بقلم: محمد الروحلي
هل يمكن اعتبار التصريح الذي أدلى به جياني إنفانتينو بمثابة ضوء أخضر من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لفتح المجال أمام الملفات المقدمة من طرف قارتين، وليس قارة واحدة فقط كما كان معمول به منذ انطلاق هذه التظاهرة الكونية؟ هذا هو الانطباع الذي يمكن الخروج به من خلال التصريح الذي أدلى به رئيس (الفيفا) خلال اللقاء الإعلامي الذي عقده أول أمس الخميس بمدينة مراكش، على هامش مؤتمر الاتحاد الدولي، والذي تدارس على مدى ثلاثة أيام، الطرق والمقترحات الكفيلة بتطوير منظومة كرة القدم.
إنفانتينو قال إن (الفيفا) ستدعم الملفات المشتركة لاحتضان منافسات كأس العالم خلال المرحلة المقبلة، مضيفا أن هناك ما أسماه بإعجاب الجهاز الدولي بالملفات المشتركة، ومن بينها الملف المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، والذي يمكنه أيضا أن ينهي مسألة التناوب بين القارات، بالإضافة إلى أن الملف الذي سيقدم من طرف قارتي أوروبا وإفريقيا مجتمعة له مميزات جيدة، كما سيكون قويا في حال تقدم بترشيحه لاستضافة المونديال شأنه شأن الملفات الأخرى.
كما تبين من خلال نفس التصريح أيضا أن الترحيب بملف القارتين تحكمه بدون شك، هواجس وإكراهات تنظيمية، حيث أكد أن مثل هذه الأفكار تستحق الدعم، وتخدم في نظر الاتحاد الدولي مصلحة اللعبة في جانبها التنظيمي، بعد رفع عدد المنتخبات إلى 48 منتخبا، وأن الأمر سيكون ممكنا على 3 دول بدل دولة واحدة.
تصريح إيجابي يفتح كما قلنا الباب على مصراعيه أمام الملف المشترك الذي يهمنا كدولة طاردت هذا الحلم لعقود طويلة، رغم أن المسؤول الأول بجهاز (الفيفا) عاد ليؤكد أن هذا الأمر يبدو سابقا لأوانه، مادام الحسم في الاختيار سيكون بعد أربع سنوات من الآن.
تحفظ يبقى منطقيا بالنظر إلى مسؤوليات الرجل، وضرورة احترام أجهزة (الفيفا)، وخاصة المؤتمر الذي تبقى له صلاحيات واسعة في اتخاذ أهم القرارات بحضور كل الاتحادات المنخرطة.
إلا أن التجربة علمتنا أن تصريحات المسؤول الأول بأكبر اتحاد رياضي بالعالم، تكون بمثابة تمهيد يقود نحو تزكية المقترحات خلال الجمعية العمومية، وهذا ما حدث في العديد من القرارات الهامة والمصيرية.
وما على المغرب إلا أن يهيئ نفسه من الآن حتى يكون جاهزا ويستوفي كل التزاماته داخل ملف مشترك يكون قادرا على منافسة باقي الملفات مادام التنافس لن يكن سهلا، ولا في المتناول…
عن صحيفة بيان اليوم المغربية