدارس الكروية على الصعيد الإفريقي، لكنهم عجزوا عن تحقيق انتصار كان في المتناول.

كان المنتخب المغربي السباق للتسجيل عن طريق توفيق بن الطيب الذي اختير أفضل لاعب في المباراة، إلا أنه في الدقائق الأخيرة فاجأ السنغاليون العناصر الوطنية بهدف مباغت عن طريق لاعبه أليو بادارا في الدقيقة 88، مستغلًا تهاون الدفاع في إبعاد الكرة من منطقة الجزاء.

ويتبين من خلال التشكيلة التي خاضت المباراة أن أغلب اللاعبين تكونوا بأكاديمية محمد السادس، ونسبة قليلة من بعض الأندية المغربية، بالإضافة إلى عناصر تمارس بالخارج، ويعد اختيار ابن الطيب أفضل لاعب في المباراة إنصاف للمجموعة ككل، وخاصة هذا اللاعب الذي وقع عليه الاختيار من طرف تقنيي الاتحاد الإفريقي للعبة (الكاف)، إلا أن هناك ملاحظة مهمة تتجلى في الطريقة الصادمة التي يتم بها ضياع العديد من الفرص السهلة والحقيقية للتسجيل.

قبل أيام فقط نظمت أكاديمية محمد السادس لكرة القدم النسخة الثالثة للدوري الدولي لأقل من 18 سنة، بمشاركة مجموعة من الأندية المعروفة على الصعيد العالمي والعربي، وهي: لوهافر، ملقة، لوريون، ليغانيس، ستراسبورغ، نجم الساحل، أسيك ميموزا، منتخب مالي، الكوكب المراكشي، الجيش الملكي، الفتح الرباطي، أكاديمية محمد السادس.

عرف هذا الدوري تتويج الجيش بعد فوز في المباراة النهائية على المنتخب المالي، وعادت الرتبة الثالثة لشبان الفتح بعد انتصارهم في لقاء الترتيب على أكاديمية محمد السادس.

خلال هذا الدوري لاحظ الجميع كيف أضاع لاعبو الأكاديمية فرصا سهلة أيضا، رغم سيطرتهم وتفوقهم في أغلب المراحل، مما أعطى الفرصة لباقي الفرق قصد التألق والتتويج، مع أن التفوق كان من المفروض أن يكون من نصيب فريق الأكاديمية نظرا للفارق الكبير في الإمكانيات وطرق الإعداد.

والمتعارف عليه في لعبة كرة القدم أنك عندما تبالغ في تضييع الفرص السهلة، فانتظر رد فعل يكون في الغالب صادما ومؤثرا، وهذا ما حدث بالفعل لناشئي المغرب ضد السنغال الذين تفننوا في تضييع الفرص، ما منح الفرصة للفريق الخصم الذي تشبث بحظوظه في العودة في النتيجة وحقق التعادل.

والحقيقة أن الطريقة التي يتم بها تضييع الفرص تعتبر مشكلة حقيقية تسائل أساسا أصل التكوين، إذ لا يعقل أن تفعل كل شيء وتخلق الفرص وتسيطر وتضيع بطريقة غريبة وغير مقبولة، وأحيانا أمام المرمى الفارغة، فالتكوين من المفروض أن يشمل كل الجوانب المرتبطة به كعلم وكمنهج وأسلوب، بهدف بلوغ ما هو تقني وتكتيكي وطبي ونفسي أيضا، دون إغفال جانب التحصيل الدراسي والتربوي.

تكوين بهذا المستوى لابد وأن يحقق الأهداف المتوخاة منه، وما لا نقاش فيه هو أن التكوين بأكاديمية محمد السادس يحاكي أبرز الأكاديميات على الصعيد العالمي وبطرق علمية حديثة، وهذا يظهر في أداء وسلوك وانضباط اللاعبين بمختلف الفئات، لكن المردود فوق رقعة الملعب يجب أن يعكس أيضا قيمته في النتيجة الرقمية أي تسجيل الأهداف التي تبقى هي المقياس، وهذا غير ملموس إلى حد الآن.

فهل تحول هذا العامل إلى مشكل في التكوين؟ أم يعود إلى عوامل نفسية وذهنية يجب معالجتها في مراحل مبكرة في برامج التكوين؟ هذا سؤال مطروح للنقاش مادام الإشكال يصل إلى مرحلة القلق الحقيقي ..

عن صحيفة بيان اليوم المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكوين بالأكاديمية التكوين بالأكاديمية



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya