العلامة الكاملة للأسود

العلامة الكاملة للأسود

المغرب اليوم -

العلامة الكاملة للأسود

بقلم: محمد الروحلي

حقق الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، انتصاره الثالث على التوالي في دور المجموعات من بطولة كأس أمم أفريقيا 2019، المقامة حاليا بالمدن المصرية، وجاء الانتصار الثالث على حساب منتخب جنوب إفريقيا بهدف لصفر، أمن به صدارته للمجموعة الرابعة، وبالعلامة الكاملة، وبتسع نقاط من ثلاث مباريات. 

الهدف الوحيد سجله العميد الثاني في غياب المهدي بنعطية الذي بقي في الاحتياط، مبارك بوصوفة في الدقيقة 90 من عمر المباراة، وجاء خارج سياق المباراة التي كانت رتيبة إلى درجة الملل، خاصة بشوطها الأول، إلا أنه في الشوط الثاني تحسن الأداء نوعا ما، وأصبحت العناصر الوطنية أكثر جرأة وتهديدا لمرمى منتخب “بافانا بافانا”.

وعندما كانت المباراة في طريقها للانتهاء بنتيجة التعادل السلبي، استطاع بوصوفة خطف هدف الفوز القاتل في الدقيقة التسعين، مستغلا خطأ فادحا من المدافع الجنوب إفريقي أتاموتوا كيميني، وسدد الكرة بقذفة مركزة بيسراه استقرت في الزاوية التسعين، ليهدي المنتخب المغربي، الفوز الثالث على التوالي في دور المجموعات.

ففي اللحظات الأخيرة، تبين أن رونار كان يبحث عن كيفية الحفاظ على نتيجة التعادل الأبيض الذي يؤمن زعامته للمجموعة الرابعة، وعلى هذا الأساس أقدم على تغيير ثالث في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة بإدخال فيصل فجر مكان حكيم زياش، محاولا قتل إيقاع المباراة، وربح الوقت في اللحظات الأخيرة، إلا أن ابن مدينة كلميم أبى إلا أن يفجر فرحة عارمة، بتسجيل هدف مباغت وقاتل وثمين.

لم تكن مهمة أصدقاء نور الدين أمرابط سهلة، حيث وجدوا صعوبات كبيرة في تجاوز الخط الخلفي للمنتخب الجنوب إفريقي، وغابت عن العناصر الوطنية الحلول الهجومية بشكل واضح، وذلك بفعل الانتشار الجيد والانكماش الدفاعي الذي تعامل به الفريق الخصم.

أمام هذا التكتيك الغارق في السلبية، اختارت العناصر الوطنية في الجولة الثانية التسديد من خارج معترك العمليات، وكانت أبرزها تسديدة مركزة من أشرف حكيمي، ارتطمت بالعارضة في حدود الدقيقة 64.

وكان على المنتخب المغربي تفادي الهزيمة في هذه المباراة الثالثة، حتى لا يدخل في الحسابات المعقدة، فتحقيق نقطة واحدة الأقل، كان كافيا للحفاظ على مركز الزعامة، والإبقاء على رصيد جنوب افريقيا في حالة نتيجة التعادل، في حدود أربعة نقط، دون الأخذ بعين الاعتبار نتيجة مباراة كوت ديفوار وناميبيا، والتي كانت محسومة سلفا لفائدة الإيفواريين بحكم فارق المستوى والإمكانيات التقنية، وهذا ما تحقق بالفعل، حيث انتهت المواجهة بين المنتخبين بأربعة أهداف لصفر لفائدة “الفيلة” بطبيعة الحال.

بهذا الفوز، تصدر إذن المنتخب المغربي مجموعة قيل بعد عملية القرعة إنها مجموعة الموت، إلا أن “أسود الأطلس” عرفوا كيف يحولون المعطيات المسبقة، إلى حافز معنوي وذاتي، مكنهم وعلى غير المتوقع من إنهاء دور المجموعات برصيد تسع نقاط، وجاءت كوت ديفوار في المركز الثاني بست نقاط، بينما ستنتظر جنوب أفريقيا ترتيب باقي المجموعات، قصد التعرف على حظوظها في التأهل لدور ال16 كأفضل صاحب مركز ثالث.

الفوز على ناميبيا بنتيجة 1-0، ثم على كوت ديفوار، وبنفس النتيجة وتكرر نفس الأمر في الجولة الثالثة، لتكون المحصلة ثلاثة انتصارات بثلاثة أهداف فقط، من توقيع إيتامونا كيميونا مدافع ناميبيا بالخطأ في مرماه، ويوسف النصيري ومبارك بوصوفة.

ويدين المنتخب المغربي في هذا المسار الإيجابي إلى المدافع الناميبي كيميوني الذي تفضل بتسجيله هدف الفوز للأسود بمرمى منتخبه في الدقيقة 89، وإنقاذ الأسود من فخ التعادل الذي كان سيكون نتيجة صعبة على التصديق ومحبطة لمعنويات كل مكونات النخبة المغربية.

ولم يسبق لمنتخب جنوب أفريقيا، أن خسر أمام نظيره المغربي طيلة تاريخ المواجهات بين البلدين في التظاهرات القارية، إذ فاز عليه مرتين وتعادلا مرتين.

ففي أربع مرات التقى فيها المنتخبان، كان الانتصار حليف “الأولاد” في مناسبتين، وانتهت مباراتان بالتعادل، بينما لم يتذوق “أسود الأطلس” طعم الانتصار في منافسات “الكان”، إلى أن جاءت دورة مصر ليحقق المنتخب المغربي فوزا تاريخيا، أنهى به عقدة لازمته سنوات طويلة.

أول المواجهات بين المنتخبين كانت في بطولة كأس أمم أفريقيا 1998 في بوركينا فاسو، في الدور ربع النهائي، وحينها كان المنتخب المغربي في أوج عطائه، بعد أن حقق تأهيله لمونديال فرنسا تحت قيادة المدرب الفرنسي الراحل هنري ميشيل، ووجود لاعبين متميزين يقودهم كل من العميد نور الدين النايبت والنجم مصطفى حجي. يومها فازت جنوب إفريقيا بهدفين مقابل هدف واحد، وغادر المنتخب المنافسات، رغم أنه كان أبرز المرشحين للتتويج، في دورة غابت عنها الكثير من المنتخبات القوية، وفازت بها مصر بتشكيلة ضعيفة جدا.

بعد ذلك التقى المنتخبان في ثلاث مواجهات في نفس التظاهرة، والمفارقة العجيبة، أن جميعها كانت في ختام مباريات الدور الأول، وهذه المرة الرابعة التي يلتقيان خلالها في الجولة الثالثة من دور المجموعات، واتسمت جميع المباريات السابقة بأنها مصيرية.

فالبداية كانت في نسخة مالي 2002، حينما التقى المنتخبان في الجولة الثالثة للمجموعة الثانية، وانتصر حينها منتخب الأولاد بثلاثة أهداف مقابل هدفٍ وحيد، لتعبر جنوب إفريقيا للدور ربع النهائي، ولتفشل المغرب في التأهل.

في النسخة الموالية بتونس 2004، التقيا في ختام مباريات المجموعة الرابعة، وكان يومها بادو الزاكي مدربا للأسود وحسم التعادل الإيجابي بهدف لمثله المواجهة، ليؤمن المغرب عبوره للدور ربع النهائي، وليتم إقصاء جنوب إفريقيا، وتتأهل مكانها نيجيريا، وهي الدورة التي وصل فيها المنتخب المغربي إلى المباراة النهائية وخسرها ضد تونس البلد المنظم.

آخر المواجهات قبل دورة مصر كانت في جنوب إفريقيا 2013، والتقى المنتخبان في آخر مباريات المجموعة الأولى، وانتهت المباراة بنتيجة التعادل بهدفين لمثلهما في الدقائق الأخيرة، لتودع المنتخب المغربي الذي قاده رشيد الطاوسي البطولة، وتأهلت جنوب أفريقيا للدور ربع النهائي.

تسع نقط من ثلاث مباريات، جعلت الفريق الوطني يدخل دور ثمن النهاية كمرشح فوق العادة، على غرار منتخب مصر البلد المنظم والحاصل على العلامة الكاملة، وذلك بإتمامه مشواره في الدور الأول بثلاثة انتصارات، دون أن تتلقى هي الأخرى أي هدف.

ومباشرة بعد انتهاء المباراة ضد جنوب إفريقيا بنتيجة الفوز، بدأ الحديث عن خصم الفريق الوطني في دور ال 16، وحسب ما أعلن خلال عملية القرعة، فإن خصمه سيكون من المنتخبات التي ستحتل المركز الثالث في المجموعات الثانية أو الخامسة أو السادسة، وإن كانت التوقعات تتحدث عن مواجهة منتخب غينيا، بنفس الملعب الذي أجرى به الأسود مباريات الجولة الأولى، وهو ملعب السلام بالقاهرة يوم الجمعة القادم على الساعة السادسة بتوقيت مصر، الخامسة عصرا بتوقيت المغرب.

عن صحيفة بيان اليوم المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلامة الكاملة للأسود العلامة الكاملة للأسود



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya