«شعلة» ما بعد المونديال

«شعلة» ما بعد المونديال

المغرب اليوم -

«شعلة» ما بعد المونديال

بقلم- بدر الدين الإدريسي

للموعد الكروي الإفريقي الذي ينتظر أسود الأطلس هذا السبت بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء أمام منتخب مالاوي، أهميته الكبيرة، فهو نزال يراهن الفريق الوطني على كسب نقاطه الثلاث للخطو بثبات نحو التأهل الحتمي لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019 بالكامرون، وهو موعد سيجيب على أسئلة تتعلق بطبيعة وحجم التحول الذي طرأ على الفريق الوطني بعد مشاركته الأخيرة في كأس العالم والتي تباينت فيها الأحكام والمواقف.

يفترض أن لا يواجه الفريق الوطني وقد حافظ على المكون البشري وأيضا على المقوم التكتيكي، صعوبات تذكر في إخماد «الشعلة» المالاوية، مع ما يجب إبداءه من احترام غير مبالغ فيه لهذا المنتخب، الذي يجد إسوة بالكثير من المنتخبات الإفريقية المخنوقة بسبب نذرة الإمكانات صعوبة في تسلق الدرجات، إلا أن هناك حاجة لأن يكشف الفريق الوطني من خلال هذه المباراة بالذات، وهي الأولى له بعد المونديال، عن طبيعة الرهان المستقبلي، وقد أمكن للجامعة تأمين العنصر الحاسم في صناعة المستقبل القريب للفريق الوطني، بالإبقاء على المدرب والناخب هيرفي رونار بعد الذي هاج به الفضاء بنهاية المونديال من أخبار متخيلة ومفبركة، عن احتمال رحيل هيرفي رونار عن عرين الأسود.

لا شك أن أكثر شيء سيبحث عنه الفريق الوطني في المرحلة القادمة بقيادة الثعلب، هو أن يواصل مسلسل التحديث والتطور، تحديث المنظور التكتيكي وتطوير الشخصية، فما سامحنا الفريق الوطني، وما أعفيناه من المساءلة وهو يخرج من كأس العالم بروسيا متذيلا لمجموعته بنقطة وحيدة، وبمحصول هو ثاني أسوأ محصول في تاريخ مشاركاته بكأس العالم، إلا لأنه أبدى الكثير من الشجاعة في تدبر مباريات عالية المستوى، وإلا لأنه نال برغم ما كان من حصائل رقمية هزيلة، إعجاب الآخرين قبلنا، لطبيعة وشكل الأداء الجماعي المتطابق مع لزوميات وخصوصيات كرة القدم الحديثة، والذي قال في النهاية بمطلق الأمانة أن الفريق الوطني لم ينل من المونديال ما كان يستحقه فعلا.

ومع أن الرهان القريب هو البحث عن اللقب القاري، فإنه من المفترض أن يتدبر الفريق الوطني وعلى رأسه مدربه وناخبه المرحلة القادمة بكثير من الجرأة والبراغماتية، أن يبرر أحقيته في الإنضمام لطليعة المنتخبات الإفريقية، وأن يرتقي درجات بمؤداه التكتيكي، ليقتنع الأفارقة قبلنا نحن المغاربة، بأنه أصبح علامة فارقة في المشهد الكروي الإفريقي.

والحقيقة أن شيئين إثنين يتنازعان المدرب هيرفي رونار في المرحلة الحالية والتي ستكون صعبة وشائكة في مشواره مع أسود الأطلس، أولهما أن يستشرف الأفق القريب بتحدياته ورهاناته ويحضر فريقه ليكون رقما صعبا في معادلة التنافس على كأس إفريقيا للأمم بعد سنة من الآن وقد ظهر ذلك واضحا في احتفاظه بأعمدة الفريق الوطني، وثانيهما أن سيسلح هذا الفريق بكل قطع الغيار الوازنة التي يمكنها أن تحل كل إشكالية قد تعترض السير، كما يمكنها أن تهيئ الفريق الوطني تدريجيا للزمن الذي سيعقب الموعد الإفريقي القادم، والذي سيكون من أكبر تحدياته، ضمان مقعد بنهائيات كأس العالم 2022 بقطر، لأنه في حال ما إذا تغيب الفريق الوطني عن هذا الموعد لا قدر الله، فإن كل ما ظنناها، مكاسب قد تحققت بالحضور في مونديال روسيا ستذهب مع البحر.

هذه إذا هي العلامات الفنية والرياضية وحتى الإستراتيجية التي تحيط بمباراة الفريق الوطني يوم السبت القادم أمام منتخب مالاوي، والتي تجعل من المباراة، موعدا كرويا بالغ الأهمية، نفوز فيه هذا شيء مهم، ولكن أن نقنع أنفسنا بأننا نسير في الإتجاه الصحيح، فهذا هو الشيء الأهم. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شعلة» ما بعد المونديال «شعلة» ما بعد المونديال



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya