البنزرتي هل هو رجل المرحلة

البنزرتي.. هل هو رجل المرحلة؟

المغرب اليوم -

البنزرتي هل هو رجل المرحلة

بقلم - بدر الدين الإدريسي

بقدر ما شغل الوداديين مسلسل الانفصال عن حسين عموتا وما أريق على حواشيه من مداد وما تداعى على الهوامش من تلاسنات، بقدر ما يشغلهم اليوم التعاقد مع التونسي فوزي البنزرتي ليكون هو الربان التقني لمرحلة قادمة ملأى بالتحديات والرهانات الضاغطة والملزمة أيضا بعدم التفريط في المكتسب الكبير الذي تحقق مع عموتا، الوصول أخيرا لقمة هرم الكرة الأفريقية والفوز بلقب عصبة الأبطال الذي انتظرته جماهير الوداد منذ خمس وعشرين سنة.

وإذا كان سؤال الإنفصال عن عموتا ستة أشهر قبل انتهاء عقده وبعد أسابيع فقط على تحقيق إنجاز تاريخي لم يسبقه إليه أي مدرب مغربي، سيثير المزيد من التأويلات وسيرفع المزيد من الغبار، فإن الإرتباط بالشيخ فوزي البنزرتي في هذه الظرفية بالذات يحرك بقوة حوار الفائدة والجدوى.

وإذا ما نأينا بأنفسنا عن حكم القيمة الذي يسقط كغيره من الأحكام في مشهد كروي تتحكم فيه النسبية، فإن التعاطي مع انتداب الوداد لفوزي البنزرتي مدربا وربانا تقنيا في هذه الظرفية بالذات لا بد وأن يستحضر السياق الزمني أولا ولا بد وأن يستحضر شخصية الرجل ورصيده التدريبي ثانيا، ثم لا بد وأن يستحضر ما يمكن أن يغيره البنزرتي في منظومة لعب الوداد في ظل ما يعيشه الفريق من تغييرات جوهرية.

بداية لنفهم طبيعة التعاقد مع البنزرتي تحديدا، نسأل أولا، هل كان للوداد نية في إحداث شرخ على بنيته التقنية بالإنفصال عن حسين عموتا والزيادة على ذلك بحل الطاقم التقني برمته؟

قطعا ما كان يدور بخلد أحد أن يلجأ الوداد لإكراه غير مرغوب فيه، أن ينفصل عن عموتا الربان الذي قال عنه الناصيري رئيس الوداد، أنه حقق ما كان يجب أن تنتظره الوداد لأربع سنوات قادمة، لأن ذلك كان يحكم عليه بدخول متاهة البحث عن بديل في وقت حرج جدا، فما يحتاجه الوداد مدرب بمواصفات فنية ورياضية دقيقة.

ولئن كان ضروريا أن نخضع انتداب الوداد لفوزي البنزرتي لمعيار التطابق والأهلية، فإننا سنجد أن ما أهل البنزرتي ليكون رجل المرحلة، هو أنه خبر أحوال كرة القدم الأفريقية من خلال تقلبه بين العديد من الأندية التونسية والمغربية، ليس هذا فقط بل إنه رجل يدمن البحث عن الألقاب، إذ تحفل مسيرته التدريبية القديمة والحديثة بالعديد من الإنجازات الرياضية التي تبرهن أن الرجل مالك للوصفة السحرية التي تقود للألقاب، ثم إن الوداد بانتدابه للبنزرتي يراهن على قدرة الرجل في تسريع وثيرة المرحلة الانتقالية التي يدخلها الوداد مكرها بعد الإنفصال عن عموتا.

ومع كل هذه المؤثرات الفنية والرياضية التي رجحت كفة فوزي البنزرتي ليتم تفضيله على كثير من المدربين الذين استقبلت الوداد سيرهم الذاتية، فإن نجاح هذا الإنتداب يحتاج إلى تعبئة ودادية كاملة، لأن الوصفة التكتيكية التي سيأتي بها البنزرتي لن تنجح إلا إذا تهيأت الظروف كاملة لذلك.

ظاهريا يبدو أن اختيار البنزرتي احترم الكثير من الضوابط الفنية والرياضية التي تفرضها المرحلة، إلا أن الحكم بنجاح البديل ستكشف عنه المرحلة القادمة عندما يبدأ المدرب التونسي في عبور الرهانات الواحد بعد الآخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البنزرتي هل هو رجل المرحلة البنزرتي هل هو رجل المرحلة



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya